Site icon صحيفة الوطن

اليوم.. نهائي ألماني – اسكتلندي في اليوروباليغ … غلاسنر وفان برونكهورست سنة أولى وباكورة إنجازات .. لقب ثان لأينتراخت أم أول لغلاسكو رينجرز؟

سيكون ملعب سانشيز بيزخوان في مدينة إشبيلية الإسبانية بداية من الساعة العاشرة بتوقيت دمشق مسرحاً لنهائي مسابقة الدوري الأوروبي لموسم 2021/2022 ويجمع للمرة الأولى فريقاً ألمانياً بآخر اسكتلندي عندما يلتقي أينتراخت فرانكفورت مع غلاسكو رينجرز، ويبحث الأول عن لقبه الثاني في المسابقة بعدما توج بطلاً لنسخة 1979/1980 بمسماها القديم (كأس الاتحاد الأوروبي) على حين يطمح الثاني إلى لقب أول فيها وثان على مستوى المسابقات الأوروبية بعد خمسة عقود على تتويجه بطلاً لكأس الكؤوس الأوروبية (الملغاة)؟، ولا ننسى أن الفائز سيمنح فرصة المشاركة بدوري أبطال أوروبا للموسم القادم بدور المجموعات مباشرة على أن يقابل بطل دوري الأبطال هذا الموسم على كأس السوبر الأوروبية في افتتاح الموسم القادم، ويدير اللقاء طاقم حكام سلوفيني بقيادة سلافكو فينسيتش الذي سبق له قيادة 59 مباراة في مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي والبالغ من العمر 42 عاماً والدولي منذ 2010.

ملعب المباراة

وكان مقرراً أن تقام هذه المباراة على ملعب فرانز بوشكاش في العاصمة المجرية إلا أن التأجيلات التي حدثت قبل عامين وضعت الاتحاد الأوروبي في مأزق فرحّل نهائي 2021 المقرر في الأندلس إلى هذا الموسم على أن تستضيف بودابست نهائي 2023 ولم يسبق لملعب سانشيز بيزخوان الخاص بأكبر أندية الأندلس (إشبيلية) أن استضاف نهائي هذه المسابقة علماً أنه كان مسرحاً لنهائي كأس الأندية البطلة (دوري الأبطال) عام 1986 والذي شهد تتويج ستيوا بوخارست على حساب برشلونة بركلات الترجيح، وأنشئ الملعب الذي شهد واحدة من أشهر مباريات المونديال (فرنسا × ألمانيا في نصف نهائي 1982) عام 1955 وشهد عدة عمليات توسعة وتجديد آخرها عام 2017 وأصبح يتسع لـ43 ألف متفرج.

بالمختصر المفيد

مسابقة اليوروباليغ هي نسخة معدلة من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي التي انطلقت عام 1971 تعويضاً عن مسابقة كأس المعارض الأوروبية التي كانت تضم أندية من المدن التي تشهد معارض تجارية كبيرة، وحدد اليويفا الأندية التي تشارك فيها تلك التي تحتل المركز الثاني أو الثالث في دوريات بلادها وعددها حسب التصنيف القاري لنتائج أنديتها في بطولتي الأبطال والكؤوس أيامها، ومع التعديلات التي شهدتها مسابقة دوري الأبطال في التسعينيات اختلفت أعداد الفرق المشاركة وكذلك تسمية البطولة، وتبدل نظامها غير مرة حتى استقر في موسم 2011/2012 على الشكل الحالي الذي يشبه نظام دوري الأبطال، وعقب إلغاء كأس الكؤوس عام 1999 أصبح بطل هذه المسابقة يخوض كأس السوبر بمواجهة بطل الشامبيونز، وفي الموسم قبل الماضي أصبح بطل اليوروباليغ يشارك بدوري الأبطال مباشرة بغض النظر عن ترتيبه في دوري بلاده.

إسبانيا الأندلسية

خمسون نسخة أقيمت قبل نسخة العام الموسم الحالي وشهدت تفوقاً إسبانيا كما في دوري الأبطال لكن هذه المرة باتجاه إقليم الأندلس حيث يتصدر كبيره إشبيلية لائحة المتوجين بلقبها بواقع ستة ألقاب كلها خلال 16 سنة أخيرة أي منذ تتويجه على حساب ميدلسبره الإنكليزي 2006 وتوج بعدها 2007 و2014 و2015 و2016 و2020، وبالمجمل توجت إسبانيا بـ13 لقباً والبقية للأتلتي (3 مرات) وريال مدريد (مرتان) وواحدة لكل من فالنسيا وفياريال صاحب لقب الموسم الماضي.

