Site icon صحيفة الوطن

سوريون جديرون بالمديح

علمتني الحياة أن أنظر بشك لمن يبالغ في المديح وقد عبرت عن هذه القناعة قبل عقود إذ قلت: «المبالغة حصان الكذاب، وأخطر الأكاذيب تلك التي تسير على ساقين». لكن الحياة علمتني أيضاً أنه ثمة أشخاص يستحقون ما هو أكثر من المديح، لذا عودت نفسي أن أبحث عما وراء المديح.

قبل بضعة أسابيع نشرت إحدى صفحات الفيسبوك لسان حال عن عالم سوري جاء فيه: «الرجل السبعيني في الصورة… هو أشهر عالم روبوتكس في العالم ويعتبر الأب الروحي لهذا العلم وتحديداً تخصص الملاحة الذاتية… عندما ترى فيديو لسيارة تسلا وهي تسير على الدائري بدون سائق… تذكر أنه هو من اخترع الخوارزميات التي تعتمد عليها… وعندما ترى طيارة بدون طيار تذهب لهدفها على بعد مئات الكيلومترات… تذكر أيضاً أنها ما كانت لتعمل بدونه… لا يوجد متخصص روبوتكس في العالم إلا واطلع على مؤلفاته وأوراقه البحثية… آلاف رسائل الدكتوراه علي مر الـ30 سنة كانت تدرس خوارزمياته وتحاول أن تضيف إليها… وأشهرها خوارزمية APF. «إنه الدكتور الأستاذ في جامعة ستانفورد فى كاليفورنيا… العالم السوري أسامة الخطيب».

كان اسم الصفحة ناشرة الخبر هو «لازم تعرف»، وأنا أتوجس من أفعال الأمر، خاصة في مجال المعرفة، لأن الحياة علمتني أن المعرفة كالحب لا يمكن أن تكون إلزامية! غير أني لم أحتج لكثير من البحث كي أكتشف أن الدكتور أسامة الخطيب هو شخصية حقيقية وأن إنجازاته العلمية في مجال الآلات الذكية (روبوتكس) لا يرقى إليها الشك.
درس الخطيب الهندسة الكهربائية في فرنسا وحصل على الدكتوراه عام 1980، ثم انضم إلى قسم علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد. خلاصة ما قرأته عن ابن حلب الدكتور المهندس أسامة الخطيب هو أن بحوثه تتركز في مجال تطوير قدرة الروبوتات على المناورة في بيئة الإنسان، من خلال تخطيط الحركة والتحكم، وقد أدت هذه البحوث لولادة الروبوت التجاري صديق للإنسان. في عام 2015 قام البروفيسور أسامة بتطوير روبوت غواص يتسم بـ«درجة عالية من الاستقلالية» يجمع بين مهارات وقدرات الإنسان والروبوت بطريقة فريدة من نوعها، بحيث يستطيع العلماء والباحثون أن يحاكوا بواسطته ملمس الأجسام التي يحملها وهو في أعماق المحيط.

وجهت تحية للدكتور أسامة على صفحتي وفي داخلي يعتمل شعور عميق بالخجل لجهلي بهذه الشخصية العلمية السورية البارزة، وبعد قليل تلقيت رسالة من ابن يبرود المهندس مازن حيدر، يعرب فيها عن سروره لإشادتي بالبروفسور أسامة، وقد صدمت مرة أخرى لأنني لم يسبق أن سمعت أيضاً بالمهندس مازن، ولا بمنصة «شمسنا العربية» التي يديرها من دبي، وهي منصة متخصصة بتعريب كورسات في مختلف الاختصاصات لنخبة المدرسين من أفضل الجامعات العالمية وتقديمها مجاناً للطلبة العرب. وقد أطلق المهندس مازن حيدر منصة «شمسنا العربية» المجانية في عام 2012 «بهدف تقديم بديل للطلبة الجامعيين العرب الذين تعاني بلادهم من ذلك «الربيع العربي»، وبالأخص بلدي سورية. «ومع أن عدد متابعي المنصة يبلغ الآن حوالي 70 ألف طالب، إلا أن «قلة منهم من سورية وللأسف».

وقد اطلعت على نموذجين من تلك المحاضرات، هما مساق العدالة مع البروفيسور مايكل ساندل من جامعة هارفرد ومقدمة في علم الروبوت للبروفسور أسامة الخطيب من جامعة ستانفورد، فوجدت أنها محاضرات رصينة مترجمة بلغة صافية، لذا أنصح طلبة الجامعات والدراسات العليا بمتابعة محاضرات هذه المنصة.

https://www.youtube.com/user/shamsunalarabia

نعم لم يعد من الضروري أن ترتحل إلى الصين أو أمريكا في طلب العلم، يكفي أن تنقر على رابط في حاسبك كي تأتيك «شمسنا العربية» بخيرة أساتذة العالم إلى حيث أنت.

Exit mobile version