Site icon صحيفة الوطن

«سوا نرجعها خضرا بأهلها وناسها» … ورشة عمل «للأمانة السورية» لتنمية المناطق المتضررة من الحرائق في الفاخورة

لأن العمل «أمانة» في كل الميادين، تبقى الأمانة السورية للتنمية نموذجاً للعمل داخل المجتمع السوري من خلال خطط تنموية تهدف للوصول إلى مجتمع قوي باكتفائه الذاتي بما يمكّنه من القدرة على تنظيم نفسه واستثمار موارده بالشكل الصحيح والأمثل.

وفي ورشة عمل تخصصية تقيمها الأمانة السورية للتنمية لتبني التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية لناحية الفاخورة بريف اللاذقية، يتشارك بإبداء الرأي حيال ما يلزم للنهوض بالتنمية نحو 100 شخص من جهات عدة، منها خبراء على مستوى محافظة اللاذقية، وخبراء من منظمة أكساد، وفنيون من مديرية الزراعة، ومن دائرة زراعة القرداحة، ورؤساء بلديات ناحية الفاخورة ورؤساء الجمعيات الفلاحية فيها ومزارعون من الفاخورة، وممثلون عن بقية المديريات التابعة لمحافظة اللاذقية، إضافة إلى فريق عمل الأمانة السورية للتنمية متضمناً الخبراء الاستشاريين منهم خبير الزراعة وخبير المياه.

الورشة -التي تستمر لأربعة أيام- بدأت أعمال اليوم الأول لتوحيد القاعدة المعرفية لكل الحضور حول منهجية العمل لإعداد الخطط التنموية، إضافة للتوصيف العام لناحية الفاخورة للخروج بمسودة التوجه العام لقطاع الزراعة والثورة الحيوانية.

المدير الوطني لبرنامج «مشروعي» بالأمانة السورية للتنمية عرين العلي، بيّنت لـ«الوطن» أن الورشة تقام كمحطة أساسية لمناقشة مقترح التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية وتطويره بهدف التوافق عليه وتبنّيه، مشيرة إلى دراسة الواقع الحالي لناحية الفاخورة لتكون أولى تجاربها في إعداد الخطط التنموية للانطلاق منها إلى نواحِ ومناطق أخرى.

وأضافت العلي إنه بعد الانتهاء من العمل على توصيف الواقع مع عدد من ممثلي الجهات المعنية كمكوّن أول ضمن منهجية إعداد الخطط التنموية وانطلاقاً من بدء العمل على المكون الثاني ستكون الورشة في محطة أساسية لمناقشة مقترح التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية، وذلك من خلال إطلاق الأمانة حواراً بناء ومثمراً بين مجموعات عمل تضم نحو 100 شخص، وتكون ممثلة من الجهات الرسمية والمجتمع المحلي والبالغ عددها 18 جهة.

وأوضحت أن أهمية الورشة تكمن بإظهار أهمية جهود المجتمع المحلي في العمل على الأرض لتغيير الواقع، مع القدرة على ترجمة توصيف الواقع بطريقة علمية، إذ تكمن أهمية الورشة في العمل بشكل تخصصي على الملف الزراعي وهو ذو الأثر الأكبر في الملفات الأخرى كالري والطرقات والكهرباء، لتكون الزراعة هي العنوان الذي سيتم البدء به وصولاً إلى العناوين الأخرى.

ولفتت المدير الوطني لبرنامج «مشروعي» إلى أن التنمية التي يتم العمل على تطبيقها في الريف السوري المتضرر من الحرائق مشروع وطني والبدء من الفاخورة كمرحلة أولى هو خطوة سيتم البناء على نتائجها في المراحل القادمة.

محافظ اللاذقية عامر هلال أكد في كلمة له أهمية التشاركية بين الجهات الحكومية والفعاليات الأهلية والمجتمعية بوضع منهجية للخطط التنموية للقرى المتضررة من الحرائق، واستثمار الفرص الممكنة في القطاعات الزراعية والثروة الحيوانية والصناعات المتعلقة بها في ناحية الفاخورة لتنمية القرى المتضررة فيها من الحرائق اقتصادياً واجتماعياً وخدمياً، وذلك ضمن التوجه للتنمية الشاملة لاحقاً في القرى والقطاعات كافة.

وأضاف هلال إن الضرر الذي تسببت به الحرائق المفتعلة 9–10 تشرين الأول 2020) في محافظة اللاذقية لا يخفى على أحد سواء على البنى التحتية بشكل عام وأملاك الأهالي والأراضي الزراعية والحراجية، وما قابله من جهود كبيرة بذلتها القطاعات الحكومية كافة بمتابعة شخصية ويومية من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد لإعادة الخدمات والمرافق العامة بالتوازي مع عمليات إخماد النيران ليجمع المشهد بين آليات وفرق الإطفاء من جهة، وورشات الشركات العامة من كهرباء واتصالات ومياه وخدمات أخرى من جهة ثانية.

