Site icon صحيفة الوطن

دريم تيم لوتشو

خالد عرنوس :

قبل سنوات قليلة قاد المدرب غوارديولا فريق برشلونة أربعة مواسم استطاع خلالها حصد 14 لقباً كاملاً والأهم أن الفريق الكاتالوني قدم كرة قدم خاصة به وتميزت بمتعة العروض وجمالية الأداء والأهداف وانفردت الطريقة التي باتت تعرف بـ«التيكي تاكا» بأنها قدمت الإبهار المرفق بالنتائج فاستحق البرشا لقب «دريم تيم تو» على غرار دريم تيم الذي قدمه النادي الكاتالوني أيام طيب الذكر يوهان كرويف مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
من شاهد تلك النسخة من البلوغرانا امتدحها وتنبأ معظم الخبراء والمراقبين بعدم تكرارها في وقت قريب، إلا أن الذي يقدمه الفريق حالياً تحت إمرة المدرب الثائر لويس إنريكه قلب المعطيات تماماً، فقد أعاد جمهور كرة القدم إلى ذكريات دريم تيم وذلك بما تبقى من لاعبي ذلك الجيل مع بعض الإضافات التي جاءت كالبهارات لذيذة النكهة فأضافت مذاقاً خيالياً للطبق الذي يقدمه البرشا.
قبل انطلاق الموسم الحالي سالت على صفحات الجرائد وفي وسائل الإعلام الكثير من الآراء التي حذرت من تراجع مستوى البرشا وبعضها اعتبر أن مجرد حرمان الفريق من التعاقدات وعدم إشراك الجدد قبل مطلع 2016 يعني أن لويس إنريكه سيواجه صعوبات جمة ولاسيما في خضم كثرة الاستحقاقات وكثافتها في بعض المراحل ما يعني جهداً إضافياً وإرهاقاً، ما يعرض اللاعبين للإصابات، وبالفعل حدث مثل هذا الأمر لكن المدرب الذي قضى 9 مواسم لاعباً في برشلونة فتشرب روح البلوغرانا تغلب على كل الصعاب وبعد ارتباك طفيف وخاصة بعد إصابة نجمه ميسي عاد إلى القمة أداء ونتائج ومع عودة الأخير اكتمل عقد اللآلئ فأنتج فريقاً أكثر لمعاناً وأشد بريقاً.
ما قدمه البرشا هذا الموسم يستحق الوقوف عنده للدارسة والتحليل، وما على المشاهد إلا متابعة مبارياته (بالصورة السريعة) ليرى بأم عينه أن دريم تيم يقدم كرة لم نرها من قبل، وعلى قول النجم العربي طارق دياب: الكرة التي يقدمها البرشا هي كرة عام 2050 أو 2100, وإذا كان فريق كرويف هو دريم تيم الأصلي وفريق غوارديولا دريم تيم تو فإن تشكيلة لويس إنريكه هي بالتأكيد دريم تيم ثري أو «تري» بالإسبانية، ونقول هذا الكلام ونحن نستمتع مع كل نشرة أخبار رياضية بأهداف ولمحات البلوغرانا المذهلة.

Exit mobile version