Site icon صحيفة الوطن

الأم وقداسة العطاء

عندما ترتقي محبرة الأدب وتكتب عن عظمة الأم ونبالة العظمة والنُّور اللتين تُحيطان بها. وهي التي تُمثّل أيقونة التضحية المقدّسة وترتقي مكانة الأم العُليا التي تسمو حتى لِتشبّه «الأم بالدنيا» فهي تُمثّل جوهر الوجود الإنسانيّ ونبالة السموّ الوجدانيّ..

ففي عيدها المُقدّس تنحني الحروف إكراماً وتُقالُ الأشعار تبجيلاً وتنحني الهامات أمام «قداسة العطاء» وأمام جوهر النبض الإنسانيّ وسمو معانيه.

في عيدها وهي التي تُمثّل «ملكوت الحبّ الأسمى» وطهر العطاء وفلسفته الأبقى ودساتير تبدو عظيمة بسموّ نهجها الأرقى، تبدو وكأنّها فلسفات عظيمة النهج..

وتسمو الحياة عندما تُقال كلمة «أمّي» وتبدو وكأنه يختصرُ جمال الوجود الإنسانيّ وتُمثّل رمزيّة سامية من قيم الحبِّ والمحبّة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وبكل ما تحتويه من عظمةٍ لا يُماثلها مثيل يُذكر.

ولا يُضاهيها جمالٍ يمكن أن يُشبّه بجمالها وعظمة المحبّة والعطاء التي تتمتعُ بهما، فالأم هي اتساع الكون عندما يُنفخُ به من «روح المحبّة» وقد نراها تمتثلُ كما «المشكاة الأقدس في هذا الوجود» وتبدو أيقونة الحضن الدافئ والملاذ الآمن.

تبدو وكأنّها تُمثّل «القبس المنير» وتختصرُ الكثير من جماليات الوجد والتواجد الإنسانيّ «فالأم نهج السموّ إن سما أمره وسمتْ بدائع قوله» سمتْ في عظيم صور الحبّ وسموّ معانيه، إذ باتت تختصرُ «كينونة الحب المتجلي»، كينونة المحبّة وكلّ الأبجديات التابعة لها، فالأم هي لحن الحياة المجتبى، وكلمة الجمال أن قُدّسَ همسه الوجدانيّ السامي، هي نطق الأدب عندما يُقال ويستوحي من نور قبسها نور العظمة.

بما يجعلها تصوغُ الكثير من «أناشيد الجمال» وقوافي الانتماء والإنشاد العاطفي، ورمزية الشيء الإنسانيّ، فهي «كالأرض الخصبة التي تغمر بخيراتها كلّ ما حولها».

وهي تُمثّل خير الأبجديات وتحملُ «نبوءة الخير الأقدس» تُمثّل روح العاطفة واجتلاء كلّ المعاني في سرِّ سموّها ورقي حالها فهي الأم التي تُربي أجيالاً و«أم الشهيد» التي تُقدم فلذة كبدها وتسجّل أدوار البطولة والريادة بكل ما تقدم، كما تُجزل العطاء، وتُقدم قرابين مُقدسة من أجل الوطن الحبيب.

وهي التي تُنجبُ أنجماً وأقماراً ولا تملُّ فلسفات العطاء فهي كالغيم المُقدّس الذي يُعطي من غير حدود وهي التي تحتارُ كلّ التوصيفات في وصفها، فنراها شجرةً مباركة الأعيادِ، وقديسة وتوقدُ مشكاة السّلام الوجدانيّ وتُمثّل بالتالي «مدائن الحبّ العظيم»، وتجليات من قيم سمحاء، ومن بهاءِ الافتتان الأزليّ وصوت الحياة الأرقى وخبز المحبّة الأبقى.

وبهذا الشكل نرى الأم وهي تُمثّل أسطورة الصبر والتضحية «الرّبان الحقيقي لسفينة الحياة» وهي «الأسطورة» التي لا نقرأ عنها في الأدب فقط وإنما يشعُّ نورها الأبقى لِيهدينا نور الحياة.. لِيهدينا شعاع المحبّة وشراعها الأوفى.

فالأم هي من يصوغُ «روايات الصبر وعظمة معانيها» وأمثولة الشجن المثلى وحكاية تُجدلُ خيوطها محبّةً وتُكتبُ عناوين مُشرقة في صفحات التاريخ، وخير الأمهات التي تعي قداسة دورها المهم ونبالة الشيء المرتجى منها، هي المثل والقدوة «المدرسة التي تنجبُ شعباً طيب الأعراقِ» وهي التي تُحادث العظمة بعظمة وسرّ ما تفعل..

كما تسمو اللّغات والتشابيه إذ تُمنح من نور عظمتها، وهي التي تمنح الوجود جمالاً عظيماً ونراها «كالوطن المُقدّس» الذي يتميز بحضنه السرمدي الدافئ وتُهديه عظيم ما يمكن أن يُهدى إليه.

وكل عام وأمهات الوطن بألف خير.

Exit mobile version