Site icon صحيفة الوطن

صحفيو اللاذقية… كل مؤتمر نكرّر المطالب ذاتها ولكن دون فائدة

في مؤتمرهم السنوي لعام ٢٠٢٢، اقتصرت مداخلات الصحفيين في اللاذقية على عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليدين رغم الحضور العددي من مختلف وسائل الإعلام المحلية، وذلك بسبب «المطالب المكررة» التي لم يتحقق أي منها منذ طرحها قبل عشرات السنين.

وبحسب إحدى المداخلات، فقد اعتبرت مناقشة الطروحات ذاتها في كل عام خلال فعاليات المؤتمر من دون إيجاد حلول لمعظمها بأنها «حالة غير صحية» ويجب معالجتها.
وتطرقت المداخلات الخجولة إلى المطالب القديمة «الجديدة» وعلى رأسها الضمان الصحي وتحسين معيشة الصحفيين المتقاعدين ورفع طبيعة العمل وإتاحة المعلومة بسلاسة وعدم تقييد الحريات الإعلامية، وحماية الصحفي من إدارته نفسها وتحصين عمله بعدم التعامل معه كموظف إداري أو فني أو تقني.
وتم التأكيد بالطروحات «المعدودة» على ضرورة إقامة دورات تدريب إعلامي بحثاً عن مهارات جديدة لتقديم رؤى في الإعلام المعاصر وبالتالي تُصنع الأخبار بحيوية ودقة أكثر، إضافة للمطالبة بتنظيف الجسد الإعلامي من الدخلاء عليه، منوهين بأهمية تعاون المؤسسات الحكومية مع الإعلاميين بكل شفافية.
ولم تغب المطالب الخدمية العامة عن المداخلات وتم ذكرها باسم معظم مواطني اللاذقية، كمعالجة أزمة النقل وتحسين الواقع «الكهرومائي» في المحافظة ريفاً ومدينة، والاهتمام بالنظافة وإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية وتوفير مواد المحروقات من الغاز والمازوت بما يلبي حاجة المواطنين بالمحافظة.
وفي رده على الشق الخدمي، أكد محافظ اللاذقية عامر هلال أن جميع الجهات تتابع العمل لتحسين وضع المحافظة بالعمل توازياً في جميع القطاعات بالوقت نفسه، مبيناً أن واقع النظافة في تحسن كبير مع دعم وزارة الإدارة المحلية والبيئة للمحافظة بآليات حديثة تسهم في عمل القطاع نحو الأفضل.
وفيما يخص الكهرباء والمياه، أشار هلال إلى أن الواقع المائي مرتبط بالكهربائي الذي سيشهد تحسناً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة مع دخول أول عنفات محطة توليد الرستن في الخدمة، مضيفاً إنه مع بداية الصيف لن تكون هناك مشاكل في الواقع المائي سواء في الريف أم المدينة وفقاً لمؤشرات مؤسسة المياه والإجراءات التي يتم اتخاذها على عدة خطوط ومنها خط الجر الخامس.
ولفت محافظ اللاذقية إلى التحسن في قطاع النقل بعد تشديد العقوبات على السرافيس المتسربة، وتراجع المخالفات اليومية من 40 مخالفة تسرب إلى 4 مخالفات باليوم الواحد خلال الفترة القليلة الماضية.
ونوّه هلال بأهمية دور الصحفي بإيصال صوت المواطن والمعلومة الصحيحة والشكوى المحقة للجهات المعنية للعمل على معالجتها بالتعاون بين الجميع على حد سواء، مؤكداً حرص المحافظة على التعاون مع كل وسائل الإعلام.
أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية هيثم إسماعيل أكد في كلمة له على ضرورة تفعيل المكاتب الإعلامية في المؤسسات والمديريات العامة، مشيراً إلى أهمية العمل الإعلامي وفق الضوابط والقانون والأخلاق.
وأشار إسماعيل إلى أن الإعلام يشكل الرأي بالمجتمعات وإذا كان الإعلام بخير يكون مفيداً لقضايا المواطن بشكل عام، موجهاً التحية لشهداء الإعلام في المعركة الإعلامية الذين كانوا جنباً إلى جنب مع المقاتلين في المعركة الميدانية بالحرب ضد الإرهاب.
من جهته، أكد رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور أهمية الطروحات من صحفيي اللاذقية، مشيراً إلى العمل على معالجتها بما يحقق الارتقاء بالعمل المهني ويحقق التطلعات المستقبلية للمهنة، مشيراً إلى أهمية المؤتمرات في طرح القضايا المتعلقة بالعمل الصحفي وتبادل الآراء حولها.
وتطرق عبد النور إلى تقرير اتحاد الصحفيين الأول حول الحريات الإعلامية في سورية، مبيناً أنه يتضمن الانتهاكات المسجلة بحق المؤسسات الإعلامية والإعلاميين في مراحل سابقة، إضافة لمقترحات حول البيئة التشريعية للعمل الصحفي وقانون مكافحة الجريمة الإلكترونية وقانون الإعلام المرتقب.
بدوره أكد رئيس فرع اتحاد الصحفيين في اللاذقية إبراهيم شعبان مواصلة السعي لتأمين ناد للصحفيين في المحافظة، وفق خطة 2022، إضافة لمتابعة أملاك الاتحاد وتسهيل عملية الحصول على قطعة أرض للاتحاد وإقامة منتدى الصحافة.
ولفت إلى توصيات المؤتمر، بضرورة تثبيت العاملين المتعاقدين في المؤسسات الإعلامية وإلزام المؤسسات باستمرارية الصحفي المحال إلى المعاش بالعمل على نظام الاستكتاب ورفع سقف القروض ليصبح 600 ألف ليرة، وتشميل المتقاعدين بالضمان الصحي.
وأكدت التوصيات على الحد ما أمكن من نقل العاملين في مؤسسات الدولة إلى أملاك المؤسسات الإعلامية، ومساواة العاملين في فروع المؤسسات بزملائهم بالمركز بما يتصل بالتعويضات، وتنظيم ميدان العمل الإعلامي الإلكتروني والسعي لتأطيره عبر ترخيص المواقع الإلكترونية وبيان العاملين فيها للحد من الفوضى في هذا الميدان.

Exit mobile version