وقال هلال: أمام هذا الواقع وانطلاقاً من حرص الدولة على أبنائها، كان حضور السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد، بين أهالي هذه القرى ومتابعتهما المباشرة لكل تفاصيل العمل وواقع الأسر المتضررة، والتوجيه لمؤسسات الدولة، إلى جانب مختلف شرائح المجتمع للنهوض بالقرى المتضررة وتحقيق تنمية مستدامة فيها، ما جعل التدخل لا يقتصر على التعويض المادي وتوفير مستلزمات الإغاثة، وترميم المنازل، بل في البحث مع الشركاء، لخلق فرص عمل وإيجاد تنمية حقيقية في هذه القرى تنبع من حاجة كل قرية وإمكانيات أبنائها، الأمر الذي تبنته الأمانة السورية للتنمية ووضعته في صلب اهتماماتها ووفرت له مقومات استكماله ليكون نتيجة عمل مشترك من جميع السوريين.

من جهته، أكد رئيس مجلس بلدة الفاخورة إبراهيم حسن لـ«الوطن»، أن الورشة تأتي كتتويج للدراسات التي قامت بها فرق الأمانة السورية للتنمية على أرض الواقع بما يهدف لتطوير المجتمع عبر تلخيص الاحتياجات وللخروج بخطة عمل تنموية لناحية الفاخورة بما يخص الزراعة والثروة الحيوانية.

الخبير في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» الدكتور علي سعادات، أكد لـ«الوطن»، أن المشاركة في الورشة لتقديم كل الإمكانيات المتاحة وكل ما باستطاعة الخبراء من المركز الذي يضم نخبة من المجالات كافة في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والزراعي، للمساهمة بمجال إعادة التنمية الزراعية في ناحية الفاخورة وجميع المناطق والمحافظات.

وذكر سعادات أن المركز وبتوجيه من الإدارة العامة قام بتأمين 10 آلاف وردة شامية لقرية قلعة المهالبة تم تسليمها للمزارعين ومتابعتها من خبراء المركز بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية واتحاد الفلاحين، مبيناً ان وضع الوردة الشامية ممتاز جداً ونسبة النجاح بزراعتها وصلت إلى 100 بالمئة، منوهاً بضرورة أن تعم هذه الظاهرة معظم القرى والمناطق المتضررة جراء الحرائق وظروف الحرب التي ألحقت ضرراً اقتصادياً كبيراً على الفلاحين.

مدير الزراعة في محافظة اللاذقية باسم دوبا أوضح لـ«الوطن»، أن المديرية جاهزة لتنفيذ كل ما هو مطلوب لإنجاح الخطط التنموية التي تشمل قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، والاستفادة من هذه التجربة وتعميمها على أكثر من مكان في مختلف القطاعات في المحافظة والمحافظات الأخرى.

وأكد أن تنفيذ البرامج وفق الخطة الموضوعة سينعكس إيجاباً على تنمية المجتمع المحلي والزراعي وانعكاساتها على جميع شرائح المجتمع ووضع آلية تنفيذية لهذا البرنامج والبدء بالتنفيذ فور الانتهاء من الورشة وانعكاساتها، مشيراً إلى أن الفاخورة نواة لتجربة ناجحة تنعكس إيجاباً على المجتمع وتعميمها على المناطق الأخرى كافة.

ومن المزارعين المشاركين في الورشة، قال المزارع من قرية القلمون بشار طربوش لـ«الوطن»، إننا نشارك بالورشة لنقدم طروحاتنا فيما يخص منطقتنا التي تعرضت لنكبة عام 2020 بحرائق ضخمة في ناحية الفاخورة أتت على الأشجار المثمرة والحراجية، لنقدم طروحات تساهم بتحسين الزراعة وتعويض الأشجار المحروقة.

وذكر أن أهم مطالب الفلاحين هي توفير الأسمدة والأدوات الزراعية ومنح القروض لشراء أبقار وأغنام وكل ما يساهم في تحسين مستوى المزارع، متوجهاً بالشكر للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد وفريق الأمانة السورية للتنمية على كل ما يتم تقديمه لمساعدة الفلاحين عموماً.

بدوره، تحدث المزارع من قرية المعلّقة نبراس خضور لـ«الوطن»، عن أهمية الورشة من ناحية عرض الصعوبات التي يعاني منها الفلاح وتقديم مقترحات للوصول إلى حلول على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بارتفاع أسعار الأعلاف وأسعار الأدوية والطبابة وأجور النقل، منوهاً بأن إيجاد الحلول وإقامة مشاريع كمعامل الألبان والأجبان لتصريف الحليب في ظل الغلاء الحاصل، سيؤدي لإنقاذ الثروة الحيوانية من الانهيار جراء الغلاء في ظل الظروف الحالية.

وأكدت معظم طروحات المشاركين باليوم الأول من أعمال الورشة، أهمية القطاع الزراعي ودعمه بكل السبل والإمكانيات المتاحة، بما يسهم في تطوير القطاع الزراعي، مع التركيز على توفير أهم الخدمات من مياه ري وأسمدة وجرارات زراعية وكل مستلزمات العملية الزراعية بما يضمن استمرارها وتطويرها بشكل عام.

Exit mobile version