وإلى جانب أتلتيكو مدريد توجت ثلاثة أندية أخرى باللقب 3 مرات وهي: إنتر ميلانو ويوفنتوس الإيطاليان وليفربول الإنكليزي، وبالعودة إلى الدول فقد توجت إيطاليا وإنكلترا بتسعة ألقاب تليهما ألمانيا بستة ألقاب ثم هولندا بأربعة، ولقبان لكل من البرتغال والسويد وروسيا ولقب يتيم لبلجيكا وأوكرانيا وتركيا، على حين لم تتوج أندية فرنسا علماً أنها خاضت النهائي 5 مرات، ويعد مرسيليا (الفرنسي) وبنفيكا (البرتغالي) أكثر من خسر النهائي بواقع 3 مرات.

النهائي الأول

لم يسبق للفريقين أن تقابلا في المسابقة لكنهما اجتمعا منذ أكثر من ستة عقود في نصف نهائي كأس أوروبا أبطال الدوري عام 1960 وفاز أينتراخت ذهاباً بنتيجتين كبيرتين 6/1 و6/3 ليتأهل يومها إلى النهائي التاريخي الذي خسره أمام ريال مدريد في غلاسكو بالذات 3/7، وهو النهائي الأول بين البلدين على مستوى المسابقة إلا أنه لم يكن الأول بين أندية البلدين في المسابقات الأوروبية عموماً، ففي كأس الكؤوس الأوروبية تقابل بايرن ميونيخ مع السلتيك (القطب الثاني في غلاسكو) في نهائي نسخة 1966 وفاز البايرن يومها بهدف بعد التمديد.

وتواجه فريقا إبردين الاسكتلندي مع هامبورغ الألماني على كأس السوبر عام 1983، الأول باعتباره بطل الكؤوس على حساب ريال مدريد والثاني بطلاً للأبطال على حساب يوفنتوس، وتعادل الفريقان في هامبورغ ذهاباً دون أهداف وتوج إبردين باللقب بفوزه إياباً بهدفين.

ويعد النهائي الأوروبي الثالث الذي يخوضه فرانكفورت بعد نهائي 1960 ونهائي كأس الاتحاد عام 1980 وكان يقام من مباراتين وتوج بلقبه القاري اليتيم يومها على حساب مواطنه مونشن غلادباخ بفضل ميزة التسجيل خارج الأرض بعدما خسر ذهاباً 2/3 وفاز إياباً بهدف، أما غلاسكو فقد توج بطلاً لكأس الكؤوس الأوروبية عام 1972 بفوزه على دينامو موسكو الروسي 3/2 قبل أن يخسر السوبر أمام أياكس الهولندي 1/3 و2/3 في النسخة التي لا يعتمدها الاتحاد الأوروبي، وفي 2008 بلغ نهائي اليوروباليغ وخسره أمام زينيت الروسي، وسبق له كذلك خسارة نهائي كأس الكؤوس عام 1961 أمام فيورنتينا الإيطالي 1/2.

مشوار الفريقين

بدأ فرانكفورت مشواره في البطولة من دور المجموعات بعدما حل خامساً في البوندسليغا وتصدر المجموعة الرابعة برصيد 12 نقطة جمعها من خلال فوزه على أولمبياكوس اليوناني 3/1 و2/1، وتعادله مع فنربخشة التركي مرتين بنتيجة 1/1 وفوزه على أنتويرب البلجيكي 1/صفر قبل التعادل معه 2/2، وفي دور الـ16 تغلب على بيتيس في إسبانيا 2/1 ثم تعادلا 1/1 إياباً وتخطى العقبة الأكبر في ربع النهائي عندما تجاوز برشلونة الإسباني بالتعادل 1/1 في ألمانيا والفوز عليه في نيوكامب 3/2، وفي نصف النهائي تجاوز ويستهام الإنكليزي بالفوز عليه 2/1 و1/صفر، وبالتالي فهو لم يخسر خلال 12 مباراة تعادل في خمس منها وهو ثالث فريق يصل النهائي دون هزيمة بالمسمى الجديد بعد تشيلسي موسم 2018/2019 وفياريال في الموسم الماضي، مع ملاحظة أن أينتراخت خرج من نصف النهائي أمام تشيلسي قبل ثلاثة أعوام بركلات الترجيح بعد التعادل 1/1 في المواجهتين.

