Site icon صحيفة الوطن

بدأ الدرس يا.. رافا

خالد عرنوس :

عندما فاز البرشا على الريـال بنتيجة 6/2 في إياب الكلاسيكو عام 2009 اخترنا عنواناً يقول «انتهى الدرس يا ريـال» ويومها عاتبنا بعض الأصدقاء المدريديين على اعتبار أن العنوان جاء قاسياً ولا يليق بسمعة وتاريخ الفريق الملكي ذلك أننا استقينا العنوان من مسرحية عربية شهيرة اسمها (انتهى الدرس يا غبي).
اليوم وبعدما انكشف الريـال في الكلاسيكو وخسر برباعية نظيفة مع الرأفة نجد أن العنوان ذاته مناسب جداً لوقائع الليلة المدريدية التي أشرقت بألوان البلوغرانا وطغت عليها كرة (التيكي تاكا) التي ملأت جنبات ملعب برنابيه فناً رفيعاً عجز تكتيك رافا بينتيز عن إيقافها وظهر كالتلميذ المبتدئ أمام لويس إنريكه الأقل تجربة في عالم التدريب.
صورتان يمكنهما تلخيص ما حدث في القمة المنتظرة التي لم تكن بالتأكيد كذلك بوجود الريـال الضعيف الذي ظهر أقل من سلتا فيغو وإشبيلية اللذين أذاقا الكاتالوني طعم الهزيمة هذا الموسم.
الأولى كانت التصفيق الحاد من معظم جماهير الريـال للقائد انييستا عند خروجه من الملعب (مستبدلاً) وهو الشيء الذي لم يفعله عشاق البلانكو إلا نادراً عندما يتعلق بالمنافس وهو ما أعادنا بالذاكرة إلى يوم تألق البرازيلي رونالدينيو بالكلاسيكو وخرج تحت أصوات أكف الجمهور (العاصمي)، وهذا بحد ذاته إقرار من محبي الملكي بأحقية البرشا بالفوز وتهنئة مبطنة على الأداء والنتيجة، والثانية كانت حالة الطرد بحق لاعب الريـال البديل إيسكو، فهذا اللاعب المعروف بأخلاقه الرفيعة وسط الملعب لم يجد بداً من الخشونة المفرطة لإيقاف نيمار وبالتالي استحق الحمراء بعدما اختصر حال العجز التي أصابت فريقه برمته على الرغم من أن إيسكو كان خلال الدقائق القليلة التي لعبها من أكثر اللاعبين المدريديين حركة وفعالية مؤكداً أحقيته باللعب أساسياً على عكس رغبة المدرب رافا.
هذا الأمر ينبئ عن صورة أخرى يجب على فلورنتينو بيريس أن يعيها بعد 15 سنة في منصبه (متنفذاً) في البيت الملكي وهي إخفاق سياسة الغالاكتيكوس التي دأب عليها منذ مجيئه، فالصفقات الكبيرة ربما تكون سياسة تجارية ناجحة إلا أنها قطعاً لا يمكن أن تصنع التاريخ ولا يمكن أن تكون ناجحة فنياً (على طول الخط).
إذاً تلقى المدرب رافا درساً بليغاً في فنون التكتيك والتكنيك في أول كلاسيكو بتاريخه وعليه تقديم عصارة خبرته لتجاوز المحنة، فهل ينتظره رئيس النادي بيريس ويعطيه فرصة أم سيكون كبشاً للرباعية الكتالونية.

Exit mobile version