Site icon صحيفة الوطن

في مقابلة مع محطة «فينيكس» الصينية.. اعتبر أن الوضع تحسن بعد مشاركة روسيا في محاربة الإرهاب.. ورأى أن خطوات سياسية ملموسة يمكن اتخاذها عقب هزيمة الإرهابيين بمنطقة رئيسية … الرئيس الأسد: المهم بالنسبة للسوريين أن تكون البلاد «علمانية».. ومن المبكر القول إنني سأترشح للانتخابات أم لا

وكالات :

اعتبر الرئيس بشار الأسد، أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للسوريين هو أن يكون الدستور والنظام بمجمله والبلاد بشكل عام «علمانية» لضمان حرية الأديان واستيعاب الجميع تحت المظلة السورية. وأكد أنه لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية ملموسة قبل القضاء على الإرهاب، موضحاً أن الخطوات الملموسة ينبغي أن تعقب على الأقل إلحاق هزيمة رئيسية بالإرهابيين وسيطرة الحكومة على منطقة رئيسية من المناطق التي كان الإرهابيون قد استولوا عليها.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن سورية وروسيا تعملان على عقد حوار جديد بين السوريين ربما في موسكو، وإذا حدث ذلك سيكون تحت عنوان «موسكو3».
وأوضح الرئيس الأسد، أن الترشح لانتخابات قد تجري قريبا في البلاد هو «حق» له، لكنه رأى أنه «من المبكر جداً القول إنه سيترشح أم لا».
وأكد الرئيس الأسد، أن الوضع في سورية تحسن بعد مشاركة روسيا في محاربة الإرهاب بالاعتماد على القوات البرية السورية.

وفي مقابلة أجرتها معه محطة «فينيكس» الصينية ونقلتها وكالة «سانا» للأنباء، قال الرئيس الأسد: «مؤخراً بعد مشاركة سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب، فقد تحسن الوضع بشكل جيد جدا.. وأستطيع القول الآن إن الجيش يحقق تقدماً على كل جبهة تقريباً».
وأجرى الرئيس الأسد مقارنة بين ما تقوم به روسيا والحملة التي يقوم بها التحالف الدولي وقال: «قبل بداية المشاركة الروسية منذ نحو شهرين من الزمن.. كان قد مضى أكثر من عام على بداية الحملة الأميركية.. أو ما يسمونه التحالف الذي تقوده أميركا ضد الإرهابيين.. وقد كانت النتيجة أن الإرهابيين حققوا المزيد من المكاسب والتحق المزيد منهم من سائر أنحاء العالم.. وخلال الشهر الأول من المشاركة الروسية.. تراجعت نفس المجموعات الإرهابية وشرعت بالهروب من سورية بالآلاف». وأضاف: «الأمر الثاني يتعلق بخرافة محاربة الإرهاب من الجو.. لا يمكن محاربة الإرهاب من خلال الغارات الجوية فقط.. ينبغي أن يكون هناك جنود على الأرض.. أما الأميركيون فيقاتلون باستخدام طائراتهم».
وأوضح الرئيس الأسد، أن الروس «يعتمدون على القوات البرية السورية.. إنهم يتعاونون معنا.. وهكذا فإن الاختلاف الرئيسي هو أن الأميركيين لا يتعاونون مع أي قوات برية على الأرض.. في حين إن الروس يقومون بذلك».
وأكد الرئيس الأسد أن كل أشكال الدعم المقدم لتنظيم داعش الإرهابي يمر عبر تركيا بالتعاون مع السعوديين والقطريين الذين يشكلون «الحديقة الخلفية لداعش» وأن قوة هذا التنظيم المتطرف تأتي من تركيا وبدعم شخصي من أردوغان وداود أوغلو.
وأوضح أن الروس أخبروا الحكومة السورية بأن مسلحين يتعاونون معهم، مضيفاً: «نحن أيضاً نتعامل مع بعضهم لأننا بحاجة للمصالحة في سورية.. وإذا أردت تحقيق المصالحة.. أو المصالحات المحلية.. يترتب عليك التحدث مع أشخاص لديهم السلاح.. وهكذا.. فقد تعاملنا معهم.. وثمة تعاون بين السوريين والروس فيما يتعلق بهذا النوع من المصالحات».

