Site icon صحيفة الوطن

المرشد حذر من مخططات أميركا.. والرئيس الروسي يلتقي الملك الأردني اليوم … بوتين وخامنئي يتفقان على استحالة تسوية الأزمة السورية عبر الإملاءات الخارجية

وكالات :

بدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي أمس ما أشيع عن خلافات فيما بين بلديهما بشأن سورية بعد اجتماعات فيينا الدولية، واتفقا على «استحالة تحقيق تسوية سياسية في سورية عن طريق الإملاءات الخارجية».
بوتين شدد خلال لقائه خامنئي أمس في العاصمة الإيرانية طهران، على تقارب مواقف البلدين «الحليفين» حيال سورية، وطمأن إلى أن روسيا «لا تطعن حلفاءها» و«لن تضرهم من وراء الكواليس».
بدوره نبه خامنئي من أن خطة واشنطن طويلة الأمد في المنطقة تهدد كل من إيران وروسيا، وقدم العلاج موصياً بتعزيز التعاون بين طهران وموسكو والتحلي بالحكمة. وشدد على ضرورة التصدي لمحاولات أميركا «وأذنابها» تحصيل ما لم يحققوه عسكرياً في سورية، من خلال الطرق السياسية، وهو أمر أوضح بوتين أنه يراقبه بدقة. ولفت المرشد إلى مخاطر تمدد الإرهاب إلى حديقة موسكو الخلفية في آسيا الوسطى ما لم يقمع في سورية.
اجتماع بناء جداً
في التفاصيل قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: إن اللقاء بين الزعيمين الروسي والإيراني على هامش أعمال القمة الثالثة للبلدان المصدرة للغاز المنعقدة في طهران، كان «بناء جداً»، مبيناً أن النقاش بين الزعيمين ركز بدرجة كبيرة على الأزمات في المنطقة وتناول الحديث الأوضاع في سورية خاصة وجرى تبادل مفصل للآراء.
وقال بيسكوف وفقاً لوكالة الأنباء «سانا»: «شدد الجانبان على تطابق مواقف موسكو وطهران باعتبار أن إملاء خيارات التسوية السياسية من الخارج أمر مرفوض، ولا يوجد بديل لتطبيق أساليب التسوية السياسية من الشعب السوري نفسه». وبين، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، أن طهران وموسكو تؤكدان أن أي تغيير في القيادة يجب أن يأتي عبر انتخابات.

خامنئي
وفي مستهل اللقاء بين خامنئي وبوتين، رحب مرشد الثورة في إيران بتنمية التعاون بين البلدين سواء على المستوى الثنائي أم على الصعيدين الإقليمي والدولي. واعتبر، خلال اللقاء الذي استغرق ساعتين بحسبما نقل موقع «العالم»، أن قرارات ومواقف موسكو فيما يخص الأزمة السورية أدت إلى تعزيز مصداقية روسيا، ولاسيما الرئيس بوتين، إقليمياً ودولياً. وأشار إلى أن واشنطن، وبناء على مخططها بعيد المدى تسعى للهيمنة على سورية، ومن ثم توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة، وذلك من أجل التعويض عن الفراغ التاريخي المتمثل بعدم وجود موطئ قدم لها في غرب آسيا. وشدد على أن المخطط الأميركي يشكل «تهديداً لجميع شعوب ودول المنطقة، ولاسيما روسيا وإيران».
ونبه مرشد الثورة إلى أن «الأميركيين وأذنابهم، يحاولون تحقيق ما لم يحققوه عبر الخيارات العسكرية من خلال الآليات السياسية، وأضاف «هذا ما ينبغي التصدي له بشكل فاعل وواعٍ».
ورأى خامنئي أن إحدى نقاط ضعف السياسات المعلنة الأميركية هي إصرارها على رحيل الرئيس بشار الأسد، أي الرئيس الشرعي والمنتخب من الشعب السوري. وأضاف: «لقد حاز الرئيس السوري على أغلبية أصوات الشعب بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية والقومية في انتخابات عامة، ولا يحق لأميركا أن تتجاهل هذا الرأي والخيار الشعبي السوري».
وشدد على أن أي حل للأزمة السورية يجب أن يتم بعلم الشعب السوري ومسؤولي هذا البلد.
واعتبر المساعدات المباشرة وغير المباشرة التي تقدمها أميركا للجماعات الإرهابية ومنها داعش، بأنها من نقاط الضعف الأخرى للسياسات الأميركية.
وتابع قائلاً: إن «التعاون مع الدول التي لا تحظى بأي مصداقية ومكانة لدى الرأي العام الإقليمي والدولي بسبب دعمها للإرهاب، يكشف عن عدم نزاهة الدبلوماسية التي تعتمدها الإدارة الأميركية». وكشف أن هذا الأمر هو ما جعل إيران ترفض عقد محادثات ثنائية مع أميركا، فيما يتعلق بـ«سورية وأي موضوع آخر».
وأكد خامنئي الأهمية البالغة لحل الأزمة السورية بشكل صحيح لمستقبل المنطقة. وأضاف إن «لم يتم قمع الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم والفظائع في سورية، فإن نطاق نشاطاتهم المخربة سيمتد إلى آسيا الوسطى والمناطق الأخرى أيضاً».

