Site icon صحيفة الوطن

الاضطرابات والقلق النفسي غالباً ما تنذرنا بـ«ليل طويل» … يونس السيد لـ«الوطن»: أجسد صراعاتنا النفسية وحاجة الإنسان للراحة والسلام

يروي الفنان التشكيلي يونس السيد من خلال معرضه «ليل طويل»، الذي يقيمه في صالة «تجليات»، حالات الألم والاضطرابات النفسية التي ترافقنا في الحياة، هي مشاكل وهموم الحياة لا تنأى بنفسها، بل تتبلور في أذهاننا وتشكل حالة من القلق والسهاد نتقلب مرارا لإيجاد وسيلة هانئة للنوم إلا أن الأرق يداهمنا إلى ساعات الصباح الأولى.

عن حاجة الإنسان للحب والأمان والعاطفة والحنان صور يونس من خلال لوحاته الذي بلغ عددها قرابة العشرين لوحة بأحجام مختلفة وتقنيات متعددة وألوان قوية حالات متعددة لإنسان يلهث وراء السلام ويتدثر تحت غطاء قد يلهمه الدفء والطمأنينة.

بعد تحضير ثلاث سنوات يقدم التشكيلي يونس لوحاته بأسلوب مختلف وفكرة وموضوع مغاير لما طرحه سابقاً، كما عمل على تكريس خط خاص به من خلال الخلفيات التي قدمتها بشكل جديد وخاص إلى المتلقي.

خط جديد

وفي الحديث أكثر عن المعرض وتطور تجربته، كشف الفنان التشكيلي يونس السيد أن: «التحضير لهذا المعرض استغرق ثلاث سنوات، حيث كنت في رحلة للبحث عن خط جديد، خط يعبر عني بشكل أكبر، وخاصة من خلال الخط واللون، واشتغلت على موضوع الخلفية، اكتشفت أسلوباً يميزني وهوية وخاصة أُعرف من خلالها، وموضوع التخصص ووضع بصمة خاصة مهم جداً لابد أن يبرزها الفنان في مرحلة من مراحله».

الموضوع والفكرة أيضاً لا يشبهان ما قدمه سابقاً وعن ذلك قال السيد إن: «هذه الفكرة جديدة حيث ركزت سابقاً على أناس بأسرّتهم المنهكة التي تعبر عن حالة البلد والحرب الدائرة في تلك المرحلة، على حين هذا المعرض يتحدث عن حالة العزلة والوحدة وعن الخوف والاضطراب والقلق، كما أن الجرأة تجلت هنا أكثر من خلال اختيار ألوان قوية، ورغم ذلك فإنني لم أخرج عن المدرسة الواقعية ما يعني إذا كان التطور الطبيعي بالواقعي الآن فإنني أتجه نحو التعبيرية».

وعن اسم المعرض «ليل طويل» أخبرنا السيد أن التسمية جاءت من: «صراعاتنا النفسية وحاجة الإنسان للراحة والسلام والدفء والحب ببعض الأماكن، وصراعاته النفسية مثل الخوف والقلق، ونرى في بعض اللوحات أن الإنسان ربما يكون هو الوجبة».

وأضاف السيد إن: «المعرض يحكي بشكل عام عن الحالات النفسية، وعن قلق النوم حيث تتشابك الأمور في رأس الإنسان ويبقى ساهراً في ليل طويل وأرق يشغل البال والأفكار».

وختاماً بيّن السيد أن هذا المعرض يحكي عن التناقضات النفسية، على حين المعرض القادم سيكون اجتماعياً يضيء على الحشود والطوابير ويلامس حالة المواطن السوري بطريقة فنية.

التناقضات والألم

وبينت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح خلال حضورها افتتاح المعرض أن: «الألم الذي مر به يونس كما مر به الكثير منّا تجلى اليوم في معرضه هذا، وتحمل اللوحات الكثير من التناقضات والألم إضافة إلى الهدوء الذي يلي العاصفة ضمن مسعى الفنان للتنفيس عن الألم بطريقة أو بأخرى والبحث عن الدفء والحنان.

ويشار إلى أنه وقبل نحو سبع سنوات، لم يكن يونس السيد فناناً تشكيلياً، بل كان طالب حقوق اختار القتال في صفوف الجيش العربي السوري، حتى أصيب، وقرر أن يحول حياته من مقاتل على خطوط النار إلى فنان تشكيلي ينشر الأمل والجمال عبر لوحاته مستعيضاً عن بندقيته بالريشة واللون.

وبقي السيد ينشر لوحاته عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن قامت صالة «أدونيا» للفنون الجميلة بالتواصل معه لإقامة أول معرض له عام 2017، ومنذ ذلك التاريخ احترف الفنان الفن وصار يشارك في معارض جماعية وفردية.

Exit mobile version