زيارة موسكو بسبب اجتماعات فيينا

ورداً على سؤال إن كانت لديه خطة أساسية أو رؤية كبرى حول مستقبل سورية وما شكل سورية الذي ترغب برؤيته بعد نهاية الأزمة… وما الدور الذي سيكون لك فيها، قال الرئيس الأسد: «إذا أردت التحدث عن مستقبل سورية.. فإن الحديث هو حول النظام السياسي بشكل أساسي.. برلماني.. رئاسي.. شبه رئاسي.. فيدرالي.. كونفدرالي.. وما إلى ذلك. إلا أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للسوريين ولي هو أن يكون الدستور والنظام بمجمله والبلاد بشكل عام علمانية.. العلمانية ليست ضد الدين.. العلمانية هي حرية الأديان.. إنها النظام الذي يستطيع أن يستوعب جميع أتباع الديانات.. كل طائفة.. وكل عرق.. تحت مظلة واحدة هي المظلة السورية.. هذا أولا. ثانيا.. أعتقد أن الاهتمام الرئيسي سينصب على الاقتصاد وإعادة البناء.. وهذا سيكون قطاعا مهما في إعادة بناء سورية».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن زيارته إلى موسكو الشهر الماضي كانت بسبب اجتماعات فيينا التي بدأت في 30 تشرين الأول، وقال: إن «روسيا تقود النشاط السياسي فيما يتعلق بسورية على الساحة العالمية.. وقد قمت بزيارتي لروسيا قبل انعقاد مؤتمر فيينا.. ولهذا السبب قمت بتلك الزيارة.. من أجل معرفة آفاق الناحية السياسية فيما يتعلق بهذه الأزمة.. وما يمكن فعله».
وأضاف: «حدد مؤتمر فيينا بعض العناوين العامة بالطبع. وفي النهاية.. أشار المؤتمر إلى إجراء الانتخابات ووضع دستور جديد.. وما إلى ذلك. لكن الأمر في المحصلة يتعلق بما يتفق عليه السوريون.. وبالتالي ينبغي أن يكون هناك حوار.. ولهذا السبب قلت في موسكو إننا مستعدون لموسكو3 لأننا بحاجة للحوار بصرف النظر عما يقوله مؤتمر فيينا أو أي مؤتمر آخر».

الأمر يعتمد على مايقوله السوريون

وتابع: «في المحصلة الأمر يعتمد على ما يقوله السوريون.. مع أو ضد.. هذا ما نعمل عليه مع الروس.. أي عقد حوار جديد بين السوريين.. ربما في موسكو.. وإذا حدث ذلك فسيكون تحت عنوان موسكو3».
وإن جرى خلال الزيارة الحديث عن نهاية هذه الأزمة، وهل كان هناك أي برنامج زمني اتفقتما على تبنيه، قال الرئيس الأسد: «نعم.. ناقشنا ذلك وأعلناه قبل نهاية الزيارة. قال الروس.. كما قلنا نحن.. إنه لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية ملموسة قبل القضاء على الإرهاب.. لأن هذه هي العقبة الأكبر.. وهذا هو مصدر القلق الأكبر لكل سوري.. كل سوري يريد أن يحصل على الأمن والأمان.. كيف تستطيعين تحقيق أي شيء في حياتك إن لم تكوني آمنة.. سياسياً أو اقتصادياً أو من أي ناحية أخرى… إذاً.. هذه هي الأولوية. ما نفعله بموازاة محاربة الإرهاب هو إدراكنا للحاجة إلى إجراء الحوار.. لكن الخطوات الملموسة ينبغي أن تعقب على الأقل إلحاق هزيمة رئيسية بالإرهابيين وسيطرة الحكومة على منطقة رئيسية من المناطق التي كان الإرهابيون قد استولوا عليها.. عندها تستطيعين اتخاذ مثل تلك الخطوات.. والخطوة الرئيسية فيما يتعلق بالجانب السياسي للأزمة هي مناقشة الدستور.. لأن الدستور سيحدد النظام السياسي وسيحدد مستقبل سورية. إذاً.. هذا هو هدفنا.. في مرحلة لاحقة.. وإذا تم إجراء الحوار.. إذا أراد السوريون اتخاذ إجراء آخر.. كالذي ذكرته فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية فإن ذلك سيكون جزءا من الحوار بين السوريين.. لا أستطيع القول: إن هذه خطتي أو إن هذه ليست خطتي.. لأن الأمور لا تتعلق بالرئيس وحسب.. نحن نقترح قضية رئيسية وسيكون الباقي نتيجة الحوار بين السوريين». وإن كان هناك أي جدول زمني لذلك، قال الرئيس الأسد: «لا.. والسبب في ذلك هو عدم وجود جدول زمني للقضاء على الإرهاب.. هذه حرب.. ولا أحد يستطيع أن يحدد متى يتم ذلك.. لأن الأمر لا يتعلق فقط بالتقدم الذي نحرزه أو بما نعتزم فعله.. ذلك يعتمد على الدعم الذي سيتلقاه الإرهابيون من بلدان أخرى.. لأن العديد من البلدان.. في الغرب.. كما في منطقتنا لا مصلحة لها في التوصل إلى حل سياسي.. إنهم يؤمنون فقط بدعم الإرهابيين من أجل إسقاط الدولة وتحقيق انهيار سياسي في سورية».

