رغم كل الجدل الذي تثيره، إلا أن مسلسلات البيئة الشامية تتبوأ في كل موسم درامي مركز الصدارة وتحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة لتدر على المنتجين أموالاً طائلة على اعتبارها تجارة رابحة ومضمونة.
ويعزو اتجاه معظم شركات الإنتاج نحو هذا النوع من الأعمال إلى سهولة تسويقها باعتبارها المطلب الأول للقنوات العربية التي تكسب الملايين من إيرادات الإعلان من وراء هذه المسلسلات.
لكن ليس كل ما قُدّم ويقدم صحيحاً ولا يعكس بالضرورة واقع البيئة في هذا المجتمع وهذه المدينة، بل هناك ابتعاد عن ذلك، وعلى قلتها، هناك أعمال قدّمت بعض الوقائع الصحيحة والحقيقية من عمق الحياة في دمشق.
إن شركات الإنتاج هي من تفرض هذا النوع من الأعمال وتمنع التوثيق في أعمال البيئة الشامية، مبررة ذلك بأنها تريد مسلسلاً يتوجه إلى أدنى طبقات الشعب، باعتبار أن فئة «غير المثقفين» أكبر نسبة من المثقفين في الوطن العربي، أي إنها تريد مسلسلاً يتوجه إلى عامة الناس وليس إلى طبقة محددة منه.
لكن هنالك تكرار في البيئة الشامية، وابتعاد عن توثيق الفترة التي يمر بها العمل، إن كان في فترة الاحتلال العثماني، أو فترة الاحتلال الفرنسي، أو حتى فترة الاستقلال.
البيئة الشامية ستكون حاضرة خلال رمضان المقبل بستة أعمال، منها أربعة تتمة لأجزاء سابقة مقابل عملين جديدين.
وفيما يلي استعراض للمسلسلات الشامية المقرر عرضها في رمضان المقبل:
جوقة عزيزة
أول المسلسلات هو «جوقة عزيزة» من تأليف خلدون قتلان وإخراج تامر إسحق وبطولة سلوم حداد ونسرين طافش وأيمن رضا وخالد القيش وهبة نور ووفاء موصللي وسعد مينه وأمانة والي وعبد الفتاح المزين ونادين قدور وتولاي هارون وأحمد رافع وإيمان عبد العزيز وسليم صبري وحسام تحسين بيك وروبين عيسى وعدنان أبو الشامات ونورا رحال وآنا السيد وتسنيم الباشا ومحمد خاوندي وفادي الشامي والليث المفتي وعلي كريم وجمال العلي ووائل زيدان ويحيى بيازي وعاصم حواط ويزن خليل وكرم الشعراني وسالي بسمة ويزن السيد وغنوة محمود.
تدور أحداث المسلسل، عام 1929، خلال فترة الاحتلال الفرنسي عن حياة الراقصة «عزيزة» التي يقع في غرامها كولونيل فرنسي، لتتداخل في العمل صراعات سياسية ودينية واجتماعية في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد شهدت تحديات على الصعد كافة.
المسلسل يجمع فنون الغناء والتمثيل والرقص ضمن علاقة خاصة فيها الكثير من التشويق والبهجة، وهو يرصد حياة أهل الفن في دمشق في فترة الثلاثينيات، ومن خلال حكايات المسلسل سوف نتعرف على جانب من حياة هؤلاء، والهم الذي يعيشونه.
وتجري الأحداث في شارع البدوي بدمشق الذي يضم أول مكان لتعليم الرقص الشرقي في المدينة وكان اسمه شارع المرقص وفيه تياترو ومجموعة من الحانات التي تحتوي على عوالم مختلفة من الحياة وتقدم استعراضات مختلفة المستويات، تنتهي بالتياترو الذي تختص به «عزيزة».
وفي المسلسل مجموعة خطوط درامية ومعلومات تاريخية وشيء من خفة الدم ويمكن أن يرى البعض فيه تقاطعاً حياتياً وتاريخياً بين زمن الأحداث والفترة الحالية.
أولاد البلد
ثاني المسلسلات هو «أولاد البلد» من تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي وإخراج أحمد إبراهيم أحمد وبطولة سلوم حداد وعباس النوري وباسم ياخور وفادي صبيح ونضال نجم ونظلي الرواس ونادين تحسين بيك وطلال مارديني وعدنان أبو الشامات وعلاء قاسم ورنا جمول وإبراهيم عيسى وحمادة سليم ونور الوزير ولارا البدري وغريس الأحمر وسالي أحمد وهبة زهرة وحسنا سالم ويوشع محمد ومجد مغامس ورجاء يوسف وأحمد خليفة وليلى بقدونس وسوار الحسن، وضيوف الشرف حسام تحسين بيك وفيلدا سمور ومحمد خاوندي ومريم علي وعبد الرحمن قويدر ورانيا رياض.
ويتحدث المسلسل عن صراع الأغوات والزعامات الشعبية في دمشق، ويرصد النزاع بين السلطة والشعب في أثناء حكم الاحتلال العثماني.
حارة القبة 2
ثالث الأعمال هو الجزء الثاني من «حارة القبة»، وهو من تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي وبطولة عباس النوري وسلافة معمار وصباح الجزائري وشكران مرتجى وخالد القيش وفادي صبيح ونادين تحسين بيك وإمارات رزق ونادين خوري ورواد عليو ومحمد حداقي وعبد الهادي الصباغ وجلال شموط ويامن الحجلي ويزن خليل وملهم بشر ومرح حجازي ومرح حسن وراما زين العابدين وحلا رجب وعلي كمال الدين ويزن الريشاني.
عمل اجتماعي تدور أحداثه في فترة السفربرلك، ويختلف كلياً عن الأعمال الشامية السابقة جوهراً ومضموناً.
