Site icon صحيفة الوطن

أزمة أوكرانيا طغت على مؤتمر ميونيخ.. والصين: ضرورة الإصغاء لمخاوف موسكو … روسيا: لا نريد الحرب لكن سندافع عن مواطنينا في دونيتسك ولوغانسك

شهدت دونباس جنوب شرق أوكرانيا تسارعاً بالأحداث تزامناً مع إعلان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً عن إجلاء المواطنين إلى روسيا، وسط مواصلة القوات الأوكرانية استهداف أراضيهما، وعلى ضوء التصعيد غطت الأزمة الأوكرانية أمس على مؤتمر ميونيخ للأمن وسارع الجانب الأوروبي إلى إطلاق التصريحات، فمنهم من دعا إلى ضرورة الحوار، إذ أكدت ألمانيا استعداد الدول الغربية لإجراء مفاوضات مع موسكو حول المسائل الأمنية، فيما دعت الصين إلى إيجاد حل بشأن المخاوف الأمنية لروسيا.
وحسب وكالة «سانا» أكد المستشار الألماني أولاف شولتس ضرورة استخدام كل القنوات الدبلوماسية لتسوية الخلافات مع روسيا، لافتاً في هذا الصدد إلى استعداد الدول الغربية لإجراء مفاوضات مع موسكو حول المسائل الأمنية، في إشارة إلى التوتر بين الغرب وروسيا حول الوضع جنوب شرق أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن شولتس قوله في تصريحات صحفية له أمس إن «اعتماد أكبر قدر ممكن من الدبلوماسية هو هدفنا»، مشيراً إلى أنه للقيام بذلك يتم استخدام كل قنوات التفاوض مع روسيا.
كما أكد المستشار الألماني أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ليست على جدول الأعمال في المستقبل المنظور.
من جانبه دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى ضرورة الإصغاء للمخاوف الأمنية المشروعة لروسيا وإيجاد حل بشأنها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد يي في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس: علينا معارضة إطلاق أي حرب باردة أخرى وأن نسعى للسلام، ونؤكد أن أمن أي منطقة لا يمكن تحقيقه من خلال فرض حصار عسكري هنا أو هناك.
وتابع وزير الخارجية الصيني، معلقاً على أزمة أوكرانيا: نؤكد أنه يجب صيانة سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها، لأن هذا يتوافق مع سياسة الأمم المتحدة وسياسة الصين، ولكن يجب أن نصغي للمخاوف الروسية المعقولة وأن نحاول إيجاد حل عبر الحوار يضمن السلامة لأوروبا.
وقال وانغ يي: علينا العودة للحل المرتبط باتفاقات مينسك لأنها اتفاقات ملزمة وتم التصديق عليها من مجلس الأمن وهذه الطريقة الوحيدة لحل قضية أوكرانيا.
بدوره أعلن الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ في خطاب ألقاه في المؤتمر أن الحلف لا يزال منفتحاً على الحوار مع روسيا، مؤكداً في الوقت ذاته نيته حماية جميع الحلفاء، إلا أنه دعا روسيا لسحب قواتها من الحدود الأوكراني0ة، كـ«أول خطوة في تسوية الأزمة».
من جانبها رأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كلمة ألقتها أمس خلال المؤتمر أن التطورات الحالية حول أوكرانيا من شأنها تغيير النظام العالمي الحالي، محذرة من أن غزو هذا البلد قد يكلف روسيا «مستقبلاً مزدهراً».
في حين، أعلنت بريطانيا أنها اتفقت مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع (G7) على حزمة عقوبات ضد روسيا في حال غزت الأخيرة أوكرانيا.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن كثافة انتهاكات الهدنة في دونباس تتعارض مع الالتزامات بموجب اتفاقات مينسك.
بدوره، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحدث هاتفياً اليوم الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كما أعرب رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، عن قلقه إزاء تطورات الوضع حول أوكرانيا.
ومع ارتفاع حدة الصراع في شرق أوكرانيا وزيادة عمليات الإجلاء، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنه سيتم توزيع اللاجئين من دونباس في سبع مناطق في روسيا.
كما فرضت السلطات في روستوف الروسية حالة الطوارئ بسبب زيادة تدفق اللاجئين من دونباس، مع توقع المزيد من عمليات الإجلاء في الساعات المقبلة.
إلى ذلك على ضوء التصعيد في شرق أوكرانيا، أفادت وكالة «DPA» بأن حلف الناتو رفع مستوى تأهب قواته.
من الجانب الروسي قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين: إن موسكو لا تريد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في دونيتسك ولوغانسك.
وأعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك التعبئة العامة فيهما لحماية أراضيهما على خلفية تزايد حدة القصف الأوكراني.
من جانب آخر، أكدت مصادر رسمية في روسيا أن قذيفة أطلقت من أوكرانيا، على خلفية التصعيد العسكري في منطقة دونباس، انفجرت أمس السبت في مقاطعة روستوف الروسية، قرب الحدود بين الدولتين.
وسجلت جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتياً، أمس السبت انتهاكات من الجانب الأوكراني الذي قصف نوفوترويتسكوي بمنطقة دوكوتشيفسك للمرة الخامسة خلال الليل، وأطلق 20 قذيفة من عيار 82 مم.
وقالت شرطة دونيتسك إن القوات الأوكرانية أطلقت ما يقرب من 200 قذيفة ولغم خلال يوم أمس باتجاه أراضي الجمهورية.
كما سجلت جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة ذاتياً خمسة انتهاكات أمس من جانب القوات المسلحة الأوكرانية و31 انتهاكاً لنظام وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت وزارة الطوارئ في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتياً أنه تم إجلاء أكثر من 6.5 آلاف شخص من دونيتسك بينهم 2.5 ألف طفل.
وتشهد منطقة روستوف الروسية توافد اللاجئين من لوغانسك ودونيتسك منذ أمس اليوم، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
كما أعلنت منطقة أورينبورغ الروسية جاهزيتها لاستقبال السكان الذين تم إجلاؤهم من دونباس.
وأعلنت بعثة المراقبين الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن تسجيلها 870 انتهاكاً لنظام وقف إطلاق النار في منطقة النزاع دونباس جنوب شرق أوكرانيا.
وأدلى الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريح بشأن الوضع في أوكرانيا، متهماً دونيتسك ولوغانسك بانتهاك وقف إطلاق النار، وادعى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر «غزو أوكرانيا»، محذراً روسيا من العقوبات، وأجرى كذلك محادثات هاتفية مع زعماء عدد من الدول في الناتو وقيادة الحلف والاتحاد الأوروبي.
وقالت «جمهورية دونيتسك الشعبية» إنها تخطط لإجلاء نحو 700 ألف من السكان المدنيين إلى روسيا. وبدأت الحافلات بالوصول إلى مقاطعة روستوف الروسية، وأعلنت عدة أقاليم روسية استعدادها لاستقبال اللاجئين.
وأعلن رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» دينيس بوشيلين أن تطورات الأوضاع في دونباس تتجه نحو الحرب، في حين نفى سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، أليكسي دانيلوف، صدور أي أوامر لتحرير دونباس بالقوة.
في السياق ذاته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن اندلاع حرب في أوكرانيا على خلفية التوتر مع روسيا سيؤدي إلى «كارثة» في المنطقة.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ من التطورات في شرق أوكرانيا، مشددة على «ضرورة وقف معاناة السكان».
وأكدت الحكومة الروسية مراراً أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعداداً لفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها، وتبريراً لتوسع الناتو شرقاً، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن القومي الروسي.

Exit mobile version