Site icon صحيفة الوطن

بالميراس نسخة برازيلية باهتة في مونديال الأندية 2021 … أرقام قياسية للعرب والأهلي ثالثاً من جديد .. توخيل ثالث الألمان وتشيلسي ثالث الإنكليز

في ظل انشغال الأوروبيين ببطولاتهم المحلية أقيمت النسخة الثامنة عشرة لكأس العالم للأندية في الإمارات العربية المتحدة والذي لم تخرج أحداثه عن النص فانتهى بلقاء ممثل القارة الأوروبية مع ممثل أميركا الجنوبية على اللقب وفيه فكّ تشيلسي الإنكليزي عقدته وتوج بالكأس للمرة الأولى بعد مباراة ماراثونية أمام بالميراس البرازيلي الذي قدم نسخة سيئة لكرة السامبا في الحدث العالمي على مستوى الأندية والذي قد يكون بهذه الصيغة، فمن المقرر حسب قرار الفيفا السابق أن تقام البطولة بمشاركة 16 نادياً في الصين العام القادم لتكون نسخة مصغرة من مونديال منتخبات الرجال، انتهت بطولة العام 2021 بكل ما فيها لتدخل في باب قصص تاريخ كرة القدم، فما أبرز أحداثها ومجرياتها وأرقامها وإحصائياتها؟.. ومن نجومها؟..نتابع في السطور التالية.

ملخص الأحداث

بدأت البطولة بمشاركة سبعة أندية سبق لستة منها المشاركة في البطولة لمرة واحدة على الأقل مثل بالميراس وتشيلسي والهلال والجزيرة ووحدهما مونتييري المكسيكي والأهلي المصري ظهرا أكثر من مرة فيها، والأخير سجل حضوره السابع كرقم قياسي بين المشاركين ولا يتقدمه سوى الغائب أوكلاند النيوزيلندي (10 مشاركات) والذي عوضه فريقا بيراي من تاهيتي والذي سجل ظهوره الأول على حين شارك مونتييري للمرة الخامسة، وجاء ظهور بيراي خجولاً فخسر بالتثبيت أمام صاحب الضيافة الجزيرة الإماراتي الذي كان يمني النفس بتحسين سجله بعد المشاركة الأولى عام 2009 ويومها حل رابعاً لكنه خسر بالنتيجة الأعلى أمام الهلال ليكتفي باللعب على المركز الخامس، وبالمقابل تخطى الأهلي مونتييري في مباراة ربع النهائي الثانية، وفي نصف النهائي فاز بالميراس على الأهلي بثنائية على حين تعذب تشيلسي حتى تجاوز الهلال بهدف ليكون النهائي مثالياً وفيه جاء تفوق تشيلسي منطقيا على الرغم من تأخره بالحسم إلى الأوقات الإضافية.

تتويج منطقي

لم يكن النهائي ندياً بالمعنى الكروي المطلق فقد كانت أفضلية تشيلسي واضحة وجلية خاصة في التمديد، وإذا كانت بعض الأرقام متقاربة في الوقت الأصلي على صعيد عدد الفرص المتاحة بعيداً عن الكيفية، فإن النتيجة لم تكن عادلة فبعد انتظار 54 دقيقة استطاع البلجيكي لوكاكو صاحب هدف الفوز على الهلال في نصف النهائي افتتاح التسجيل لكن فرحة توخيل ولاعبيه لم تدم طويلاً فسرعان ما أدرك رافاييل فيغا التعادل مسجلاً الهدف الثاني له في البطولة حاله حال لوكاكو واستطاع بالميراس سحب المباراة إلى التمديد، وخلاله أطبق لاعبو البلوز على منطقة جزاء الفيفردي خاصة في النصف الأول دون طائل وحاول البرازيليون جرّ الإنكليز إلى ركلات الترجيح لكن الحسم جاء من علامة الجزاء عبر الألماني كاي هافيرتز قبل ثلاث دقائق من النهاية مانحاً مواطنه توماس توخيل لقباً جديداً ضمه إلى دوري الأبطال وإلى كأس السوبر الأوروبي ليكون ثالث ألماني يتوج بهذه الكأس بعد يورغن كلوب 2019 مع ليفربول وهانز بيتر فليك مع البايرن في نسخة 2020.

