Site icon صحيفة الوطن

انتهاء مفاوضات اليوم في إسطنبول.. أوكرانيا اقترحت تبنّي «الحياد» مقابل ضمانات أمنية.. وأميركا أعلنت دعمها أي اتفاق مشترك … ماكرون بحث مع بوتين العملية الإنسانية في ماريوبول.. موسكو: حققنا أهداف المرحلة الأولى

أعلنت روسيا تحقيق جميع أهداف المرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة داخل أوكرانيا، كما قررت خفض عملياتها القتالية على محوري كييف وتشيرنيغوف، وذلك لتهيئة ظروف مواتية لمواصلة المفاوضات السلمية، مؤكدة أنها سترد بشكل مناسب إذا تم تنفيذ خطط عدد من دول الناتو لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي، في حين بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الأزمة في أوكرانيا، وخاصة العملية الإنسانية في ماريوبول.
في غضون ذلك أكدت كييف مع انتهاء مفاوضات اليوم الأول بين الوفدين الروسي والأوكراني بإسطنبول أنها لن تنضمّ إلى حلف «الناتو»، ولن تستضيف القواعد العسكرية الأجنبية في أراضيها، شريطة للحصول على ضمانات أمنية، عل حين أعلنت واشنطن استعدادها لدعم الاتفاقات المحتملة بين موسكو وكييف في حال أقرها الجانبان.
وفي أرض المعركة.. أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الصواريخ المجنحة الروسية نجحت في تدمير قاعدة وقود كبيرة بالقرب من قرية كليفنا بمنطقة ريفنا، وأن طائرات العمليات التكتيكية الروسية من القوات الفضائية الجوية نجحت في تدمير 68 منشأة عسكرية أوكرانية.
وفي التفاصيل أفادت وسائل إعلام فرنسية، أمس الثلاثاء، بأن الرئيس إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين تحادثا هاتفياً وناقشا الأزمة في أوكرانيا، وخاصة العملية الإنسانية في ماريوبول.
من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء أنها قررت خفض عملياتها القتالية على محوري كييف وتشيرنيغوف بشمال أوكرانيا، وذلك لتهيئة ظروف مواتية لمواصلة المفاوضات السلمية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين قوله في تصريح للصحفيين في ختام جولة أمس من المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول: «نظراً إلى أن المفاوضات حول إعداد اتفاق بشأن الوضع الحيادي وغير النووي لأوكرانيا، وكذلك بشأن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، تنتقل إلى المجال العملي، وأخذاً في الاعتبار المبادئ التي نوقشت خلال اجتماع (أمس)، قررت وزارة الدفاع الروسية.. التقليص بشكل جذري، أي التخفيف من، العمليات العسكرية على محوري كييف وتشيرنيغوف».
وأوضح فومين أن هذا القرار يهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف اللازمة لمواصلة المفاوضات وتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الاتفاق على توقيع الاتفاقية المذكورة.
من جهته أكد كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي بعد انتهاء المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول أن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا كانت بناءة.
ونقلت وكالة «تاس» عن ميدينسكي قوله أمام الصحفيين: «جرت المفاوضات بشكل بناء. تلقينا مقترحات من أوكرانيا للنظر فيها وبموقفهم المصاغ بوضوح بشأن الإدراج في الاتفاقية».
وأضاف: إن الاجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي ممكن بالتزامن مع التوقيع بالأحرف الأولى على المعاهدة بين روسيا وأوكرانيا على مستوى وزيري الخارجية.
وأوضح: «كان الشكل المقترح على النحو التالي – أولاً: تتم صياغة اتفاقية ثم الموافقة عليها من قبل المفاوضين، ثم يصادق عليها وزيرا الخارجية في الاجتماع، وبعد ذلك تتم مناقشة إمكانية اجتماع رئيسي البلدين للتوقيع على هذه الاتفاقية. هذه ليست مسألة سهلة وخاصة أن الاجتماع قد يكون متعدد الأطراف بمشاركة الدول الضامنة للسلام والأمن في أوكرانيا».
وأكد تلقي روسيا مقترحات خطية من أوكرانيا تؤكد سعيها لأن تكون دولة محايدة وخالية من الأسلحة النووية، مع التخلي عن إنتاج ونشر جميع الأنواع من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الكيماوية والبكتريولوجية بالإضافة إلى حظر وجود القواعد العسكرية الأجنبية والقوات الأجنبية في أراضيها.
بدوره، شدّد رئيس الوفد الأوكراني على أن بلاده لن تنضمّ إلى حلف الناتو» وأنّها لن تستضيف القواعد العسكرية الأجنبية في أراضيها، قائلاً: «نسعى للحصول على ضمانات أمنية».
وفيما يتعلّق بإقليم دونباس، أكد رئيس الوفد الأوكراني أنه موضوع مغاير تماماً، ويمكن إجراء استفتاء شعبي في الإقليم، موضحاً أن موضوع القرم يمكن البحث فيه أيضاً بهدوء، ومن دون اللجوء إلى السلاح والقتال.
