Site icon صحيفة الوطن

البيت الأبيض: التحالف الصيني- الروسي مصدر قلق لواشنطن.. والاتحاد الأوروبي يقرر تشكيل قوة للرد السريع! … موسكو: تدخل الناتو بأوكرانيا تطور سلبي وعلاقاتنا مع واشنطن على حافة القطيعة

لم تهدأ وتيرة التصعيد الغربي ضد روسيا، رغم الانعكاسات الاقتصادية الخطيرة التي بدأت تتلمسها دولها، في حين يستعد الرئيس الأميركي للانطلاق صوب أوروبا للتنسيق معها في خطوات معادية جديدة يبدو أنها ستشمل بكين إلى جانب موسكو.

المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أوضح بأن روسيا ستتعامل مع أي قرار من دول «الناتو» بالتدخل في أوكرانيا، بوصفه تطوراً سلبياً للأمور.

وبين أن هذا ما صرح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال خطابه للشعب الروسي وللعالم، حيث أكد أن حديث الرئيس عن أي افتراضات نظرية لتجاوز قرار مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة كان «واضحاً ومفهوماً».

بيسكوف عبر عن اعتقاد الكرملين بأن مهمة الجميع حول العالم الآن الضغط على كييف، حتى تصبح أكثر قابلية للتفاوض، بغرض أن تكون المحادثات بناءة، وقال رداً على سؤال بشأن وقف إطلاق النار: «موسكو لا تنظر في موضوع وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات بينها وبين كييف».

واستدعت روسيا أمس السفير الأميركي لديها للاحتجاج على تصريحات الرئيس جو بايدن، التي وصف فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مجرم حرب» على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان نُشر بعد استدعاء السفير الأميركي أن «هذا النوع من التصريحات الصادرة عن رئيس أميركي والتي لا تليق برجل دولة من الصفّ الأول، جعلت العلاقات الروسية- الأميركية على حافة القطيعة».

المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، رد على الخطوة الروسية بالتأكيد على أن بلاده ترى بأنه من المهم الحفاظ على قنوات التواصل مع روسيا وعلى الحضور الدبلوماسي في موسكو.

بالتزامن أجرى بايدن مباحثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تطرقوا فيها للخطوات الغربية الممكن اتخاذها ضد روسيا، كتوسيع العقوبات وشكلها.

ويبدأ الرئيس الأميركي الأربعاء جولة أوروبية تهدف إلى الحفاظ على وحدة الغربيين في مواجهة روسيا، وجس مواقفهم بشأن الصين، وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس».

كما سيعقد بايدن ونظراؤه من أوروبا وقادة دول حليفة، قمة استثنائية لحلف الناتو واجتماعاً لمجموعة السبع، إضافة إلى قمة للاتحاد الأوروبي دعي إليها الرئيس الأميركي.

بالتوازي، قرر الاتحاد الأوروبي تشكيل ما وصفه بـ«قوة الرد السريع»، التي سيصل تعدادها إلى 5000 جندي، وحسب بيان للاتحاد نشرته «رويترز»، فقد اتفق وزراء الخارجية والدفاع في التكتل الأوروبي على إستراتيجية أمنية تهدف إلى زيادة الوزن العسكري للاتحاد في حال اندلاع حرب جديدة في أوروبا، وأضاف: «يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على حماية مواطنيه والمساهمة في السلم والأمن الدوليين».

وعلى حين اعتبر البيت الأبيض في تصريحات أمس، أن التحالف الصيني- الروسي يشكل مصدر قلق لواشنطن ولكثير من الأوروبيين، وكشف بأن يكون هذا التحالف موضوع نقاش الولايات المتحدة مع حلفائها خلال الأيام المقبلة، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن أزمة أوكرانيا تتطور بطريقة تؤثر فيها على العالم أجمع.

ونقلت وكالة «شينخوا» عن وانغ قوله خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في مقاطعة آنهوي شرق الصين: نؤمن جميعاً بضرورة مراعاة أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية بشكل سلمي وينبغي على الأطراف المعنية التوصل إلى وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب في أقرب وقت ممكن.

واعتبر وانغ أن قضية أوكرانيا لم تصل إلى هذه النقطة بمحض الصدفة بل هي نتيجة لالتقاء عوامل مختلفة وانفجار التوترات التي تراكمت على مدار سنوات، مؤكداً أن الأمر الأكثر أهمية هو قضية الأمن الأوروبي وأن خطوة حلف شمال الأطلسي «ناتو» الخاصة بالتوسع نحو الشرق من دون حدود، أمر جدير بإعادة النظر.

وشدد وزير الخارجية الصيني على ضرورة أن تتبع الأطراف في أوروبا مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة والسعي للحوار والتفاوض من أجل بناء هيكل أمن إقليمي يتسم بالاتزان والفاعلية والاستدامة استناداً إلى احترام الشواغل المشروعة لكل منها، مشيراً إلى أن الحرب والعقوبات ليست الخيارات الوحيدة عند حل القضايا الإقليمية والدولية الساخنة وأن الحوار هو المخرج الرئيس.

على صعيد موازٍ، حذر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك من تداعيات فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على استيراد النفط الروسي، وقال: إن أسعار النفط ستقفز إلى مستوى 300 دولار للبرميل.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي: إن رفض أوروبا للغاز الروسي أمر مستحيل في الوقت الحالي، وإذا رفض الغرب النفط الروسي، فسوف تقفز الأسعار إلى 300 دولار للبرميل، فيما يرى البعض إمكانية الارتفاع إلى 500 دولار للبرميل».

يأتي التصريح الروسي في وقت قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية: إن بلاده «لا تزال على موقفها بأنها لا تستطيع الاستغناء عن واردات النفط الروسية».

جاء ذلك في ظل مناقشات يجريها الاتحاد الأوروبي حول فرض مزيد من العقوبات على موسكو، وقال دبلوماسيون لوكالة «رويترز»: إن «دول البلطيق، بما في ذلك ليتوانيا، تضغط من أجل مثل هذه الإجراءات التقييدية، في حين تحذر ألمانيا من اتخاذ إجراءات متهورة لأن أسعار الطاقة في أوروبا مرتفعة بالفعل».

Exit mobile version