Site icon صحيفة الوطن

هل ستبقى منتخبات السلة بين فكي كماشة وأسيرة الحجج والأعذار؟

مضت قرابة ست سنوات على تولي الاتحاد الحالي لمهامه، وأعتقد بأنها مدة كافية لإثبات مدى قدرته على إعداد منتخب وطني قادر على إعادة البسمة لعشاق السلة السورية بعد غربة دهر عن منصات التتويج عربياً وقارياً، لكون الإشرافات في عهد هذا الاتحاد للمنتخبات الوطنية تكاد تكون معدومة، لا بل شهدت تراجعاً مخيفاً في السنوات الأخيرة كان أشد وقعاً وإيلاماً وترك غصة لا يمكن أن ينساها جماهير كرة السلة، وقد قرأنا في كتب التاريخ وكتبنا المدرسية بأن الإنسان حاصد لما يزرعه، وإذا اعتبرنا منتخباتنا الوطنية هي حصاد لزرع الاتحاد، فإن نوعية الحصاد تدل على سوء الزرع وضعف التخطيط، وقد جاءت نتائج منتخباتنا حصيلة منطقية لحالة ضعف الاتحاد في إعداد منتخباته رغم اجتهاده في باقي مفاصل اللعبة.

تفاصيل مكررة
لن أدخل في تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع لأنها أي التفاصيل ليست هي صاحبة المقام الأول من حيث الأهمية من وجهة نظري(لأن الخد اعتاد على اللطم)، ومع هذا فإن الإشارة لها من منطق الرفض والاستغراب واجبة.
بصراحة مللنا من الأحاديث المكررة وسماع الإجابات المنمقة والمستهلكة حول تطوير ودعم منتخباتنا الوطنية وبالتحديد السلة، ولا أجد أي مشكلة في الحديث عن هذه التفاصيل، بل أقف عندها كثيراً، وأحاول البحث عن فائدة ولو صغيرة لكن هيهات، ولا أريد أن أنقل المعركة في إخفاق هذا الاتحاد بصناعة منتخباته من الساحة الفنية إلى الإدارية، ولكن بالوقت ذاته لا أستطيع فصل الساحتين، وبالنتيجة تعب هنا وهناك، والحكاية مستمرة والتصريحات والشعارات الرنانة جاهزة، والضحية تبقى منتخباتنا الوطنية.

اتهامات وتساؤلات
ما زالت ذاكرتي تسعفني في تذكر الأحداث والتصريحات التي تلي كل انتكاسة سلوية لمنتخباتنا، وأذكر أن الدنيا قامت ولم تقعد على رأس اتحاد السلة بعد نتائجه المخيبة والحضور المتواضع في بطولة غرب آسيا الأخيرة والتي خسرنا فيها أمام منتخب فلسطين، وكأن الاتحاد برئيسه وأعضائه المسؤولون والوحيدون عن هذا التراجع والتراخي، والظروف مثالية والإمكانات المادية موجودة، والثغرة اليتيمة في أسلوب عمل الاتحاد طريقة إعداده لهذا المنتخب.
لست بصدد الدفاع عن أشخاص، ولا عن الاتحاد بعينه لكننا نبغي تجاوز مفاعيل هذه الانتكاسات إلى أسبابها المباشرة وغير المباشرة.
هناك سوء إعداد المنتخبات، ومسابقات مترهلة وغير مجدية، وهي لابد من أن تفرز منتخبات ضعيفة، وأهم ما ينقص منتخباتنا هو التجنيس الذي بات السمة الأبرز لمنتخبات دول الجوار التي تتفوق علينا بكل شيء من حيث توافر المناخات الملائمة والظروف الاستعدادية المثالية، والمعسكرات الخارجية المدروسة، والكوادر الأجنبية المميزة، لكن ثمة أسئلة لم أجد لها إجابات، من يقر شكل الدوري ونظامه، ومن أفرغ الاحتراف من مضمونه، ومن يمنع دخول الأموال اللازمة لإعداد المنتخبات بحجة ضيق ذات اليد، أو من يتحكم بحجم ومخزون المال المرصود لكرة السلة، ثم هل يستطيع مؤتمر اللعبة بأعضائه الذين يصدرون ويصوتون على المقررات التي تخدم مصالحهم ومصالح أنديتهم الضيقة أن تنتشل الزير من البير، ويحول من دون وقوع كوارث سلوية جديدة.
إن كنا نحلم ونتمنى أن يحدث هذا كله فلهذا الأمر شروط يجب توافرها، بيد أننا على قناعة تامة بأن المعجزات عصية على التجسد، وأن الحلول ليست في تغيير الأشخاص وإنما في المنظومة برمتها.

الإنفاق
ترشيد الانفاق ونحن معه في ظل الظروف الحالية، لكن يفترض ألا يكون على حساب منتخبات الوطن، وحاجاتها الأساسية التي يفترض أن يكون تأمينها من أولى مهام القيادة الرياضية، والتقنين لا يكون على حساب الضروريات، إلا إذا كانت منتخبات السلة في آخر أولويات القيادة الرياضية، حيث نرى شلالات من الهدر الإداري وتوظيفاً خاطئاً لموارد الاتحاد الرياضي العام في أكثر من مفصل، أعتقد أن القوانين واضحة والأنظمة جلية، فلماذا كل هذا التلكؤ في أداء واجبنا تجاه منتخباتنا الوطنية.

لا ضير
مازال الكثير من الإجابات الشافية عن مستقبل اللعبة غائباً ومغيباً عن عشاق السلة السورية، وخاصة أن المرحلة القادمة لم تعد تتحمل انتكاسات جديدة وخسارات علقمية، لذلك لابد من الوضوح، ووضع أهل اللعبة بصورة الأمور، وما يحمله المستقبل للعبة، ولا ضير هنا من عقد مؤتمر صحفي في الوقت القريب يضم أعلى القيادات الرياضية لتوضيح المرحلة المقبلة للعبة.

Exit mobile version