على حين أصبح بالميراس خامس فريق برازيلي يخسر النهائي بعد فاسكودي غاما 2000 وسانتوس 2011 وغريميو 2017 وفلامنغو 2019، يمكن القول إنه كان نسخة لا تليق بالكرة البرازيلية على الرغم من أنه لم يكن بالسوء الذي ظهر عليه غريميو أمام ريال مدريد في نهائي 2017 والشرف الوحيد لبالميراس الملقب بـ«الأبطال» أنه مسح ذكرى أسوأ مشاركة لفريق برازيلي في البطولة بعدما فشل حتى بتسجيل أي هدف في نسخة العام الماضي وقد أصبح الفريق رقم 26 الذي يخوض نهائي البطولة، وإذا كان تشيلسي فكّ العقدة البرازيلية التي رافقته في مشاركته الأولى 2012 عندما خسر النهائي بهدف أمام كورينثيانس يومها بفوز مستحق فإنه قدم نسخة معدلة من كرة القدم الإنكليزية التي تعتمد على الاستحواذ والمتانة الدفاعية والزخم الهجومي على الرغم من عدم تمكنه من تسجيل أكثر من هدفين من اللعب المفتوح.

تفوق أوروبي

تتويج تشيلسي باللقب أكد تفوق الكرة الأوروبية بالوقت الحالي على نظيرتها في أميركا الجنوبية ويرجع ذلك إلى عوامل كثيرة من الغنى الفاحش الذي بلغته بعض الأندية الأوروبية الشيء الذي أدى إلى استقطاب كبار النجوم من شتى أنحاء العالم، وبالتالي توقفت تتويجات فرق أميركا اللاتينية عند أربعة ألقاب كلها لأندية برازيلية وآخرها كان عام 2012، ليرتفع عدد ألقاب القارة العجوز في البطولة إلى 14 لقباً ومازال ريال مدريد يتقدم الجميع بأربعة ألقاب مقابل 3 ألقاب لغريمه ومواطنه برشلونة ولقبين للبايرن وواحد لكل من: ميلان ومانشستر يونايتد وإنتر ميلانو وليفربول، ورفع تشيلسي الذي أصبح البطل الحادي عشر للمونديال عدد ألقاب الإنكليز إلى ثلاثة ألقاب في المركز الثالث بعد أندية إسبانيا (7 ألقاب) وأندية البرازيل (4 ألقاب) مقابل لقبين لإيطاليا ومثلهما لألمانيا.

أهداف وهدافون

شهدت مباريات البطولة الثماني تسجيل 27 هدفاً بمعدل 3.38 أهداف في المباراة الواحدة وهو معدل كبير يتكرر طبق الأصل بعد نسخة 2010 وهو ثاني أفضل معدل بعد نسخة 2018 التي شهدت تسجيل 33 هدفاً أي بمعدل 4.13 في المباراة، وكانت نسخة 2020 الفائتة شهدت 12 هدفاً فقط (7 مباريات) فكان المعدل الأضعف (1.75) في المباراة، وجاء 12 هدفاً في الأشواط الأولى و14 في الأشواط الثانية وهدف في التمديد.

– بالأهداف الـ27 المسجلة ارتفع عدد أهداف البطولة عبر النسخ الست عشرة إلى 437 هدفاً في 246 مباراة أي بمعدل 2.99 في المباراة الواحدة.

– على الرغم من كثرة الأهداف إلا أن لقب الهداف توزع بين أربعة لاعبين سجل كل منهم هدفين وهم البلجيكي روميلو لوكاكو لاعب تشيلسي والبرازيلي رافاييل فيغا لاعب بالميراس والمصري ياسر إبراهيم لاعب الأهلي والمالي عبد الله ديابي لاعب الجزيرة الإماراتي.

– جاء هدفان بالخطأ ليرتفع عدد الأهداف العكسية في تاريخ البطولة إلى 15 هدفاً، واحتفظت نسخة 2007 بأكبر عدد من الأهداف العكسية بواقع 3 أهداف.

– وجاء ثلاثة أهداف من علامة الجزاء وحمل الهدف الذي سجله هافيرتز الرقم 33 عبر نقطة الجزاء في تاريخ البطولة.

نتائج وأرقام قياسية

وشهدت البطولة النتيجة الأكبر في تاريخها فقد فاز فريق الهلال على الجزيرة بستة أهداف لهدف كأكبر فارق من الأهداف (خمسة أهداف) وكان الفارق الأعلى سابقاً 4 أهداف وحدث في ست مباريات انتهت بنتيجة 4/صفر ومنها فوز الأهلي على الهلال في هذه النسخة على مباراة المركزين الثالث والرابع، ومرة عندما فاز مونتييري على الأهلي 5/1 في نسخة 2013، يذكر أن النتيجة الأغزر في تاريخ البطولة حدثت بين فريقين عربيين عندما فاز الترجي التونسي على السد القطري بنتيجة 6/2 في نسخة 2019 وسبق لمانشستريونايتد الفوز على غامبا أوساكا الياباني بنتيجة 5/3 في نسخة 2008.

