Site icon صحيفة الوطن

النهائي الثاني المصري– المغربي في دوري أبطال إفريقيا … الشياطين الحمر في مهمة مزدوجة أمام وداد الأمة

لطالما حفلت مواجهات الكرة المصرية مع نظيراتها في المغرب العربي بالكثير من الإثارة والتشويق والقوة والحماسة وأيضاً العديد من المفاجآت سواء على صعيد المنتخب أم على مستوى بطولات الأندية ولا يخرج نهائي دوري أبطال إفريقيا 2022 عن هذا السياق عندما يجمع الأهلي المصري حامل اللقب القاري في الموسمين الأخيرين مع الوداد البيضاوي خاصة أنه يقام على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء العاصمة، أما الموعد ففي العاشرة من مساء اليوم بتوقيت دمشق ويقودها الحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز، ويتطلع من خلالها صاحبا لقب «القلعة الحمراء» إلى التتويج الذي سيحمل الرقم ثلاثة بالنسبة لصاحب الأرض في حين الحادي عشر بالنسبة للضيف الثقيل الساعي لأن يكون أول من يحتفظ بالكأس ثلاث مرات متتالية.

حظوظ متقاربة

لن نغالي إذا قلنا إن الفريقين اللذين يجتمعان للمرة الثانية في نهائي المسابقة يدخلان المواجهة بحظوظ متساوية على الرغم من التوقعات بأن الجماهير التي ستؤم مسرحها سيشكلون أغلبية مغربية لاسيما أن الاتحاد الإفريقي حدد 10 آلاف تذكرة لكل من الفريقين مقابل 20 ألفاً للعموم في ملعب يتسع لخمسة وأربعين ألف متفرج، لكن كل آراء اللاعبين والطواقم الفنية للفريقين أن التأثير سيكون محدوداً للغاية، فالنهائي سيكون مفتوحاً خاصة أن الأهلي المصري اعتاد على خوض الكثير من المباريات الكبرى وسط أنصار المنافسين والمثال الأقرب كان بين الفريقين في نصف نهائي الموسم الماضي عندما فاز على الوداد في الملعب ذاته.

ويمكن القول إن ما شهدته الكرة المغربية في الآونة الأخيرة من تطور على مستوى المنتخب الذي سيخوض المونديال وحتى على صعيد الأندية بتتويج نهضة بركان والرجاء بكأس الكونفدرالية الإفريقية خلال النسخ الثلاث الأخيرة قد أثر إيجاباً على الوداد الذي يخوض النهائي الثاني خلال خمسة مواسم أخيرة على الرغم من عدم ضمه للكثير من اللاعبين الدوليين، فهناك الحارس محمد التكناوتي والمدافع يحيى آية الله أيوب المولود وفي الوسط يحيى جبران إضافة للمحترفين غاي مبينزا وجفيل تسومو (الكونغو) وسيمون موسوفا (تنزانيا) وشيخ إبراهيم كومارا (ساحل العاج) ومؤيد اللافي (ليبيا)، أما المدرب فهو اللاعب الدولي السابق وليد الركراكي الذي تسلم الفريق هذا الموسم ولا يملك الخبرة الكبيرة في المسابقات الإفريقية على الرغم من إشرافه على فريق الجيش الملكي لست سنوات بين 2014 و2020.

على الضفة المقابلة يبدو الأهلي بكل تاريخه الخالد على مستوى القارة ومستواه الحالي الذي استعاد معه التوهج فتوج باللقب في الموسمين الأخيرين ويدربه الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني صاحب اللقبين والذي سبق له التتويج باللقب مع صن داونز أيضاً ويعول على مجموعة من اللاعبين الدوليين المصريين أمثال: محمد الشناوي وياسر إبراهيم وأيمن أشرف وأيمن عبد المنعم وعمرو السولية وحمدي فتحي ورامي ربيعة ومحمد مجدي (قفشة) ومحمد شريف وصلاح محسن، وبالطبع هناك أيضاً عليو ديانغ (مالي) وعلي معلول (تونس) وبدر بانون (المغرب) وبيرسي تاو (جنوب إفريقيا) ولويس مكسيوني (موزمبيق) إضافة إلى طاهر محمد طاهر وحسين الشحات وأحمد نبيل (كوكا).

مواجهات تاريخية

عشر مباريات رسمية جمعت الفريقين كلها في دوري الأبطال وخلال فترة لا تتجاوز 11 عاماً منها 6 مرات في دور المجموعات واثنتان في نصف نهائي الموسم الماضي وقد فاز بهما الأهلي بنتيجة 2/صفر في الدار البيضاء و3/1 في القاهرة، أما اللقاءان الأخيران فكانا في نهائي 2017 عندما كان يقام بطريقة الذهاب والإياب ويومها تعادلا في القاهرة 1/1 وفاز الوداد بملعبه 1/صفر ليتوج بلقبه الثاني، وبالعودة إلى اللقاءات الستة الأخرى نجد أنهما تعادلا 2/2 و1/1 في نسخة 2011 وتعادلا سلباً ثم فاز الأهلي بهدفي في الدار البيضاء عام 2016، وتبادلا الفوز كل في ملعبه بنتيجة 2/صفر في نسخة 2016 قبل أن يتواجها في النهائي يومها.

