Site icon صحيفة الوطن

صحيفة أميركية: مكالمة الرئيسين الصيني والأميركي كشفت الاختلاف بشأن روسيا … بكين: على أوروبا اتباع مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة وإعادة النظر بتوسع الناتو

أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن أزمة أوكرانيا تتطور بطريقة تؤثر فيها على العالم أجمع، مشيراً إلى أن معظم دول العالم بما فيها الصين والدول النامية الأخرى، تتشارك شواغل معقولة وتتخذ مواقف متشابهة بهذا الخصوص، على حين أكدت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن محادثات الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ كشفت عمق الاختلاف في مواقفهما بشأن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن وانغ قوله خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في مقاطعة آنهوي شرق الصين: نؤمن جميعاً بضرورة مراعاة أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية بشكل سلمي وينبغي على الأطراف المعنية التوصل إلى وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب في أقرب وقت ممكن.
وحول امتناع الصين والجزائر وعدد من الدول عن التصويت في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قضية أوكرانيا لفت وانغ إلى أن الامتناع يعد موقفاً أيضاً وهو من أجل إعطاء فرصة للسلام وإظهار عدم الموافقة على استخدام العقوبات والحرب لمعالجة النزاعات كما يعد موقفاً عقلانياً.
واعتبر وانغ أن قضية أوكرانيا لم تصل إلى هذه النقطة بمحض المصادفة بل هي نتيجة لالتقاء عوامل مختلفة وانفجار التوترات التي تراكمت على مدار سنوات، مؤكداً أن الأمر الأكثر أهمية هو قضية الأمن الأوروبي وأن خطوة حلف شمال الأطلسي «ناتو» الخاصة بالتوسع نحو الشرق من دون حدود أمر جدير بإعادة النظر فيه.
وشدد وزير الخارجية الصيني على ضرورة أن تتبع الأطراف في أوروبا مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة والسعي للحوار والتفاوض من أجل بناء هيكل أمن إقليمي يتسم بالاتزان والفاعلية والاستدامة استناداً إلى احترام الشواغل المشروعة لكل منها، مشيراً إلى أن الحرب والعقوبات ليست الخيارات الوحيدة عند حل القضايا الإقليمية والدولية الساخنة وأن الحوار هو المخرج الرئيسي.
وأكد وانغ في الوقت ذاته، أن تصعيد العقوبات الأحادية سيؤدي إلى تصدع النمو الصناعي وسلاسل الإمداد على الصعيد العالمي وعرقلة زخم التعافي الاقتصادي.
وعلى خط مواز أشارت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن مكالمة الرئيسين بايدن وشي تؤكد عمق اختلاف المواقف بشأن العملية الروسية في أوكرانيا، وبحسب الصحيفة، لم يتمكن بايدن من إقناع شي باستخدام النفوذ الصيني لإنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، على العكس من ذلك، فإن المحادثة بين الزعيمين استفزت رئيس الصين ودفعته إلى انتقاد ضمني لدور الولايات المتحدة في تأجيج الأزمة الأوكرانية وفي قضية تايوان.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية تعقيباً على المكالمة أن شي أشار إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين لم تخرج بعد من المأزق الذي أوجدته الإدارة الأميركية السابقة، ولكنها واجهت بدلاً من ذلك المزيد والمزيد من التحديات، قائلة: لقد أخطأ الجانب الأميركي في قراءة النيات الإستراتيجية للصين وأساء تقديرها.
وأكدت قراءات إدارة بايدن من المكالمة عدم وجود أي تقدم جوهري في دفع شي نحو تبني دور أكثر استباقية وفائدة في معالجة أزمة أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة: «أشارت الرسائل الواردة من وزارة الخارجية الصينية قبل ساعات فقط من مكالمة شي مع بايدن إلى أن أي قرارات تتخذها الصين بشأن الأزمة الأوكرانية من غير المرجح أن تلبي توقعات الولايات المتحدة. بدلاً من ذلك، يبدو أن الحكومة الصينية تضاعف من تحالفاتها مع روسيا وفي معارضة الجهود الأميركية لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف الحرب في أوكرانيا».
وجرت المحادثة بين بايدن وشي يوم الجمعة الفائت، إذ تحدث رئيسا الدولتين افتراضياً عبر الفيديو لمدة ساعتين تقريباً.

Exit mobile version