في مؤشر على الصراع الداخلي الذي يعصف بداخل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، توالت الانشقاقات في صفوفه حيث انشق قاضي عما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة للتنظيم، واتهم زعيمه «أبو محمد الجولاني» بالعمالة.
وأعلن «القاضي» محمود عدنان عجاج، انشقاقه عما تسمى «حكومة الإنقاذ»، لافتاً إلى أن ما تسمى «وزارة العدل» «أصبحت دمية بيد «هيئة تحرير الشام»، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
واتهم «القاضي» المنشق الجولاني بالعمالة للقوى الخارجية، ووصفه بالمجرم بسبب قتله مسلحين من ميليشيات «نور الدين الزنكي» وميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية».
في المقابل، ردت «الإنقاذ» على اتهامات عجاج، ببيان منقول عن مصدر في «وزارة العدل»، قالت فيه: إن عجاج «مقصر ومهمل لواجباته الوظيفية».
وذكر البيان، أن ما يسمى «المجلس الأعلى للقضاء» قرر عزل عجاج من العمل بشكل نهائي، بعد فقدان الأمل في تحسن أدائه رغم المهل التي منحه إياها لذلك.
واعتبر البيان ما بدر من عجاج «افتراء وتشهيراً» بحق «القضاء»، متوعداً بمحاكمته قضائياً.
ولم يكن انشقاق عجاج هو الأول من نوعه الذي يشهده تنظيم «النصرة»، وإنما يأتي في إطار سلسلة من الانشقاقات نفذها متزعمون وشرعيون أبرزهم، عصام الخطيب وسمير حجازي الملقب بـ«أبو همام الشامي»، والشرعي الأردني سامي العريدي والشرعيان السعوديان عبد اللـه المحيسني ومصلح العلياني، وأبو اليقظان المصري وابو العبد أشداء، وفق المواقع التي رأت أن ذلك يعكس الصراع الداخلي في «الهيئة» على الخط العام الذي تسير عليه، بين عصبة متزعمها الجولاني وتيارات متشددة ترفض براغماتيته وسعيه لشرعية خارجية ونزع الصبغة المتطرفة عن خطاب «الهيئة».