Site icon صحيفة الوطن

منتخبنا الوطني لكرة القدم يحقق فوزه الأول بالتصفيات الآسيوية النهائية … ثلاثية بمرمى لبنان ردت الاعتبار

حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم فوزه الأول بالتصفيات الآسيوية النهائية وكان على حساب لبنان بثلاثة أهداف نظيفة جاءت في الشوط الأول، وشهدت المباراة أحداث شغب كبيرة فتوقفت المباراة في الشوط الأول بعض الدقائق وتوقفت في الشوط الثاني في الدقيقة 70 لمدة عشرين دقيقة قبل أن يخرج رجال حفظ النظام الجمهور من الملعب لتستكمل المباراة دون أي إضافة، والمباراة ضمن أروقة الاتحاد الآسيوي الذي سيعتمد النتيجة لكون المباراة استكملت وسيعاقب المنتخب اللبناني بعقوبات مناسبة.

منتخبنا لعب منذ الدقيقة الأولى مهاجماً وكان الأكثر انتشاراً وسيطرة على أرض الملعب وسنحت له العديد من الفرص أضاعها لاعبونا بالتناوب أبرزها لعلاء الدين الدالي كما أضاع مصطفى جنيد فرصة خطرة في القسم الأخير من الشوط الثاني، أبرز لاعبي المباراة الذي حاز لقب أفضل لاعب بالمباراة علاء الدين دالي افتتح التسجيل ثم أضاف مرديك مردكيان الثاني من جزاء وسجل محمد المرمور الثالث، ومن شاهد الأهداف وجد أنها كانت ملعوبة ونتيجة تفاهمات بين اللاعبين عبر جمل كروية جميلة ومتقنة، المنتخب اللبناني سنحت له أكثر من فرصة لكن مدافعينا والحارس مدنية قطعوا الماء والهواء عن الهجوم اللبناني الذي لم يكن خطراً.

والقضية الأهم أن منتخبنا فاجأ اللبناني ناقص الصفوف بهجوم سريع ضاغط وباغتهم بهدفين فأخمد كل جذوة أمل فاستسلموا لقدرهم وزاد من إحباطهم الجمهور الذي كان نقمة عليهم بدل أن يكون نعمة ومؤازراً ودافعاً إلى الفوز.

حلاوة الفوز

الفوز كان كبيراً ولا شيء يقلل من حجم هذا الانتصار الكبير الذي جاء شافياً لكل آلام وأوجاع عشاق كرتنا، وخصوصاً أن الفوز تحقق بعد جدب طويل ومشاكل كثيرة وفوضى إدارية وتنظيمية وعشوائية فنية.

ومنذ لقاء الصين بقيادة نبيل معلول الذي خسرناه بنهاية التصفيات الآسيوية الأولية 1/3، لم يعرف منتخبنا الاستقرار ولم يعرف الانتصار سواء بالتصفيات الآسيوية أم كأس العرب فتوالت الخسارات فبلغت تسعة مع تعادلين وفوز يتيم على تونس، فخسرنا مرتين، أمام كوريا الجنوبية ومثلهما أمام إيران والإمارات وخسرنا أمام لبنان وموريتانيا والصين، وتعادلنا مع العراق والإمارات، والخميس أضفنا الفوز اليتيم على تونس بفوز آخر على لبنان.

ورافق كل ذلك عدم استقرار إداري وفني فاستقال اتحاد الكرة في منتصف الطريق ولم تستطع اللجنة المؤقتة أن تسير بالمركب نحو بر الأمان، بل زادت من أوجاع المنتخب من خلال قلة الخبرة وتدخل من ليس له علاقة من المتنفذين والمتطفلين، فكثر الطباخون وتناوب المدربون على المنتخب دون أن يكون لهم أي بصمة وربما كان الوضع أو الظروف غير ملائمين لنرى لمسات المدربين الذين تناوبوا على التدريب بدءاً من التونسي نبيل معلول والوطني نزار محروس والروماني فاليريو تيتا حتى غسان معتوق فهو مدرب طوارئ وتنتهي مهمته يوم الثلاثاء القادم.

الفوز على لبنان لم يكن له أي أهمية على صعيد الترتيب والنقاط لأن منتخبنا بقي في المركز الأخير، وكما أن له حلاوة كان له مرارة كبيرة لأنه لو استطعنا الفوز في مباراة واحدة سابقة لكانت اليوم آمالنا كبيرة لبلوغ المركز الثالث في تكرار لما حدث مع منتخبنا في التصفيات الماضية عندما وصلنا إلى الملحق الآسيوي، وخصوصاً أن المنتخبات العربية في مجموعتنا ليست في يومها وحالها ليس أفضل من حالنا.

الفوز على لبنان له طعم الثأر وقد رد منتخبنا الصاع صاعين وحلاوته أنه جاء بعد خسائر متلاحقة في آخر ثلاث مواجهات جمعتنا وجهاً لوجه معهم، وبعد سلسلة خسائر كادت ألا تنتهي بالمشاركة الآسيوية وكأس العرب، ودوماً فالفوز على لبنان له طعم خاص.