أما رينجرز الذي يعرف بـ «الدببة» أو «الأزرق والأبيض» فقد بدأ مشواره بالدور التمهيدي الثالث لدوري الأبطال باعتباره بطلاً للدوري الاسكتلندي فخسر أمام مالمو السويدي مرتين بنتيجة 2/1، ليدخل من الدور المؤهل إلى المجموعات وفيه فاز على ألاشكيرت الأرميني بهدف ثم تعادلا صفر/صفر، وحل ثانياً في المجموعة الأولى برصيد 8 نقاط فقط من فوزين وتعادلين وهزيمتين بدأ بهما المشوار فخسر أمام ليون صفر/2 قبل التعادل معه 1/1 وخسر أمام سبارتا براغ صفر/1 قبل أن يرد إياباً بهدفين، وفاز على بروندبي الدانماركي 2/صفر ثم تعادل معه 1/1.

ويمكن القول إن دور خروج المغلوب كان المحطة الأهم في مشواره بعدما تغلب على دورتموند في ألمانيا 4/2 قبل أن يتعادلا في غلاسكو 2/2، وفي ثمن النهائي فاز على النجم الأحمر الصربي 3/صفر وخسر إياباً 1/2، وفي ربع النهائي خسر مع سبورتنغ براغا في البرتغال صفر/1 ثم رد الصاع بنتيجة 3/1، وفي شبه النهائي اصطدم بفريق ألماني آخر هو لايبزيع فخسر ذهاباً بهدف قبل أن يرد بثلاثة لهدف.

نجوم وأضواء

يمكن القول إن ما فعله إينتراخت الملقب بالنسور حتى اليوم كان رائعاً بكل المقاييس خاصة للمدرب النمساوي أوليفير غلاسنر الذي تسلم الفريق مطلع الموسم وبتألق كبير من الحارس كيفن تراب وكذلك المهاجم الكولومبي رافاييل بوري الذي سجل 3 أهداف ولاعب الوسط الياباني دايشي كامادا هداف الفريق في المسابقة (5 أهداف) والكابتن سباستيان رودي والصربي فيليب كوسيتيتش وهؤلاء الخمسة الأكثر ظهوراً في المسابقة، وهناك أيضاً جينس هوغ وتوتا وجيريل سو وأنسغار كنوف وسواهم.

كذلك اعتبر بلوغ النهائي إنجازاً كبيراً للمدرب الهولندي فان برونكهورست الذي تسلم فريق رينجرز مطلع الموسم ولعل أبرز لاعبيه جيمس تافيرنر هداف المسابقة برصيد 7 أهداف والطريف أنه يلعب كمدافع وهناك الحارس ماكريغور (103 مباريات أوروبية، رقم قياسي للاعب اسكتلندي) ولاعب الوسط ريان كنت والمهاجم الكولومبي الفريد موراليس صاحب 4 أهداف والمدافع النيجيري كالفن باسي، وجون لوندسترام ولا ننسى اللاعب الويلزي المعار من اليوفي آرون رامزي، وهناك أيضاً سكوت رايت وجونار غيلدسون وريان جاك وجو أريبو وسواهم.

على الهامش

– تأسس فرانكفورت عام 1899 وتقتصر ألقابه المحلية على لقب الدوري الألماني مومس 1958/1959، وتوج 5 مرات بالكأس أعوام 1974 و1975 و1981 و1988 و2018.

– تأسس رينجرز 1872 ويملك تاريخاً حافلاً بالإنجازات في بلاده ففي خزائنه 55 بطولة للدوري آخرها الموسم الماضي و33 لقباً في الكأس و27 لقباً في كأس المحترفين

– تاريخ طويل يملكه غلاسكو رينجرز مع الأندية الألمانية فقد خاض ضدها 51 مباراة فاز بـ18 منها وخسر مثلها وتعادل 15 مرة وسجل لاعبوه خلالها 69 هدفاً مقابل 71 بمرماه، على حين اكتفى أينتراخت بأربع مواجهات مع فرق اسكتلندية فاز بثلاث وتعادل بواحدة والأهداف 14/5.

إذا هي مواجهة بين فريقين عريقين يقودهما مدربان جديدان يحلم كل منهما بلقب قاري أول فلمن تكون الغلبة للهولندي صاحب الباع الطويل (لاعباً)؟ أم للنمساوي الطامح إلى المجد؟.. غلاسكو يبحث عن كتابة التاريخ كأول أندية بلاده يتوج بلقب هذه البطولة فهل يفعلها؟.. ما علينا سوى الانتظار حتى منتصف الليلة وربما بعد انتصافها بدقائق.

Exit mobile version