برعاية كريمة من وزارة الثقافة السورية، أقامت المؤسسة العامة للسينما حفل تخريج لطلاب دبلوم العلوم السينمائية وفنونها بموسمه السادس، بحضور أهالي الطلاب وأساتذة المعهد، وعدد من المهتمين بالشأن السينمائي، في «قاعة الدراما» بدار الأسد للثقافة والفنون.
تضمن الحفل عرضاً مسرحياً قدمه الخريجون، تحت إشراف المخرج عوض القدرو، إضافة لفيديو تناول حياة الطلاب، ومراحل البدايات والتحضيرات والإنجازات التي رافقتهم خلال العام الدراسي، كما تم عرض فيديو تحدث عن مسيرة السينما السورية وتطوراتها.
وفي كلمة لهُ خلال الحفل بين المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين قائلاً: «ما رأيته اليوم من خلال الطلاب الأعزاء من شغف وحب لهذا الفن، يجعلنا نشعر بوجود جيل سينمائي قادم سيحدث نقلة نوعية كبيرة في هذا الفن، كما أن السينما هي تعبير عن الوجود وخلق من نوع آخر، وعندما تتوافر الشروط الثلاثة وهي الاستمرارية والمعرفة والاجتهاد، يستطيع عندها المبدع أن يطرح مشروعه وتقديمه أمام المجتمع».
وتابع شاهين حديثه بالقول: «أتمنى لجميع الطلاب أن تتحقق مشاريعهم المستقبلية، وأن أراهم جميعاً في ميادين العمل، لأن النشاط والاجتهاد والعمل عناصر مرتبطة بعضها ببعضها الآخر، إضافة لأن يكونوا فاعلين في حياتهم وقادرين على تطوير هذا الفن الجميل، وأن نرقى به إلى حدٍ يصبح بالدرجة الأولى مرضياً لنا ولذواتنا ومعبراً عن حضارتنا، ويعكس الوجه الجميل لهذه الأمة أينما حلت».
وأوضح شاهين في تصريح خاص لـ«الوطن» أنه: «في كل عام يختلف الدبلوم عن الدورات السابقة، حيث سيكون هناك اهتمام أكبر بالأيام القادمة لأنه أصبح لدينا المعهد العالي للفنون السينمائي، وهذا ما سيدفع المهتمين بالشأن السينمائي باتباع الدبلوم، ليكون جزءاً مكملاً لهم يساعدهم بالتقديم واجتياز قبول المعهد. مشيراً إلى أن «المؤسسة ستعمل بكامل طاقتها لإتاحة الفرص أمام الجميع لخوضهم غمار هذا الفن.
ولفت شاهين إلى أن «الدبلوم أنتج مجموعة من الشباب المهتمين بالشأن السينمائي القادرين بالوقوف ضمن صفوف العملية الإنتاجية، والعديد منهم يعمل ضمن الأفلام السينمائية الطويلة».
من جانبه باسم خباز مدير دبلوم العلوم السينمائية تحدث لـ«الوطن» قائلاً: «هذا الاحتفال سيختلف كلياً عن الاحتفالات الأخرى، من خلال تقديم طلاب هذه الدفعة للوحات تمثيلية أثناء حفل التخرج».
وأوضح خباز أن «الدبلوم منذ تأسيسه أخذ منحاه الصحيح بالمشهد الثقافي السوري، وسمعته الجيدة أصبحت مصدر جذب للراغبين في دخول المجال السينمائي». مبيناً أن «الدبلوم يساعد الطلاب غير القادرين على الدراسة الأكاديمية، أو عدم قبول البعض بالمعهد العالي للسينما بسبب الشروط المطلوبة، إضافة إلى أنه يساعد البعض على امتلاك المعلومات التي تساعدهم في تجاوز الامتحانات المؤهلة لهم بالدخول إلى المعهد العالي للسينما».
حسن م يوسف أستاذ مادة السيناريو في الدبلوم أكد أنه «في أيام الوفرة كان يتم إرسال أبنائنا للخارج من أجل الدراسة في معاهد السينما الخارجية، إلا أن هذه السبل انقطعت منذُ أن شنت هذه الحرب الكونية علينا، فهؤلاء الشباب الذين ظلمتهم الحرب، ما تزال شعلة الفن متقدة عندهم، فكان الدبلوم هو السبيل لهم في تحقيق فنهم، واليوم بتخريجهم نحنُ نفتخر بهم وسنعمل على تقديم ما نستطيع لهم في سبيل تحقيق أحلامهم».
أما نبيل دقاق أستاذ مادة الصوت بالدبلوم أوضح أن «الطلاب يتعرفون من خلال الدبلوم على جميع الاختصاصات التي تدعم معلوماتهم في مجال الفن السينمائي، ويتم إعطاؤهم جميع العناوين العريضة التي تضعهم على الطريق بخطواته الأولى».
وأشار دقاق إلى أنه «يتم تعريف الطلاب على كل اختصاصات الصوت من ناحية التجهيزات والمعدات التقنية، والتكنولوجيا التي تستخدم في صناعة الصوت، ومشاكل الصوت وحلولها، والدوبلاج، والمؤثرات الصوتية، وللحقيقة أشعر أن الطلاب جميعهم لديهم المتعة الكبيرة في تلقي المعلومات التي تقدم لهم».
إيناس أحمد الحاصلة على المركز الأول بالدفعة السادسة للدبلوم قالت لـ«الوطن»: «سعيدة جداً بهذه التجربة الغنية على الرغم من تفوق الشق النظري عن العملي خلال الدبلوم، إلا أنني تمكنت من الحصول على المعلومات الكافية التي أستطيع من خلالها أن أصنع فيلماً».
ولفتت أحمد إلى أن «مواد مناقشات السيناريو وكلاسيكيات السينما وتحليل الأفلام، مواد جعلتني أتعرف على أدواتي، وبذلت مجهوداً كبيراً خلال العام الدراسي، من ناحية الالتزام بالدوام والحضور الدائم بالأفلام التدريبية، للحصول على أكبر قدر من المعلومات، وهذا ما جعلني أحصل على المركز الأول».
الطالبة كرستين شحود قالت لـ«الوطن»: «الدبلوم يفتح للطلاب أبواباً كثيرة في مختلف اختصاصات هذا الفن، من خلال الأسس والقواعد التي تقدم، في حين كان هناك مشكلة واحدة وهي صعوبة توفير المعدات العملية أثناء التصوير، ما سبب عائقاً أمام الطلاب في تقديم مادة فيلمية كاملة».
يذكر أن دبلوم العلوم السينمائية وفنونها، هو دورة تدريبية طويلة تمتد على مدار عام دراسي كامل، تقيمه سنوياً المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني التابع لجامعة الدول العربية.