بعض المراقبين اللبنانيين برروا الخسارة اللبنانية القاسية أنها بسبب غياب أبرز خمسة لاعبين عنهم للإصابة، وهم لاعبون مؤثرون ويشكلون عماد المنتخب اللبناني، أما عن الغياب المؤثر في صفوف منتخبنا فقالوا: منتخب سورية يملك رديفاً جيداً ولديهم أكثر من فريق يلعب بالدوريات العربية والأوروبية.

بعد فوات الأوان

«الوطن» طرحت في وقت سابق على اللجنة المؤقتة وقبل المشاركة في كأس العرب أن تشكل منتخباً رديفاً أو من لاعبي المنتخب الأولمبي بعيداً عن التجاذبات والصراعات والأسماء الرنانة، وذلك من أجل ضخ دماء جديدة في المنتخب الوطني تكون زاداً لمنتخبنا في المستقبل القريب أو ليكون هذا المنتخب بداية الإعداد للمشاركة في النهائيات الآسيوية، لكن أحداً لم يسمع وقوبلت النصيحة بأذن من طين وأخرى من عجين وعلى ما يبدو أن السياحة في قطر ليست ممكنة على الدوام، لذاك فإن بعض لاعبينا ومن يدعمهم أرادوا الظهور في هذا العرس العربي علهم يحظون منه بعقد، وهذا ما حصل وقد تابعنا بشكل مباشر الصراع حول الأسماء والتشكيلة، فالمشاركة تبين للجميع فيما بعد أنها مشاركة تسويقية وسياحية بعيداً عن المضمون الرياضي وما فيه من تنافس شريف.

وفي أهون الأمور فإن تخسر مع موريتانيا بمنتخب رديف أو أولمبي أهون وقعاً من أن تخسر معه أمام المنتخب الأول، وربما لم نكن لنخسر بهمة الشباب وحماسهم.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإنه من الضروري الكشف عن خفايا الأمور وما حدث من صراع في الفترة السابقة أدى إلى مثل هذه النتائج والأداء المتراجع والمستوى السيئ للمحاسبة أولاً ولعدم ضمان وجود هؤلاء الأشخاص في الفترة القادمة وخصوصاً أن كرتنا مقبلة على انتخابات نتمنى ألا يدخلها من كان له دور في المرحلة السابقة لأن جميعهم متهم بما حصل لكرتنا، حتى الطفيليون والمتنفذون كان لهم دور بالتسويق للاعبين محليين أو مغتربين لغايات شخصية وساهموا بالإساءة إلى كرتنا وسمعتها وهويتها، فهل نجد الرجل الشجاع الذي يكشف القناع عن كل الأحداث السابقة ويسمي الأمور بمسمياتها الصحيحة.

وعلينا ألا ننسى أنه من زمن المدرب الألماني شتانغه كنا نسمع بعض التسريبات عن مشاكل بين اللاعبين حول شارة الكابتن وغيرها من الأمور وحول التكتلات والحروب الداخلية وغير ذلك، لذلك من الضروري وضع النقاط على الحروف للبدء بشفافية ونقاء بعيداً عن كل الأمور التي تعكر صفو المنتخب.

الجولة القادمة

منتخبنا أمام امتحان حقيقي بمواجهة العراق يوم بعد غد الثلاثاء وعلى لاعبينا أن يثبتوا أن الفوز على لبنان لم يأت بسبب ضعف المنتخب اللبناني وفقدانه لأهم عناصره، فالعراقيون بعد فوزهم على الإمارات تجددت آمالهم ببلوغ المركز الثالث وهم يحتاجون إلى الفوز، لذلك سيلعبون معنا بكل قوة وجدية وهنا سنمتحن لاعبينا ومدربينا.

في الختام لا بد من شكر كل لاعبينا على جهودهم المبذولة وشكر مماثل للكادر الفني والإداري والطبي متمنين لهم التوفيق بمباراة العراق القادمة والأخيرة ولتكن مسك الختام.

المناسبة

الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال قطر

لبنان×سورية: صفر/3

الملعب: صيدا البلدي بلبنان

الحكم: القطري عبد الرحمن جاسم

التاريخ: الخميس 24/3/2022 الساعة الثانية ظهراً.

الأهداف: علاء الدين دالي ومرديك مردكيان من جزاء ومحمد مرمور.

تشكيلة منتخب سورية

أحمد مدنية- سعد أحمد- خالد كردغلي- ثائر كروما- عمرو جنيات- كامل حميشة- محمد الحلاق «عبدالله الشامي»- محمد العنز «أوليفر كاسكاو»- علاء الدين دالي «ياسين سامية»- محمد مرمور «مصطفى جنيد»- مرديك مردكيان «محمد ريحانية».

نتائج الخميس

استراليا× اليابان: صفر/2

كوريا الجنوبية× إيران: 2/صفر

فيتنام× عمان: صفر/1

الصين× السعودية: 1/1

العراق× الإمارات: 1/صفر

ترتيب المجموعتين

يتصدر المجموعة الأولى منتخب كوريا الجنوبية بـ 23 نقطة مقابل 22 لإيران وتسع للإمارات، وثمان للعراق، وست للبنان، وخمس لسورية.

ويتصدر المجموعة الثانية منتخب اليابان بـ 21 نقطة مقابل 20 للسعودية، و15 لاستراليا، و11 لعُمان، وست للصين، وثلاث لفيتنام.

Exit mobile version