Site icon صحيفة الوطن

فضاءات الأدب

إن الأدب وفضاءات معرفته المثلى وفنونه الجميلة ودانيات قطوفه، دانيات المعرفة الساكنة على شطّه، في فضاء أفقه الواسع، تلك المعرفة التي تُضيء مداراته وتستوطن بالأصل فوق جماليّات الثقافة الحقة.

تستوطن في جماليات سطوره وفي كلّ حرفٍ نكتب أو نقرأ، وفي أفق كل جملة تُكتب وفق عجائبية الجمال الأدبي.
تُكتب وفق تجلّيات اسمه التوصيفيّ وأفعاله الموصوفة بشكل أو بآخر..
هذه الأفعال التي تأتي على قدرٍ مهم من التماثل الأدبيّ الذي لا يمكن الحياد عنه في حالٍ من الأحوال.. فهو يمثّل فضاء المعرفة وأفقية الزمانيّة والمكانيّة في الأدب..
ويرى الأدب ويجعله يختصر كلّ لغات الجمال الحقيقي، وهنا يُقصد الجمال المأمول وجوده أينما وُجدَ الأدب وأينما وجدَ محاره الأجمل.. وأينما كُتبَ الأدب وبقي فنّه الأبدي البقاء..
بقي وحال التميّز الحالم يرتقي به ويحاول أن يشمل كلّ أطيافه ويعمل على جدولة ما نبتغي جدولته فنياً وأدبياً..
وبهذا المعنى نرى الأدب بكل محاره، ومجالاته الواعية الارتجاء، وبكل تفصيلاته الوجوديّة، ومفصلات النهج الأدبيّ الذي يُساق له هذا المدار أو يتسع له هذا الفضاء أو غيره..
هذا الفضاء الأدبيّ الذي تتعدّد عناوينه وتتعدّد مسوّغاته ودلائل معرفته قد تساعد في تشكيل فعل أدبي مُستقل ومستفعل بجميع أطياف الأدب.. وبما يُشكّل جمالية الأدب وفحواه ومحتواه المهم.. وبالتالي يصوغ صوت المرتجى الأدبيّ، يصوغُ جوهره الخاص والعام على حدٍّ سواء..
وبما يجعل فضاءات الأدب تسترحب بكل ما يُضاف عليه، وبما يجعل عنوانه مُصاغاً بتشكيلة الواقع، تشكيلة جوهر الشيء الواقعي المكتوب بلغة الأدب، بلغة الاستعطاف على ما نكتبه، وما يتجسّد في أدبنا.
هذا الأدب الذي يتسع بما يمتلك من لغات الصيرورة الدائمة، ما يجعله حاضراً في أبهى الحضور، ويجعل أفقه واسعاً جميلاً..
يتميز بذاك الجمال الفكريّ واللّغويّ…
ويكون بذلك كمن أُلقيت على شطّ بحره شعلة الإبداع وأقسم أن يسأل كلّ ذات إنسانية قائلاً لها: هل من مزيد؟ هل من عظمة تُضاف إلى ماضي الأدب التليد، تُضافُ إليه بفعل الاجتهاد الفكريّ الأدبيّ؟
وبفعل انبعاث جمرات الإبداع المُتجددة حقاً.. وبفضل تنشيط روح الإبداع والعمل الدائم المستديم، حيث يجعلها متقدة بشكلٍ دائمٍ… ضوضاء.. ويجعلها تموجُ في أديم الوقت الإبداعيّ وأديم الذوات المبدعة حقاً، في أديم الأدب وما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وما تختص به من قيمة جيدة الاحتواء الأدبيّ، جيدة الِسفر التاريخي الأدبي لهذا المجال الأدبي أو ذاك.
كل هذا وذاك يجعلنا نقرأ عناوين خاصة بتلك المدارات، تلك العناوين تحضُ اتساع الرؤى الثقافية وبالتالي تعمل على تشكيل بعضٍ من متمّمات فرص نجاحها أو اتساعها بالمعنى الدقيق للكلمة… هذا المعنى الذي يجب أن يُشكل المعنى الدائري أو المداري لكل ما نستطيع الوجود في أفلاكه أو مداراته، وما تشكّله وما تنزع إليه في مجالات عديدة ومتعددة الأوجه، وفي تشكيلته الجادة كالرؤية الثقافية المنبثقة من عين صائبة اليقين الأدبي..
ونرى هذا يسترحب بكل أفقية المدارات الأدبية ويجعلها تجدّد شيئاً من فنونها ومن بنيانها الفكري والثقافي، هذا البنيان المعرفي الذي يُجدّد توكيد خبرها المعرفيّ واتجاهاته الثقافية الجادة فعلياً والتي تستلزم الإشارة إلى حروف توكيدها ثقافياً ومعرفياً..
وبالتالي بما يُبرز تلك المسوّغات والتمدّد ضمن انحناءات تابعة له، من حيث الشكل والمضمون ودائرية وأفقية المدار أو الفضاء الثقافيّ الذي يتبع التابع والمتبوع المعرفيّ والجماليّ في آن معاً، ما يرأب الصدع الحاصل هنا وهناك، بين كلّ مطّب ثقافي تجب الإشارة إلى بعض حروفه وحركاته وتحرّكاته التي تعيق تمدّد تلك الأفق والمدارات وهذا ما لا نحبّذه ولا نحبذ وجوده، وإن ما نفضله بالفعل هو اتساع شمولية الثقافة ليشمل ذلك الاتساع فضاءات الأدب كافة والأفق المعرفي.

Exit mobile version