القنيطرة – الوطن :
تعرضت ثروة النحل في محافظة القنيطرة منذ موسم 2013 إلى تناقص كبير وذلك بحسب المعنيين إلى درجات الحرارة المنخفضة خلال شتاء العام المذكور وبعده (صقيع شتوي) ما أدى إلى هلاك الكثير من طوائف النحل بالمحافظة، إضافة إلى العامل الأهم وهو الظروف الراهنة وتهجير معظم السكان بفعل العصابات المسلحة، حيث أكد أحد مربي النحل أنه كان يملك عشرين خلية واليوم اثنتين فقط، ولذلك تسعى زراعة القنيطرة إلى العمل الحثيث والجاد لتطوير تربية النحل من خلال عدة إجراءات كما ذكر المهندس شامان الجمعة مدير زراعة القنيطرة منها تأمين مستلزمات تربية النحل من خلال إعادة تشغيل المناشر في مديريات الزراعة وإنتاج خلايا نحل بجودة عالية وسعر عادل (علماً أن المنشرة تعتبر منشأة رابحة في مديريات الزراعة)، وإعطاء عناية وتحسين للنحلة السورية وإكثارها، وبيع طرود وملكات نحل سوري أصيل للمربين، لكونها متأقلمة مع المناخ والآفات المحلية إسوةً بالنحل الإيطالي والكرنيولي، واستيراد أدوية النحل المرخصة عالمياً والمعروف كفاءتها وتجربتها في مناحل مراكز تربية النحل لاعتمادها، إضافة إلى استيراد أجهزة لتلقيح الملكات وتأمين الفنيين المختصين المدربين بهدف بيع المربين ملكات ملقحة مضمونة السلالة، واستيراد أجهزة بسترة للعسل تعمل بالأشعة تقوم ببسترة العسل من دون التأثير في خواصه الغذائية والعلاجية، لمصلحة وزارة الزراعة وتؤجر لمربي النحل.
وأشار الجمعة إلى أهمية التعاون بين دوائر النحل ودوائر الحراج لزراعة الأشجار الرحيقية في الغابات الصناعية (مثل: الكينا الحمراء) لتأمين المراعي للنحل، والعناية بالتأهيل والتدريب والتركيز على الجانب العملي والاستعانة بالخبراء ولو من خارج ملاك وزارة الزراعة، وإبراز جمعية النحالين والعناية بها ودعمها مادياً وفنياً لضعف الوضع المادي لمعظم النحالين.
ولفت مدير زراعة القنيطرة إلى أن خلايا النحل تتعرض في فصل الشتاء للعوامل الجوية المختلفة حيث يتوقف نشاط النحل عندما تنخفض درجة الحرارة عن 14مº ويعود إلى النشاط عندما تبلغ درجة الحرارة بين (17-25) مº، وفي هذا الفصل نجد أن النحل لا يخرج من خليته ويتجمع في الطبقة العلوية من الخلية مكوناً كتلة واحدة (العنقود الشتوي)، وبهذه الطريقة يستطيع رفع درجة حرارة الطائفة من (25-30) مº وذلك في الخلايا القوية، ولذلك عممت المديرية على الوحدات الإرشادية واتحاد الفلاحين بالمحافظة لاتخاذ الاحتياطات الواجب اتباعها لتشتية طوائف النحل ومنها التأكد من وجود ملكة جيدة ونشيطة تضع كمية كبيرة من البيض وخاصة في فصل الخريف حتى تعطي أكبر عدد ممكن من العاملات الفتية والتي تعيش طوال فترة الشتاء وتساهم بنشاط الطائفة في أوائل الربيع وضم الخلايا الضعيفة إلى الخلايا المتوسطة أو القوية كذلك تضم الخلايا التي فقدت ملكاتها في أوائل فترة التشتية إلى خلايا تتوافر فيها الملكات حتى لا تنشأ الملكات الكاذبة.