Site icon صحيفة الوطن

أكثر من مجرد تحالف.. والأنشطة العسكرية الأميركية تثير مخاوف الجميع … روسيا والصين تعلنان دخول العلاقات الدولية العهد الجديد

دشنت روسيا والصين عصراً جديداً من التعاون الإستراتيجي، وأعلنتا بصورة رسمية دخول علاقات بلديهما مرحلة جديدة، وسط حالة من الترقب الأميركي بسبب القمة التي جمعت الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين أول أمس.

ووقع الرئيسان الروسي والصيني وثيقة مشتركة بين دولتيهما تحمل اسم «الإعلان المشترك بخصوص دخول العلاقات الدولية عهداً جديداً والتنمية المستدامة».

وجاء في البيان الختامي لقمة الرئيسين الروسي والصيني: «أن العلاقات الدولية دخلت حقبة جديدة ‏نشعر فيها بقلق بالغ إزاء قيام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا بإنشاء شراكة أمنية ‏ثلاثية «أوكوس»، والتي تنص على تعميق التعاون بين المشاركين في المجالات التي تؤثر على الاستقرار ‏الإستراتيجي، ولاسيما قرارهم بدء التعاون في مجال الغواصات النووية».

وأعربت كل من روسيا والصين عن اعتقادهما أن مثل هذه الإجراءات تتعارض مع مهام ضمان الأمن والتنمية ‏المستدامة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتزيد من خطر إطلاق سباق تسلح في المنطقة وتخلق ‏مخاطر جسيمة من انتشار الأسلحة النووية‎. ‎

‏وتابع البيان: «يدين الجانبان بشدة مثل هذه الخطوات ويدعوان المشاركين في «أوكوس» إلى الوفاء بأمانة ‏بالتزاماتهم بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية والصاروخية لحماية السلام والاستقرار والتنمية في ‏المنطقة». ‎

وأكد البيان على إصرار روسيا والصين في أن تقوم الولايات المتحدة بالتخلص وبشكل سريع من ‏مخزون أسلحتها الكيميائية، مضيفاً: «تصر روسيا والصين على أن الولايات المتحدة، بصفتها الدولة ‏الطرف الوحيدة في الاتفاقية التي لم تستكمل عملية تدمير الأسلحة الكيميائية، أن تسرع في إزالة ‏مخزونها من الأسلحة الكيميائية». ‎

وشدد على تأكيد الطرفين أن الأنشطة البيولوجية العسكرية المحلية والأجنبية للولايات المتحدة ‏وحلفائها تثير مخاوف وتساؤلات جدية في صفوف المجتمع الدولي فيما يتعلق بامتثالها لاتفاقية ‏الأسلحة البيولوجية‎. ‎

ودعت روسيا والصين، حسب البيان، الولايات المتحدة إلى التخلي عن خطط نشر صواريخ ‏متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، وأعربا عن اعتقادهما أن انسحاب ‏الولايات المتحدة من معاهدة تصفية الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى وتسريع البحث ‏والتطوير للصواريخ الأرضية متوسطة المدى وقصيرة المدى والرغبة في نشرها في منطقة آسيا ‏والمحيط الهادئ وأوروبا ونقلها إلى حلفائها، ينطوي على زيادة التوتر وانعدام الثقة وزيادة المخاطر ‏على الأمن الدولي والإقليمي وإضعاف النظام الدولي لمنع الانتشار والحد من التسلح وتقويض ‏الاستقرار الإستراتيجي العالمي‎. ‎

وتابع البيان: «يدعو الطرفان الولايات المتحدة إلى الاستجابة بشكل إيجابي للمبادرة الروسية والتخلي ‏عن خطط نشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا»، ‏مشيرًا إلى أن موسكو وبكين ستواصلان الحفاظ على الاتصالات بينهما وتعزيز التنسيق بشأن هذه القضية.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد في تصريحات له أن الرئيس الصيني وصف علاقات بلاده مع روسيا بأنها «أكثر من مجرد تحالف»، وأضاف لافروف: إن المسار الذي تسلكه العلاقات بين موسكو وبكين اتسم مجدداً بأنه الأفضل في ‏تاريخ العلاقات الروسية-الصينية برمتها، مشيراً إلى أن الزعيمين ناقشا خلال اجتماعهما مجمل ‏العلاقات الثنائية وتفاصيل التعاون الدولي بين البلدين‎. ‎

وفي أول رد أميركي على القمة الروسية- الصينية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: الولايات المتحدة تركز في الوقت الراهن على العمل مع ‏‏الشركاء في حالة قيام روسيا بغزو أوكرانيا‎‏، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة على تواصل مع حلفائها وموردين للغاز لضمان استقرار تدفق الغاز ‏‏الطبيعي إلى أوكرانيا إذا غزت روسيا الأراضي الأوكرانية، وقطعت الإمدادات‎‏.

Exit mobile version