وصرّح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقتٍ سابق بأن «قضية حياد أوكرانيا، التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات مع روسيا لإنهاء النزاع، يجري درسها بعمق».
وفي السياق أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لدعم الاتفاقات المحتملة بين موسكو وكييف في ما يتعلق بضمان أمن أوكرانيا.
ونقلت «تاس» عن بلينكن قوله في مؤتمر صحفي بالعاصمة المغربية الرباط أمس: «ستترك الولايات المتحدة أوكرانيا للحكم على ما إذا كان هناك تقدم حقيقي في المفاوضات مع روسيا، وما إذا كانت موسكو تتصرف بحسن نية».
وأضاف: «بالنسبة للمفاوضات، سأعطي لشركائنا الأوكرانيين الحق في تحديد ما إذا كان هناك تقدم حقيقي، وما إذا كانت روسيا تقوم بدور ذي مغزى».
وشدد على أن بلاده ستكون مستعدة لدعم الاتفاقات المحتملة بين موسكو وكييف في حال أقرها الجانبان.
من جهته، أعلن وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو في ختام المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول، أنها «أسفرت عن تسجيل التقدم الأكبر أهمية منذ بدء المباحثات بين الطرفين».
وأشار تشاووش أوغلو، في ختام اليوم الأول من المفاوضات، إلى أن هذه المفاوضات بدأت تثمر تقارباً في وجهات النظر، معرباً عن امتنان النظام التركي للطرفين لذلك، وموضحاً أنهما «اتفقا على بعض المسائل».
وتوقع أن يحدد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديميتري كوليبا مسار المسائل الأكثر صعوبة خلال اللقاءات القادمة.
في غضون ذلك شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، على أن روسيا سترد بشكل مناسب إذا تم تنفيذ خطط عدد من دول الناتو لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي.
وقال شويغو أمس الثلاثاء: «نتابع تصريحات قادة دول الناتو الفردية بشأن نيتهم ​​تزويد أوكرانيا بطائرات وأنظمة دفاع جوي. إذا تم تنفيذها، فسنرد بشكل مناسب».
كما أعلن وزير الدفاع الروسي، إتمام المهام الرئيسة للمرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتي أطلقتها موسكو في 24 الشهر الماضي لدواع أمنية.
وأشار شويغو إلى أن الجيش الأوكراني تعرض لخسائر فادحة في ظل العملية العسكرية مما يسمح بتركيز الجهود على تحقيق الهدف الرئيسي للعملية وهو تحرير دونباس.
وعن المرتزقة الأجانب الذين يستعين بهم النظام الأوكراني في المواجهة مع روسيا، قال شويغو، إنه تم تحيد نحو 600 من المرتزقة الأجانب في الأسبوعين الماضيين في أوكرانيا.
كذلك حذر شويغو من أن التوزيع غير المنضبط للأسلحة الموردة إلى أوكرانيا قد يشكل تهديداً لأوروبا.
ميدانياً.. أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن الصواريخ المجنحة الروسية نجحت في تدمير قاعدة وقود كبيرة بالقرب من قرية كليفنا بمنطقة ريفنا، حيث تعود أهمية هذه القاعدة لكونها توفر الوقود للمعدات العسكرية الأوكرانية في ضواحي كييف.
ونقلت «روسيا اليوم» عن كوناشينكوف في تقريره أمس، أن طائرات العمليات التكتيكية الروسية من القوات الفضائية الجوية نجحت في تدمير 68 منشأة عسكرية أوكرانية، من بينها 3 مراكز قيادة و4 أنظمة صواريخ مضادة للطائرات بما في ذلك 3 من طراز «بوك إم1» وواحدة من طراز «أوسا»، ومحطة رادار واحدة، و5 قاذفات صواريخ متعددة، ومستودعان للذخيرة، و3 مستودعات للوقود ومواد التشحيم، و19 منطقة لتخزين معدات ومعاقل للجيش الأوكراني.
كما دمر الدفاع الجوي للقوات الفضائية الروسية 3 طائرات أوكرانية من دون طيار في قرية «تشيرنوبايفكا».
ونشرت وزارة الدفاع مقطع فيديو يظهر تدمير القوات الجوية الروسية مدرعات أوكرانية مرابطة في ثكنة عسكرية بصواريخ عالية الدقة.
وبينت وزارة الدفاع أن القوات الروسية دمرت منذ بداية العملية العسكرية123 طائرة، 74 مروحية، 311 طائرة من دون طيار، 1738 دبابة ومركبات قتالية مدرعة أخرى، 181 قاذفة صواريخ متعددة، 726 قطعة مدفعية ميدانية وهاون، 1592 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
في غضون ذلك أعلن نائب رئيس لجنة مجلس الدوما المعنية بتنمية المجتمع المدني فلاديمير شامانوف، امس، أن القوات الخاصة الروسية أسرت اثنين من أولئك الذين أساؤا للجنود الروس في أوكرانيا.
ونقلت «تاس» عن شامانوف قوله خلال مائدة مستديرة بعنوان «الأديان التقليدية العالمية ضد إيديولوجية النازية والفاشية في القرن الحادي والعشرين»، للجنة مجلس الدوما حول تنمية المجتمع المدني، وقضايا المنظمات العامة والدينية أن «أولئك الذين أساؤا لجنودنا، لم يهنؤوا طويلاً، وبعد ثلاثة أيام التقطت قواتنا الخاصة هذه الحثالة».
وأفيد بالقبض على الاثنين، وهما من مجموعة لمشجعين متحمسين لنادي كرة القدم «ميتاليست» المحلي.

Exit mobile version