إذا لم يكن دعم الإرهابيين موجوداً يمكن تغيير الوضع خلال أقل من سنة

وأضاف: «ولذلك.. فإنهم يريدون إطالة أمد الأزمة.. يمكنني القول إنه إذا لم يكن ذلك الدعم موجودا يمكن تغيير الوضع خلال أقل من سنة.. وعندها يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهابيين والشروع في هذه العملية.. لكن إذا أردت الحديث عن العملية بعد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين.. يمكن التحدث عن فترة أقصاها سنتان لتنفيذ كل شيء.. عندما تتحدثين عن الحوار ستتم مناقشة الدستور.. وسيتم إجراء استفتاء.. من الذي سيحدد ذلك… إما أن يقبل الناس بذلك أو لا يقبلون.. لا نعلم. وقد يكون هناك احتمال آخر. إذاً.. لسنا بحاجة لأكثر من سنتين. سنتان ستكونان كافيتين.. لنقل: إن هذا هو الإطار الزمني الذي نفكر فيه».
وإن كان يعتقد أنه سيترشح إذا كان سيتم إجراء انتخابات قريبة قال الرئيس الأسد: «هذا حق لي.. لكن من المبكر جداً القول: سأترشح أو لا أترشح».
ورداً على سؤال إن كان يعتقد أنه أصبح رجلاً أقوى مقارنة بما كان قبل خمس سنوات قال الرئيس الأسد: «شخصياً.. أستطيع أن أشعر بأنني أقوى كرئيس أو كمسؤول عندما يكون الشعب السوري قوياً.. المسألة ليست مسألة قدرة شخصية.. بل مسألة قدرة وطنية.. عندما تتحدثين عن القدرة الوطنية.. فينبغي أن تربطي ذلك بالشعب السوري.. وهكذا أستطيع أن أقول.. نعم.. الشعب السوري قوي وهو يزداد قوة في مواجهة الإرهاب».
ورداً على سؤال حول بقائه في منصبه لفترة أطول بكثير مما توقع أعداؤه وخصومه، وما الذي جعله يعتقد أنه سيتجاوز هذه الأزمة ويستمر حتى الآن، قال: «هذا لأني أؤمن بالشعب السوري أولا.. أؤمن بأني أعمل من أجل بلدي ومن أجل الشعب السوري.. وليس من أجل نفسي». وتحدث الرئيس الأسد عن إمكانية التصالح مع تركيا والسعودية، وقال: «بالنسبة لنا كسياسيين وكدولة وكحكومة فإن الهدف الرئيسي هو العمل لمصلحة الشعب، وهكذا فإننا سنستجيب لأي مقترح جيد»، موضحاً أنه إذا كانت تلك البلدان مستعدة لوقف دعمها للإرهابيين لن يكون لدينا مشكلة.. المسألة لا تتعلق بالعيش بالماضي.. إننا نتطلع إلى المستقبل.. علينا أن نعمل على الوصول إلى تلك النقطة». وشدد الرئيس الأسد على أن العلاقات السورية الصينية مستقرة جداً منذ عقود وهي لم تتأثر بالأزمة ولم تتراجع والاتصالات لم تتوقف بين البلدين.

Exit mobile version