Site icon صحيفة الوطن

بولندا: لا تأثير للعقوبات المفروضة على روسيا.. وألمانيا: لن نستخدم قواتنا في أوكرانيا … موسكو: لندن تسعى لتصعيد الوضع وأسلحتها في أوكرانيا ستكون هدفاً لقواتنا

حملت موسكو لندن المسؤولية عن السعي إلى تصعيد النزاع في أوكرانيا، متوعدة بأن الأسلحة الحديثة عالية الدقة التي تنوي بريطانيا تصديرها إلى حكومة كييف ستصبح هدفاً للجيش الروسي، ومعتبرة من جانب آخر أن أوروبا لن تعود إلى حوار مع روسيا قبل أن تصحو من سكرتها.
يأتي ذلك في حين أعلنت بولندا أن العقوبات المفروضة على روسيا لم يكن لها التأثير المطلوب، بينما أكدت ألمانيا أنها لن تستخدم قواتها في الأراضي الأوكرانية في أي حال من الأحوال، وبدوره أكد بابا الفاتيكان فرنسيس أنه ينظر في إمكانية زيارة العاصمة الأوكرانية كييف.
وحسب موقع «روسيا اليوم» اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الوقت لم يحن بعد للدول الأوروبية كي تتوقف عن موقفها المعادي لروسيا وتعود إلى الحوار معها، قائلاً: عندما يصحو الأوروبيون قليلا من سكرتهم بمشروب البوربون الأميركي، وعندما يعون بمصير قارتنا هي مسؤوليتنا المشتركة، فعندها سيحين الوقت لإعادة النظر في علاقاتنا والدخول إلى حالة من الحوار، مشيراً إلى أنه لن يحدث على المدى القريب.
وفي وقت سابق من أمس، أعلن المفوض الأوروبي المكلف الشؤون المالية والاقتصادية، باولو جينتيلوني، أن الاتحاد الأوروبي يعمل على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مؤكداً أنها لن تمس قطاع الطاقة، وأن العمل جار على الحد من القدرة على تجاوز هذه العقوبات.
من جانب آخر قال سفير موسكو لدى بريطانيا، أندريه كيلين، أمس السبت إن رؤية المملكة المتحدة لما يجري حالياً في أوكرانيا تتطابق مع الرؤية من المخبأ المحصن لـلرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، ولا تتوافق مع ما يجري على الأرض فعلاً.
وحسب وكالة «تاس» أضاف كيلين: بناء على هذه التصورات تأتي قرارات وبيانات تتناقض مع الواقع، مفادها أنه يجب تصدير المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا بغية إحداث تحول جذري، ولا داعي للتفاوض حالياً.
وشدد كيلين على أن السلطات البريطانية في هذه المسألة تشبه النعامة عندما تضع رأسها في الرمال، مضيفاً إن هذه القرارات الخاطئة خطيرة للغاية لأنها تستهدف مواصلة النزاع ورفض العمل لمصلحة التسوية، وذلك يدل على رغبتهم في إلحاق أكبر ضرر ممكن ببلدنا.
وقال كيلين إن كييف سلمت زمام المبادرة في مفاوضاتها مع موسكو إلى شركائها الغربيين، محملاً الغرب، وبالدرجة الأولى الدول الأنجلوساكسونية، المسؤولية عن الضغط على المفاوضين الأوكرانيين وتحريضهم على طرح مطالب غير مقبولة وغير مبررة ومنفصلة عما يجري على الأرض.
وأضاف إن القرارات والأفكار التي تطرحها القيادة البريطانية تستهدف خصوصاً زيادة التوترات ومواصلة التصعيد.
وتطرق كيلين إلى موضوع صادرات الأسلحة البريطانية إلى حكومة كييف، قائلاً: إن أي صادرات أسلحة تحمل طابعاً مزعزعاً للاستقرار، ولاسيما تلك التي تحدث عنها وزير الدفاع البريطاني بن والاس، لأنها تجعل الوضع أكثر حدة ودموية. الحديث يدور على الأرجح عن أسلحة حديثة عالية الدقة إلى حد كبير، وبطبيعة الحال ستشكل هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة لقواتنا المسلحة في حال عبورها حدود أوكرانيا.
ويأتي هذا الكلام بعد إعلان وزير الدفاع البريطاني نية بريطانيا إمداد حكومة كييف بمنظومات صاروخية مضادة للسفن تستطيع ضرب هدف على مسافة تصل 120 كلم.
على خط مواز صرح المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية، إيبرهارد تسورن، أن ألمانيا لن تستخدم قواتها في الأراضي الأوكرانية في أي حال من الأحوال.
وقال تسورن في حديثه لصحيفة «Welt»: لا يزال ما قاله المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأمريكي، جو بايدن، ساري المفعول: في أي حال من الأحوال لن ننشر قواتنا في الأراضي الأوكرانية.
ومع ذلك عبّر عن اعتقاده بأنه إذا لم تؤد المفاوضات الروسية الأوكرانية الأخيرة في إسطنبول إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فمن الممكن توقع اشتداد «حرب العصابات» في القريب العاجل، وأضاف: أعتقد أننا سنشهد بعد ذلك تشديداً في حرب العصابات، وكييف تستعد حالياً لتكتيكات لشن مثل هذه الحرب».
