Site icon صحيفة الوطن

منتخبنا الوطني فقد آخر آماله الكروية … عشوائية وسوء إدارة وتخطيط أوصلا كرتنا إلى الهاوية

كما هو متوقع خسر منتخبنا الوطني أمام نظيره الإماراتي بهدفين نظيفين في المباراة التي جرت على ملعب آل مكتوم بنادي النصر الإماراتي بدبي مساء الخميس الماضي ضمن مباريات الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر.

وهذه الخسارة هي الخامسة بالتصفيات من دون أن يحقق منتخبنا أي فوز واكتفى بتعادلين وضعاه في المركز الأخير بمجموعته.

وعملياً ضاع أمل كرتنا بالوصول إلى المركز الثالث لنلعب مباراتي الملحق الآسيوي، والمعادلة مستحيلة وأقرب للمعجزة لأنه مطلوب من منتخبنا الفوز في المباريات الثلاث القادمة على أن تخسر الإمارات المباريات الثلاث القادمة مع تعثر لبنان والعراق بمباراتين على الأقل، وطموحنا بات بتحقيق فوز نكحل به عيوننا أو الخروج من المركز الأخير.

المقدمات الخاطئة هي التي قادتنا إلى مثل هذه الخسارة وهذه النتائج، مع العلم أن المنتخب الإماراتي ليس بأفضل حالاته بغياب أبرز ستة لاعبين، وإذا قارنا مباراة الذهاب التي تعادلنا بها 1/1 مع مباراة الإياب التي خسرناها الخميس للاحظنا مستوى التدهور والتراجع الذي وصل إليه منتخبنا، وحالة منتخبنا ينطبق عليها قول الشاعر:

إذا كان رب البيت في الطبل زامراً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

هذا المنتخب هو نتاج اللجنة المؤقتة وقراراتها الضعيفة وسوء إدارتها عندما سمحت للمتنفذين أن يقولوا كلمتهم في المنتخب.

ما حدث مع منتخبنا هو نتيجة النيات غير السليمة والأخطاء الكثيرة والمشاكل الجمة التي كانت تلازم منتخبنا في كل يوم.

أكثر شيء شاهدناه في إدارة اتحاد كرة القدم العشوائية والاضطراب في كل القرارات والتصرفات والأهم حرص اللجنة المؤقتة على اغتنام ما يمكن اغتنامه من فوائد كثيرة أقلها السياحة الرياضية وكما نعلم أن أعضاء اللجنة وأمين السر اختصاصي سفر وكأنهم يتبعون لوزارة السياحة وليس للاتحاد الرياضي العام.

كل ذلك يتحمله المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام لأنه شاهد على ما يجري وموافق عليه، وكم كنا نتمنى لو أن القيادة الرياضية تدخلت في عقد تيتا وحده لكانت فعلت خيراً بكرتنا.

ضحك على الذقون

الإجراءات التي قام بها تيتا كانت عبارة عن مسرحية مكشوفة وضحك على الذقون، ونحن نسأل ما الفائدة من المعسكرات الداخلية إذا لم يقتنع بأي لاعب؟ مع العلم أنه بالأصل كل لاعبينا مكشوفون ومجربون؟

لماذا هذا الهدر من المال والهرولة على الصرف والإنفاق والسياحة الداخلية ونحن نعلم كل العلم أن من سيمثل منتخبنا هم اللاعبون المحترفون؟

لكن المشكلة الأكبر تمثلت بتوقيف الدوري والنشاط الرسمي كرمى لتيتا وأوامره، فهل يجوز توقيف الدوري كرمى لعدد بسيط من اللاعبين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد؟

بعد أن حققنا الفشل الذريع مع كل المنتخبات الوطنية، ماذا سنفعل في المسابقات الرسمية المحلية؟

من الطبيعي أن نجهز عليها هي الأخرى عبر الضغط وسوء الإدارة مع العلم أن الأشهر القادمة ستشهد مشاركة أندية الجيش وتشرين وجبلة بالمسابقات الآسيوية.

ما يحدث في كرتنا هو دليل على التخبط والفساد، ولو أن القيادة الرياضية حاسبت اتحاد كرة القدم المستقيل على سوء إدارته وهدره للمال العام، لما تجرأت اللجنة المؤقتة على السير على النهج ذاته والسلوك نفسه.

ملف المحترفين

يتحمل مسؤولية ما وصل إليه منتخبنا الوطني من سوء وضعف وتشرذم وخلافات وعنتريات المسؤولون عن ملف اللاعبين المغتربين، وهؤلاء على ما يبدو أسسوا لشبكة طويلة من العلاقات في الداخل والخارج من أجل تمرير مصالحهم عبر صفقات تسويقية للاعبين من هنا وهناك، ولأجل تمرير ما يريدون لابد من إنهاء الجيل الحالي من اللاعبين ولو كانت بطريقة مقززة عبر تجييش بعض المواقع الإلكترونية لمهاجمتهم والنيل منهم وعبر تجييش ما يسمى برابطة المنتخبات الوطنية في الإمارات التي هاجمت عدداً من اللاعبين من دون أي مبرر لذلك.

ودائماً في الدول التي تملك الثقافة الكروية المحترفة تحتفظ بنجومها وتحفظ لهم كرامتهم.

لكننا لا نجد في كرتنا هذا المفهوم الاحترافي، فنجد كل واحد يعمل وفق مصالحه الخاصة.