وشهدت البطولة انتهاء المباراة النهائية بالتعادل للمرة السابعة والثلاثين في تاريخ البطولة فجاء إنهاء تشيلسي الأمر خلال الأوقات الإضافية للمرة الحادية عشرة وللمرة الرابعة في مباراة نهائية بعد برشلونة الفائز على استوديانتس 2009 بالنتيجة ذاتها 2/1 وريال مدريد على حساب كاشيما أنتلرز 4/2 في نسخة 2016 وليفربول على حساب فلامنغو بهدف في نسخة 2019, والملاحظ أن المستفيد في المرات الأربع هم أبطال أوروبا، وكان نهائي النسخة الأولى 2000 انتهى بفوز كورينثيانس على فاسكو دي غاما بركلات الترجيح، وغابت ركلات الترجيح في هذه النسخة علماً أنها حضرت في 16 مباراة سابقة في تاريخ البطولة.

اكتساح برازيلي

بعيداً عن الأرقام والإحصائيات أصبح المغربي حكيم زياش ثالث لاعب عربي يتوج بكأس البطولة بعد مواطنه المغربي أشرف حكيمي مع ريال مدريد والمصري محمد صلاح مع فريق ليفربول، إلا أن جائزة أفضل لاعب ذهبت إلى مدافع تشيلسي المخضرم (البرازيلي) تياغو سيلفا بسبب دوره في ضبط دفاعات الفريق الإنكليزي وهو الذي يخوض معه موسمه الثاني ويبلغ من العمر 37 سنة، ونال البرازيلي إداردو بيرير (دودو) ابن الثلاثين عاماً الكرة الفضية كثاني أفضل لاعب على حين ذهبت البرونزية إلى مواطنه دانيللو دوس سانتوس اوليفيرا (20 عاماً) وكلاهما من فريق بالميراس.

وهي المرة السابعة عشرة التي يتوج فيها أفضل لاعب من الفريق البطل ووحده البرتغالي ديكو منح الكرة الذهبية في نسخة 2006 بعدما خسر مع برشلونة النهائي مع إنترناسيونالي البرازيلي، ويعد تياغو سيلفا خامس برازيلي يتوج بجائزة الأفضل بعد إيدلسون 2000 وروجيرو سيني 2005 وريكاردو كاكا 2007 وكاسيو راموس 2012.

لعب نظيف

جائزة اللعب النظيف نالها فريق تشيلسي وقد حصل لاعبوه على بطاقتين صفراوين فقط خلال مباراتين وبالمقابل نال لاعبو الهلال السعودي 3 إنذارات وحمراوين، وشهدت البطولة في العموم 25 بطاقة صفراء تحولت اثنتان منها إلى اللون الأحمر فطرد لاعب بالميراس لوان تكسييرا بالإنذار الثاني في المباراة النهائية، واحتفظت النسخة الأولى بالسجل الأسوأ على مستوى الصفراوات (58) لكن خلال 14 مباراة مقابل 19 صفراء في نسخة 2013.

وغابت البطاقات الملونة عن مباراة الهلال والجزيرة لتصبح المباراة التاسعة في تاريخ البطولة التي خرجت نظيفة تماماً، على حين شهدت مباراة الأهلي والهلال طرد لاعبين إلا أن الرقم القياسي مازال لمباراة ريال مدريد × الرجاء المغربي والتي شهدت طرد 4 لاعبين وذلك في نسخة عام 2000.

وشهدت البطولة أربع بطاقات حمراء منها اثنتان للاعبي الهلال ماثيو بيريرا ومحمد إبراهيم كنو وواحدة بوجه لاعب الأهلي أيمن أشرف في مباراة نصف النهائي والأخيرة بوجه لوان، ويبقى الرقم القياسي في النسخة الأولى التي شهدت 6 حمراوات مقابل 4 حمراوات في نسخة 2009.

وقاد المباراة النهائية الحكم الأسترالي كريستوفر (كريس) بيت ليكون أول حكم من بلاده يصل إلى هذا الشرف علماً أن أربعة حكام مكسيكيين سبق لهم أن قادوا مباراة التتويج (رقم قياسي).

Exit mobile version