Site icon صحيفة الوطن

أجانب في سلتنا!

تمّت الاستعانة يوم الجمعة الفائت بحكمين لبنانيين لقيادة مباراة كرة السلة بين الوحدة والاتحاد في الدوري المحلي.

هذه المعلومة من حيث الشكل قد لا تبدو ذات أهمية كبيرة، ولكن من حيث المضمون تشير إلى وجود مشكلة حقيقية في كرة السلة السورية، والتي عجزت على ما يبدو عن بناء نفسها.

ليس إنجازاً يُحسب لاتحاد كرة السلة الحالي أن يحدث هذا الأمر لأول مرّة تحت قيادته مهما كانت الأسباب، فاللعبة ليست مجرد لاعبين ومباريات.

الموضوع إن كان تعويضاً عن نقصٍ لدينا فتلك مشكلة، وإن كان عدم ثقة بحكامنا المحليين فالمشكلة أكبر.

رياضتنا ليست بخير، ولم ننتظر هذه الجزئية حتى نطلق هذا الحكم، بل قلناه منذ عقود، وتزداد الأمور سوءاً بكل أسف.

لا يستطيع أي شخص مهما كانت قدراته أن يُحدث التغيير المنشود.. المسألة بحاجة إلى (إعادة إعمار) كاملة، تنظيمياً وإدارياً وقانونياً ومالياً، وفنياً وجماهيرياً وإعلامياً، وتحتاج القصة إلى سنوات، وإلى خطط عمل واضحة، وإلى جهود مستمرة بكل الاتجاهات..

كرة السلة جزء من المشهد الرياضي العام، وما فيها ليس غريباً عن غيرها من الألعاب، وبالتالي فإن الحديث عن (إصلاح شامل) هو ما يجب أن يكون، لكن الأهم في هذا الصدد هو أن يُتخذ القرار بشكل مدروس، وأن تُوفّر له مقومات التنفيذ.

من (الفيشة) إلى كرة القدم، في الملاعب والمكاتب، كله بحاجة إلى إعادة فرمتة.

نعود إلى ما بدأنا به، مجرّد أن نفكّر باستقدام حكام أجانب بأي لعبة فهذا يعني اعترافاً بعقم العمل، وبالعجز، وعلى من يتخذ مثل هذا القرار أن يعتكف في بيته، و(يشرب متّة) طوال الوقت.

أخشى أن يردّ علينا اتحاد السلة بالحديث عن إنجاز حققه عندما قرر الاستعانة بحكام أجانب، حينها سنعتذر منه، ونسحب كلامنا، ونترك له الساحة بكل ما فيها!.

Exit mobile version