Site icon صحيفة الوطن

مسيرة حياة!

الحياة ليست أكثر من مشوار طويل تتخلله العقبات والعثرات والحلوة والمرة، وسيل من التناقضات والمغامرات الشائقة والخطرة، ولا تخلو من الاشتباكات الرابحة حيناً والخاسرة في أغلب الأحيان.

منذ الولادة تبدأ المعاناة، فبكاء الطفل وهو يغادر رحم أمه ليس من ألم ووجع، بل لأنه خرج من الدفء إلى البرد، من الأمان إلى المجهول، ومن سجن إلى سجن أوسع وأكبر.

مع كل خطوة تنتظرك المفاجآت التي ترافقك على مدى الأيام والأعوام، وتقفز فجأة أمامك كأنها جني خرج من القمقم لينتقم من الذين حبسوه هناك آلاف السنوات.

لا تظن أنك ذكي بالفطرة، وإن كان الذكاء يخلق مع الإنسان، فأنت تطور هذا الذكاء كل يوم لتصل ذات يوم إلى الحصول على شهادة تثبت أنك ذكي، إما عبر اختراع ما أو إنجاز عمل مميز ككتابة رواية أو بيت شعر وقصيدة فديوان، أو كتمثيل دور في فيلم أو مسلسل أو مسرحية!

سئل عجوز تجاوز الثمانين من عمره: يا شيخ.. كيف ترى الحياة فأجاب:كأنها فناء واسع تدخل من باب لتخرج من باب آخر، وينتهي المشوار، وهذا يذكرني بحكمة تقول: الحياة قصيرة جداً لكي نهتم بها، كل ما علينا فعله الاستمتاع بيومنا لأن غداً لا يعدنا بأي شيء، وهناك قول آخر يرى أن الحياة قصيرة جداً خلال رحلة قصيرة، فلا تتذمر ولا تهتم فقط استنشق الزهور على طول الطريق.

كل تلك الأقوال تنمّ عن ذكاء خارق في تعريف الحياة، لكن قمة الذكاء تكون في بطاقة ذكية تمنحك مقومات حياتك اليومية، فالحياة لا تدوم وتستمر من دون السكريات والنشويات والألياف وغيرها، والبطاقة الذكية توفر لك كل ذلك بالمقدار الذي يحافظ على حياتك الغالية لتحقيق طموحاتك، هذا إذا بقيت عندك طموحات ممكنة التحقيق!

لا يمكننا تجاهل مقومات الحياة الرئيسية إذا أردنا الخوض في الحديث عن هذه الحياة، ومنها الذكاء والذكاء الاصطناعي والبطاقة الذكية التي صارت رفيقة السوريين ونديمهم في السهرات العامة والعائلية، حتى في سهرة رأس السنة حضرت البطاقة الذكية بقوة رافعة رأسها بكل احترام وكبرياء ووقار، فهي سيدة الموقف باقتدار!

نشفق على دول وشعوب العالم لعدم امتلاكهم بطاقاتهم الذكية ونسأل أنفسنا: كيف تعيش هذه الشعوب المسكينة من دون البطاقة الذكية؟ أليست عندهم وزارة تهتم بهم كوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تدعمهم وتوزع عليهم الرز والسكر والزيت النباتي بواقع لتر زيت في الشهر!

كيف يحصلون على علبة سمك التونة (الطون) وعلبة السردين والمياه المعدنية والبنزين بالتقنين وخمسين لتر المازوت في فصل الشتاء البارد جداً، على حين نعيش نحن في نعمة وبحبوحة بنزينية ومازوتية وغازية وخبزية وسوى ذلك؟

ويا أيها الشعب الكريم احمد ربك على كل النعم التي تمنحك إياها الجهات المختصة، وعليك أن تخص بالشكر وزارات التجارة الداخلية وحماية المستهلك والنفط والكهرباء والثقافة والبيئة والأشغال وغيرها، وتأكد أنك إنسان مميز على مستوى العالم، وأنك تسير على الدرب القويم وحياتك عال العال ومن غير تعب ولا مال وحلال عليك حلال!

Exit mobile version