والقصص باتت واضحة للعيان، فقضية نسيان جوازات السفر لم تكن بريئة وليست خطأ عابراً، وقضية كورونا الحارس خالد قد تكون مفتعلة، وقضية إياز عثمان وتصريحاته النارية لم تأت من فراغ.

كل شيء في كرتنا مدبر ويدار وفق منهجية مرسومة لكنها بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة.

وابتدأت المؤامرة على منتخبنا الوطني منذ قدوم اللجنة المؤقتة التي تبين للجميع أنه ليس لها بالعير ولا بالنفير فكان الاتحاد الكروي أرضاً خصبة لمن أراد الاستفادة من هذه المزرعة الكروية، والفوائد هنا متنوعة وحسب الحجم، فمنهم من ارتضى بالقليل ومنهم من حظي بالنفوذ والقرار.

وخيوط المؤامرة تكشفت عندما تم الاتفاق مع تيتا ومنتخبنا بعهدة المحروس وتنتظره مباراتا العراق وإيران وشاع الخبر داخل المنتخب ليتزعزع الصف الداخلي ويخرج المحروس من المعادلة تمهيداً لدخول تيتا.

قمة الجهل والخراب كانت بالتعاقد مع تيتا وقد نبهنا مراراً وتكراراً إلى عدم صوابية هذا القرار، لكن أصحاب النفوذ ربحوا الرهان وأصحاب القرار رضخوا للأمر وبدأ مسلسل الإخفاقات والمصيبة أن تتعاقد مع مدرب خسر مع موريتانيا وتدفع له ما يريد وتنفذ له كل شروطه.

عملياً مهمة تيتا انتهت بمباراة المنتخب مع الإمارات، وما سيقبضه بعدها وما سنصرف عليه حتى نهاية عقده يفوق الشرط الجزائي الذي تنازل عنه، وهذا انتصار له وخسارة لكرتنا تفوق كل خساراتنا لأنها تنم عن الجهل وسوء الإدارة وسوء النية وإذا كان تيتا بمستواه الفني متواضعاً فكيف هم مساعدوه وما مستواهم؟ وقد طال الحديث عنهم، وربما كان مدرسو التربية الرياضية عندنا أفضل منهم؟

ممرن فاشل

للأسف فإن الجميع يعرف أن تيتا ليس مدرباً وهو بالأصل معد بدني وهناك من خدمه ليصبح مدرباً لكنه أثبت أنه ممرن فاشل.

كل شيء في مباراتنا مع الإمارات يشير إلى أن تيتا ليس مدرباً محترفاً بدءاً من التشكيلة إلى التبديل وأسلوب اللعب وأخيراً التصريح بعد المباراة.

ومنذ أن حل تيتا بربوعنا ازدادت مشاكلنا من تصريحاته وتصرفاته واصطنع (بلبلة) بحراسة المرمى واتهم الدوري بالضعيف (وياليته مدرب قوي) واتهم لاعبي الاتحاد بصفات لا تليق وآخرها ما حدث مع إياز، وكان بإمكانه التصرف في كل هذه المواقف بحكمة.

في التصريح الصحفي بعد المباراة قال: المشكلة كانت في الـ30 متراً الأخيرة، ونعتقد أن مشكلة منتخبنا في عشرة الأمتار الأولى، فلم يكن الحارس موفقاً وكذلك الدفاع، وقال: سيطرنا على نسبة 70 بالمئة من المباراة وأفضل المواقع تحدثت عن نسبة سيطرة متوازنة بين المنتخبين، لكن المهم ماذا استفدنا من هذه السيطرة، وماذا استفدنا من غيرها من أرقام إذا لم نستطع على سبيل المثال استثمار الكرات الثابتة وخصوصاً الركلات الركنية الكثيرة.

ونحن هنا نهمس بأذن مسوقي اللاعبين المغتربين أن منتخبنا بحاجة إلى حارس مرمى ومدافعين لذلك ابحثوا عما ينقص المنتخب حتى لا نحدث تخمة في بعض المراكز فنضطر لمحاربة اللاعبين وإبعادهم قسراً.

بالمحصلة العامة فإن تيتا لا يعرف مشكلة المنتخب لذلك هو غير قادر على فعل أي شيء إيجابي للمنتخب.

بطاقة المباراة

المناسبة: الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر.

المكان: ملعب آل مكتوم بنادي النصر في دبي بالإمارات العربية

الزمان: الخميس 27/1/2022 – الساعة الخامسة مساءً بتوقيت دمشق

الفريقان: الإمارات × سورية = 2/صفر

الأهداف: كايو كانيدو د43 – يحيى الغساني د70 (الإمارات)

الحكام: حكم الساحة الأوزبكي تاتاشيف.

تشكيلة منتخب سورية

إبراهيم عالمة – عمرو ميداني – عمرو جنيات (محمد صهيوني) – أوليفر كاسكاو (ورد السلامة) – محمد عنز (محمد ريحانية) – مؤيد الخولي – تامر حاج محمد – فهد اليوسف- عمر خريبين (ملهم بابولي) – محمود المواس (محمود البحر) – عمر السومة.

فكاهة كروية

قال لي حفيدي الصغير إنه شاهد مباراة منتخبنا الوطني مع الإمارات ثلاث مرات وفي كل مرة يخسر منتخبنا بالنتيجة نفسها صفر/2 فأخبرته أن المباراة إعادة وليست مباراة جديدة، فقال لي لو لعب منتخبنا عشر مرات مع الإمارات فسيخسر في كل مرة.

Exit mobile version