Site icon صحيفة الوطن

العراق طالب بلدان الإرهابيين باستعادتهم … الأمم المتحدة تدعو إلى حسم شامل لموضوع «مخيم الهول»

دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، أمس، إلى حسم شامل لملف «مخيم الهول» بريف الحسكة الشرق والذي يضم عوائل إرهابيي تنظيم داعش، مؤكدة أن الوضع في المخيم الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية غير مستقر ويشكل «تهديداً خطراً كبيراً».
جاء ذلك في كلمة لرئيسة البعثة جينين بلاسخارت خلال مؤتمر نظمته الحكومة العراقية بالعاصمة بغداد، لبحث ملف المخيم وفق ما ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء.
وتتولى «يونامي»، تقديم المساعدة للحكومة العراقية في مجالات مختلفة، أبرزها الدعم في محاربة التنظيمات الإرهابية، وإنهاء ملف النازحين والمهجرين، وغيرها.
وقالت بلاسخارت «يجب أن يكون هناك تصرف شامل وحاسم في ملف مخيم الهول، فهناك 30 ألف عراقي ممن لديهم ارتباط بداعش وبعض ضحاياهم في مخيم الهول وأوضاعهم سيئة».
وأضافت: إن «ثلاثة من خمسة هم أقل من سبعة عشر عاماً في مخيم الهول، والكثير منهم محرومون من أبسط الحقوق ومنها التعليم». وأردفت: «الوضع الحالي في المخيم غير مستقر وإبقاء الناس في هذا الوضع يشكل تهديداً خطراً كبيراً».
وذكرت بلاسخارت، أن «الأمم المتحدة مستعدة لتوفير الدعم الإنساني للعراق بهدف استقبال المزيد من العراقيين من مخيم الهول».
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن ما يزيد على 70 ألف شخص يعيشون في المخيم، الذي يتسع لـ10 آلاف شخص فقط، 90 بالمئة منهم أطفال ونساء.
ويضم المخيم، عدة آلاف من الإرهابيين من عشرات الدول، فضلاً عن العديد من الإرهابيين من العراق وسورية.
وخلال المؤتمر طالب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في كلمة له وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية «واع» بتفكيك المخيم ونقل الإرهابيين الموجودين بداخله إلى بلدانهم لمحاكمتهم، وقال: إن «وجود مخيم الهول شرق سورية يمثل تهديداً حقيقياً»، لافتاً إلى أن ميليشيات «قسد» تحتجز «أكثر من 12 ألف إرهابي وهناك محاولات لداعش لكسر هذه السجون».
وكشف مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة الأنبار غرب العراق الإثنين الماضي، عن مخطط لمجموعات مسلحة مدعومة من جهات خارجية لزعزعة الوضع في «مخيم الهول» تمهيداً لاقتحامه بهدف إطلاق سراح عدد من قادة وعناصر تنظيم داعش الإرهابي الموجودين بداخله.
وقال المصدر: إن «مصادر أمنية كشفت عن وجود مجاميع مسلحة مسنودة من جهات خارجية تعمل على زعزعة الأوضاع في مخيم الهول في سورية تمهيداً لاقتحامه لإطلاق سراح عدد من قادة وعناصر تنظيم داعش الإجرامي الموجودين داخل المخيم قبيل نقلهم إلى مخيم الجدعة وإحالتهم إلى القضاء من قبل القوات الأمنية».
ووصف المصدر المخيم الذي تديره ميليشيات «قسد» الانفصالية الموالية للاحتلال الأميركي، بأنه «بمثابة قنبلة موقوتة لاحتوائه على قيادات وعناصر بارزة في التنظيم الإجرامي فضلاً عن أنه يضم نساء مطلوبات للقضاء بتهمة مهاجمة القوات الأمنية ومساندة مسلحي داعش خلال سيطرتهم على مساحات واسعة من مدن الأنبار غرب العراق»، مبيناً أن «مجاميع مسلحة وبدعم من جهات خارجية تسعى لإطلاق سراح المطلوبين والمطلوبات داخل مخيم الهول ونقلهم إلى خارج سورية قبيل تسليمهم إلى القوات الأمنية، مشيراً إلى أن المخيم شهد اقتتالاً بين النزلاء أسفر عن إصابة عدد منهم.
الأعرجي قال في كلمته أمام المؤتمر: إن «قيادة العمليات المشتركة وجهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات شكلوا فريقاً للتدقيق الأمني بجميع النازحين من مخيم الهول، وسيستمر التدقيق للدفعات الأخرى»، داعياً «المجتمع الدولي لتفكيك هذا المخيم، ونقل جميع الإرهابيين الموجودين في مخيم الهول وإرسالهم إلى بلدانهم لمحاكمتهم»، مؤكداً أن العراق يعتبر مخيم الهول «تهديداً للأمن القومي العراقي».
وأضاف الأعرجي: إن «أغلب قيادات تنظيم داعش الإرهابي في السجون»، وأن قيادة العمليات المشتركة وجهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات شكلوا فريقاً للتدقيق الأمني بجميع النازحين من مخيم الهول.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أكد خلال لقائه سفير استراليا لشؤون مكافحة الإرهاب يوم الخميس الماضي أن التكاتف الاجتماعي والجهوزية المتواصلة للقوات الأمنية أسهما بإفشال المحاولات المستمرة لعصابات داعش، فيما شدد على ضرورة محاربة الإرهاب من جذوره.
وقال المكتب الإعلامي للكاظمي في بيان نقلته وكالة «واع»: إن رئيس الوزراء أكد أن «التكاتف الاجتماعي والجهوزية المتواصلة لقواتنا الأمنية البطلة ساهما في إفشال المحاولات المستمرة لعصابات داعش الإرهابية لاستهداف العراقيين»، مشدداً «على ضرورة محاربة الإرهاب من جذوره ورصد منطلقات وجوده، من خلال تحديد الأسباب الفكرية والاقتصادية لظاهرة الجماعات المسلحة التكفيرية، ومجابهتها عبر آليات الحكم الرشيد والتنمية الاجتماعية».
في الأثناء، زعمت رئيسة ما يسمى «مكتب حماية الطفل» في مدينة الرقة أميرة الحسن والتابع لميليشيات «قسد»، أمس، أن المكتب يستعد للبدء بإعادة تأهيل أطفال خرجوا من «مخيم الهول» وذلك وفق ما ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية للأنباء.
وأضافت إن «المكتب وبالتعاون مع جمعيات ومنظمات محلية سيعمل على تنفيذ خطة لإعادة تأهيل الأطفال الذين خرجوا من مخيم الهول».
وذكرت أنه من المفترض أن يبدأ برنامج عمل المكتب لإعادة تأهيل أطفال «مخيم الهول» خلال الفترة القريبة القادمة، لكن من دون أن تحددها.

Exit mobile version