بوتين
بدوره أعرب الرئيس الروسي عن ارتياحه حيال «التعاون الفعال» مع إيران، مبيناً أنه يعتبر إيران حليفاً موثوقاً لروسيا على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف في لهجة عكست رغبته في طمأنة مضيفه: «لقد قطعنا عهداً بألا نطعن حلفاءنا من الخلف، ولن نقوم بأي إجراء يضر بهم من خلف الكواليس»، وأضاف: «إن كان هناك خلاف، فإننا نسويه من خلال الحوار». ووصف الرئيس الروسي مواقف البلدين فيما يتعلق بسورية بـ«المتقاربة»، مشيراً إلى أهمية التعاون بين البلدين بشأنها. وقال: «نحن أيضاً، نعتقد بأن حل الأزمة السورية يتم عبر الخيار السياسي، والرضوخ لرأي الشعب وتلبية مطالب جميع الطوائف والكيانات السياسية في هذا البلد، ولا يحق لأي أحد بأن يفرض رأيه على شعب هذا البلد وأن يقرر مصير الحكومة أو رئيس الجمهورية بدلاً منه». وأضاف: إن «الذين يتشدقون بالديمقراطية على الصعيد الدولي لا يمكنهم معارضة الانتخابات في سورية».
وخاطب الرئيس الروسي خامنئي، قائلاً: «كما أشرتم سماحتكم فإن الأميركيين يريدون تحقيق ما لم يحققوه في ساحة الحرب عبر طاولة الحوار، ولكننا نراقب هذه المسألة بدقة». ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن بوتين، قوله: إن الضربات الجوية الروسية في سورية سوف تستمر ما دام ذلك ضرورياً لمعاقبة منفذي عملية تفجير طائرة ركاب روسية في سيناء الشهر الماضي. لكنه أشار، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، إلى أن العملية العسكرية الروسية «لن تستمر إلى الأبد»، وأكد على الطابع المؤقت لأعمال العسكريين الروس في سورية.
من جهة أخرى أكد الكرملين أن التنسيق بشأن الأزمة السورية سيكون محور المحادثات بين بوتين والملك الأردني عبد اللـه الثاني اليوم.
وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للصحفيين في طهران، بحسب موقع «روسيا اليوم»: «إن موسكو تقترح على عمان تنسيق التعاون العسكري الثنائي بين البلدين مع مركز المعلومات التنسيقي في بغداد، الذي أقامته روسيا والعراق وإيران وسورية للتنسيق في محاربة «داعش». وذكَّر بأن الأردن يتولى في الوقت الراهن مهمة تنسيق الجهود لوضع قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية التي تحارب في سورية، ولذلك فإن عمان تتلقى معلومات بهذا الشأن من هيئات الاستخبارات ووزارات الدفاع من مختلف الدول.

Exit mobile version