Site icon صحيفة الوطن

باراك يطالب الغرب بألا يسمح بانتصار روسيا

في تحليل نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في 6 شباط الجاري بعنوان «يجب فرض الهزيمة على بوتين» يطالب رئيس الحكومة الأسبق في تل أبيب والذي استلم منصب وزير دفاع ورئيس أركان ورئيس مخابرات عسكرية سابقاً وهو برتبة فريق في جيش الكيان الإسرائيلي، أيهود باراك، كل دول الغرب بألا يسمحوا لروسيا بتحقيق أهدافها، ويستذكر أن أكثر ما تخشاه إسرائيل هو عودة قوة روسيا في العالم وسياستها في تقديم الدعم لكل من يقف ضد الغرب على غرار ما جرى في عهد الاتحاد السوفييتي حين شكلت قاعدة لدعم مصر وسورية والعراق والجزائر والسودان إضافة إلى دول كثيرة في العالم.

ويوضح باراك أن «الشرق الأوسط بدأ يشهد مع بداية القرن الواحد والعشرين اهتزازات داخلية وخارجية في نظامه السياسي والاقتصادي بعد انتهاء وجود الاتحاد السوفييتي، ثم دخل مرحلة «الربيع العربي» من دون أن يحقق الغرب أهدافه المطلوبة طوال السنوات العشر الماضية التي ضربت أحداثها دولاً عربية كثيرة»، ويضيف: «ثم جاءت العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا التي فرضها الرئيس فلاديمير بوتين فوضعت الغرب في ورطة عميقة وولدت أسئلة كثيرة مهمة حول مستقبل العالم».

يصف باراك الرئيس بوتين «بالرجل الذي يفرض على الجميع وضع حسابات له وهو جاد ولا يحده قيد وكنت قد اجتمعت به مرات كثيرة وأنا أدرك أنه يعرف بدقة كيف يحقق هدفه حتى لو كلفه ذلك السير إلى النهاية، وفي الموضوع الأوكراني يريد إنجاز أقصى ما يمكن»،

ويعترف باراك في تحليله المذكور في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أي إنجاز يحققه بوتين سيخلق لإسرائيل متاعب مع حلفاء روسيا ويقر علنا بأن «إسرائيل لا يمكن أن تطمئن لروسيا لأنها مرتبطة بشكل عميق بالأمن مع الولايات المتحدة فقط، فإسرائيل وضعها معقد وزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت إلى بوتين كانت خطوة صائبة ومهمة لخدمة حل تفاوضي بين موسكو وكييف لأن إسرائيل يهمها جداً بقاء النظام العالمي الراهن».

الحقيقة التي يستخلصها المرء من هذه الملاحظات على لسان رئيس حكومة سابق مثل باراك هي أن ما جرى في 24 شباط الماضي سينقل النظام العالمي الذي تتحكم به واشنطن وبعض عواصم الغرب إلى مرحلة اهتزاز كبيرة سوف ينتج عنها مهما تحمل تطورات المواجهة الروسية ضد الغرب نظاماً عالمياً جديداً لمصلحة روسيا والصين وحلفائهما، وتشير كل الوقائع على الأرض أنه ليس من المستغرب أن ينقل الغرب مرتزقة من مجموعات كانت روسيا مع حلفائها تشن حرباً عليهم وأهمهم مجموعات داعش والمجموعات الإرهابية الموجودة في إدلب وقرب حدود تركيا، وسيقدم الغرب لهم السلاح كما كان يفعل حين نشر هذه المجموعات في سورية وانتصر الجيش العربي السوري وحلفاؤه عليها، لكن الأخطر من ذلك هو ما تفعله إسرائيل التي ظهر جنود إسرائيليون خدموا في جيشها وأصبحوا يعلنون عن وجودهم في أوكرانيا بموجب ما نشرته قناة «كان» العبرية في الأسبوع الماضي ويتحدثون علناً عن العمليات العسكرية التي سيقومون فيها ضد الجيش الروسي، وربما كان من بين أسباب زيارة بينيت إلى موسكو هو محاولة امتصاص غضب روسيا من هؤلاء المرتزقة الذين يقال إنهم يحملون جنسية مزدوجة أوكرانية وإسرائيلية ويعودون كمواطنين أوكرانيين لمقاتلة روسيا، ويذكر أن كل جندي احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي ملزم بالتصريح المسبق لقيادة الجيش عن عنوانه في الداخل أو الخارج من أجل استدعائه للجيش في الوقت المناسب ولذلك تصبح مهمة كل جندي إسرائيلي سابق ينتقل إلى أوكرانيا عملاً عدوانياً على روسيا وجيشها في أوكرانيا، ولا شك أن واشنطن لا يهمها أن يقاتل في أوكرانيا ضد روسيا أي مجموعات من داعش ومن الجنود الإسرائيليين تحت إدارتها وتمويلها وتسليحها مثلما كانت تفعل ضد سورية والعراق ولبنان، لكننا لا ندري ماذا ستفعل واشنطن حين يأسر الجنود الروس وحلفاؤهم في أوكرانيا وإقليم دونيتسك ولوغانسك إسرائيليين أو داعشيين أو غيرهم من المرتزقة بعد أن أعلنت روسيا أنها لن تعامل هذا النوع من المجندين مع الجيش الأوكراني كأسرى حرب بل ستحاكمهم وربما تنفذ فيهم الحكم بالإعدام.

Exit mobile version