وتقابلت أندية مصر مع أندية المغرب ثماني مرات في مواجهات نهائية أو تتويجية، منها مرتان بدوري الأبطال ففاز الزمالك على الرجاء عام 2002 بنتيجة 1/1 ثم 1/صفر إياباً وكذلك الوداد على الأهلي عام 2017 بعد التعادل 1/1 و1/صفر، وفي كأس الكونفدرالية فاز الزمالك على نهضة بركان بركلات الترجيح 5/4 بعد تبادلهما الفوز بهدف عام 2019 ثم نهضة بركان على بيراميدز 1/صفر عام 2020.

ولم يلتق البلدان على مستوى نهائي كأس الكؤوس (الملغاة) إلا أنهما اجتمعا 4 مرات على صعيد كأس السوبر، ففاز الزمالك على الوداد 3/1 عام 1993 والأهلي على الجيش الملكي 4/2 بعد التعادل السلبي عام 2006 والأهلي على نهضة بركان 2/صفر عام 2020 وأقيمت في أيار 2020 بسبب ظروف كورونا وفاز الأهلي على الرجا في النسخة الأخيرة 2021 بركلات الترجيح 6/5 بعد التعادل 1/1.

وبالمجمل خاضت أندية المغرب 22 نهائياً قارياً وتوجت في 18 منها على حين خاضت الأندية المصرية 52 نهائياً فتوجت بـ38 لقباً على مستوى كل المسابقات الإفريقية، ويحمل اللقاء بين الفريقين الرقم 15 بين الأندية العربية في دوري الأبطال.

مشوار الفريقين

بدأ الفريقان من الدور الثاني للمسابقة ففاز الأهلي الذي يشارك في البطولة للمرة التاسعة والعشرين على جيندار ميري من النيجر 6/1 بعد التعادل ذهاباً 1/1، وفي المجموعة الأولى خسر مرتين أمام صن دوانز الجنوب إفريقي بنتيجة واحدة 1/صفر وتعادل مع الهلال السوداني صفر/صفر وفاز بهدف على المريخ السوداني 3/2 و3/1 ليحتل المركز الثاني بـ10 نقاط خلف صن داونز (16 نقطة) وفي ربع النهائي فاز على الرجاء 2/1 وتعادلا في الدار البيضاء 1/1 ثم تجاوز وفاق صطيف الجزائري بعد الفوز عليه 4/صفر والتعادل 2/2.

أما الوداد الذي يشارك للمرة الثالثة عشرة فقد بدأ البطولة بالخسارة أمام هآرتس أوف أووك الغاني بهدف قبل أن يكتسحه إياباً 6/1 وفي المجموعة الرابعة تفوق على ساغرادا الأنغولي 3/صفر و2/1 ثم كذلك فاز على الزمالك المصري مرتين 3/1 و1/صفر وتبادل الفوز مع بيترو أتلتيكو الأنغولي 1/2 و5/1، وفي دور الثمانية فاز على شباب بلوزداد في الجزائر بهدف ثم تعادلا في الدار البيضاء صفر/صفر وكذلك فعل أمام بيترو أتلتيكو في نصف النهائي ففاز في انغولا 3/1 وتعادلا في المغرب 1/1.

نظرة تاريخية

انطلقت مسابقة كأس أبطال الدوري في القارة السمراء عام 1964 وبالنظام ذاته المتبع أيامها في نظيرتها الأوروبية وشارك بالنسخة الأولى 14 فريقاً يتبعون 14 دولة وارتفع العدد إلى 42 فريقاً (41 دولة) في نسخة 1996 الأخيرة بالتسمية القديمة قبل أن يتحول نظام المسابقة إلى ما يعرف بدوري الأبطال، وتضمنت المسابقة مجموعتين في دور نصف النهائي حيث يتأهل بطلاهما إلى النهائي، وتغير هذا الأمر في نسخة 2001 حيث أصبح بمنزلة دور ربع النهائي وتراوح عدد الأندية المشاركة بين 51 و59 نادياً حتى نسخة 2017 التي شهدت مشاركة 16 فريقاً بدور المجموعات يليه ربع نهائي ونصف نهائي ثم نهائي الذي بقي يقام بنظام الذهاب والإياب حتى عام 2019 الذي جمع قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك علماً أن المسابقة أقيمت عبر الموسم منذ 2017/2018 بعدما كانت تقام خلال العام الميلادي الواحد.

ويعد الأهلي أكثر الأندية تتويجاً بكأس البطولة بواقع 10 ألقاب وهو يخوض النهائي الخامس عشر يليه مواطنه الزمالك ومازيمبي الكونغولي بـ5 ألقاب لكل منهما ثم الترجي التونسي بـ4 ألقاب، وتتصدر مصر أكثر الدول تتويجاً بواقع 16 لقباً مقابل 6 ألقاب لتونس والمغرب والكونغو الديمقراطية و5 ألقاب للجزائر.

Exit mobile version