العمل هو بيئة شامية متخيلة لكنها تحاكي الزمان والمكان، وهو مشروع مؤلف من خمسة أجزاء وأرجو التركيز على هذه الفكرة، فهو لم ينجز بناء على نجاح الجزء الذي قبله، بل إن الفكرة مقسمة إلى خمسة أجزاء على مدى خمسة مواسم رمضانية كل موسم 30 حلقة، وحتى الآن تم عرض الأول والانتهاء من تصوير الجزأين الثاني والثالث.
ويسلط العمل الضوء على أهل مدينة الشام القديمة ومعاناتهم من الفقر والجوع والتشرد، مبتعداً عن منطق الاستعراض مثل أعضاوات الحارة والأزياء واللهجة، ليقدم حكاية شائقة ترتكز على «الأمانة» التي تركها «أبو غازي» لصديقه «أبو العز» على أن تنكشف ماهية هذه الأمانة خلال الجزء المقرر عرضه بعد أيام.
الكندوش 2
رابع الأعمال هو الجزء الثاني من «الكندوش»، تأليف حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين وبطولة أيمن زيدان وسلاف فواخرجي وسامية الجزائري وسعد مينه وصباح الجزائري وشكران مرتجى وفايز قزق وأيمن رضا وكندا حنا وأمانة والي وأندريه سكاف وتيسير إدريس وناهد الحلبي وحسام تحسين بيك وعلاء قاسم وحازم زيدان وخالد شباط وهافال حمدي وجمال العلي ومحمد حداقي وجولييت خوري وهمام رضا وراما زين العابدين وحلا رجب وأحمد خليفة وحسام الشاه وسليمان رزق.
وبعد أن خيب آمال متابعيه في الجزء الأول، ستكون الأحداث محتدمة والتغييرات بالشخصيات كبيرة في الثاني.
واقتبس المؤلف اسم العمل الدرامي من «الكندوش» الذي يعني خزان المؤن من حبوب وغيرها في البيئة الشعبية الشامية، ويأتي على شكل وعاء، طوله متران ونصف المتر، وطول أضلاعه متر، وله فتحة من الخشب في سقف الوعاء تأخذ من خلالها صاحبة البيت رطل الطحين أو أي نوع من الحبوب، لتصنع منه طعاماً لعائلتها. وتدور أغلب أحداث المسلسل بين عامي 1938 و1940، أي فترة الاحتلال الفرنسي.
بروكار 2
الجزء الثاني من تأليف سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب وبطولة العمل من بطولة سلمى المصري وعبد الهادي الصباغ وزهير رمضان ورنا الأبيض وسعد مينه ويزن خليل وقاسم ملحو ونادين خوري وعلاء قاسمو زينة بارافي وينال منصور وصفوح ميماس وجمال قبش وفاديا خطاب وأيمن بهنسي ووائل زيدان وأحمد رافع ولينا حوارنة وحنين خالد وفيلدا سمور وفاتح سلمان وأماني الحكيم وماهر الراعي وروبين عيسى وباسل خليل ورشا إبراهيم وسالي أحمد ومعن عبد الحق وعدنان أبو الشامات.
وسيحمل هذا الجزء أحداثاً مكملة لقصة الجزء الأول، الذي استند في حبكته الرئيسية إلى حدث كبير حصل في الحلقة السادسة منه في مشغل خياطة البروكار والأغباني الذي تعمل به فتيات الحارة، حيث أقدم ثلاثة جنود فرنسيين لاغتصاب بضع بنات في المشغل كن يهممن بإغلاق المشغل بعد نهاية الدوام، وكان دافع الفرنسيين لهذا الفعل الانتقام من ممارسات شخص مجهول لديهم وهو (الهمشري) الذي قتل عدداً من الجنود الفرنسيين وأذاهم، وراح ضحية هذه الحادثة اثنان من الجنود وأصيب ثالث إصابة خطرة، ليروي بعد شفائه مجريات ما حدث لرفاقه، حيث لم يعلق بذهنه إلا وحمة شاهدها على ساعد إحدى الفتيات، ومن ثم بدأت تتفاعل الأحداث، ومع نهاية الجزء الأول يستعد الجزء الثاني ليبين كيف سيكون شكل الصراع بين المحتل الفرنسي وشباب الحارة الذين يناضلون من أجل حريتهم.
وتدور أحداث بروكار خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسورية عام 1942، حيث يحاول أحد المهندسين الفرنسيين سرقة فكرة صناعة أقمشة البروكار.
باب الحارة 12
يعود مسلسل «باب الحارة» بالجزء الثاني عشر، وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب وبطولة سلمى المصري وزهير رمضان ونجاح سفكوني ورنا الأبيض وقاسم ملحو ومصطفى المصطفى وفاتح سلمان ونظلي الرواس وناصر المرقبي ورضوان عقيلي وتيسير إدريس وعلي كريم وجلال شموط وعبير شمس الدين وباسل حيدر وغسان عزب ووسيم الرحبي ورائد مشرف وأمانة والي وزامل الزامل وسوسن ميخائيل ورنا جمول ويحيى بيازي.
وتتصاعد الأحداث في التشويق والإثارة، في زمن الاحتلال الفرنسي عام 1945، وهو عمل مبني على الحب والكراهية والعنف وحب التملك، ويعالج قصصاً وحكايات شعبية في الحواري الدمشقية بما فيها من علاقات اجتماعية وصراعات وحكايات بطولة شائقة، كما يسلط الضوء على الاحتلال الفرنسي الذي بات وشيك الخروج من هذا البلد بعدما نهب خيراته وقتل شبابه وفكك تلاحم أناسه.