كما أفاد تسورن بأن الناتو سيشكل بحلول مايو القادم مجموعات قتالية في جميع البلدان من بحر البلطيق إلى البحر الأسود لتعزيز الجناح الشرقي للحلف.
وأوضح: في الوقت الحالي لا نرى أي مؤشرات تشير إلى الاستعداد لهجوم من قبل القوات الروسية على دول الناتو. في هذا الصدد لدينا حقاً الوقت لتوسيع قدرات الناتو وتعزيز الجناح الشرقي. بحلول نهاية مايو القادم سنشكل المجموعات القتالية الضرورية في جميع البلدان، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.
وأشار إلى أن الجيش الألماني لا يزال بحاجة إلى إعادة التسليح، قائلاً: إن أولويتنا حالياً هي التحديث، وعبّر عن اعتقاده بأن ألمانيا ستكون قادرة بحلول عام 2025 على تزويد الناتو بقسم حديث بالكامل – مدرب ومجهز وجاهز للقتال – يضم حوالي 15 ألف فرد.
وينص البيان الذي تم اتخاذه في أعقاب قمة الناتو الطارئة التي جرت في نهاية آذار الماضي على أن الحلف سيشكل 4 مجموعات قتالية إضافية متعددة الجنسيات في أوروبا، وذلك رداً على العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، أن العقوبات المفروضة على روسيا لم يكن لها التأثير المطلوب، الأمر الذي يدل عليه تعزيز مواقع الروبل الروسي.
وحسب وكالة «تاس» قال مورافيتسكي، أمس السبت: إن العقوبات التي فرضناها حتى الآن على روسيا، لا تعمل، مضيفاً: الدليل هو أن سعر صرف الروبل عاد إلى المستوى الذي كان عليه قبل العدوان الروسي على أوكرانيا. يعني ذلك أن خطواتنا لم تأت بالنتائج المرغوب فيها من الزعماء الأوروبيين.
إلى ذلك أكد بابا الفاتيكان فرنسيس أنه ينظر في إمكانية زيارة العاصمة الأوكرانية كييف، على خلفية العملية العسكرية الروسية المتواصلة في أراضي هذا البلد.
وأكد مراسل قناة NBC الأمريكية، كلاوديو لافانغا، على حسابه في «تويتر»، أنه سأل الحبر الأعظم، على متن طائرته المتوجهة إلى مالطا أمس السبت، عما إذا كان ينظر في إمكانية زيارة كييف، مضيفاً: إن البابا رد على هذا السؤال بالقول: نعم، هذا الأمر مطروح على الطاولة.
وجاء هذا الكلام بعد عقد البابا فرنسيس صباح أمس اجتماعاً مع مجموعة من اللاجئين الأوكرانيين في روما.
ويأتي ذلك على خلفية ورود أنباء عن تلقي البابا فرنسيس في الأسابيع الأخيرة دعوات لزيارة كييف، خصوصاً من قبل عمدة العاصمة الأوكرانية، فيتالي كليتشكو.
ودان الحبر الأعظم أكثر من مرة الأعمال القتالية في أوكرانيا، داعياً إلى وقف إطلاق النار وتسوية النزاع دبلوماسياً، كما قدم مساعدات إلى اللاجئين الأوكرانيين.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي المتعلق بنتائج العملية العسكرية في أوكرانيا، أنه تم استهداف مطارات عسكرية أوكرانية بمدينتي بولتافا ودنيبروبيتروفسك بصواريخ عالية الدقة، مشيرة أنه تم تدمير مستودعات الوقود في مصفاة كريمنتشوك تقوم بإمداد القوات الأوكرانية في المناطق الوسطى والشرقية باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى.
كما أكدت الدفاع الروسية إسقاط مروحيتين من طراز Mi-24 مساء أول من أمس الجمعة، وتدمير 24 طائرة بدون طيار (مسيرة) و67 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك 54 منشأة تركزت فيها المعدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى381 طائرة مسيّرة أوكرانية و1882 دبابة، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة.
وفيما تتقدم قوات دونيتسك في محور نوفوباخموتوفكا وتخوض معارك ضد القوات الأوكرانية.
أفاد مكتب مفوض حقوق الإنسان في جمهورية دونيتسك الشعبية بمقتل حوالي ألف شخص من جراء قصف القوات الأوكرانية والمسلحين القوميين لأراضي الجمهورية منذ بداية العام 2022.
وجاء في البيان: «لقد فقدنا 972 من مواطنينا منذ بداية هذا العام، من بينهم 780 ممثلا للسلطات الأمنية و192 مدنياً، وخلال الأسبوع الماضي فقط قُتل 82 مدنياً، وللأسف هذه الأعداد تتزايد كل يوم.
وحسب البيان، هناك عدد أكبر من الجرحى لافتاً إلى أنه إجمالاً أصيب 4452 شخصاً بين المدنيين وممثلي السلطات الأمنية.
ومنذ 17 شباط الماضي تصاعد الوضع على خط التماس في منطقة دونباس، في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وسجل أعنف قصف لهذه المنطقة من أوكرانيا في الأشهر الأخيرة. وبناء عليه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 شباط، استجابة لطلب المساعدة من قادة الجمهوريتين، عن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لتحرير دونباس ونزع السلاح في أوكرانيا.

Exit mobile version