Site icon صحيفة الوطن

من فوق لتحت..

بجمالية وقوة انتهى الدوري السوري للمحترفين بكرة السلة، في لعبة هي الجماعية والشعبية الثانية في سورية، فالجمالية جاءت من وجود الجمهور العاشق على المدرجات، ومن ملئه للصالات في حالة حب كبيرة لناديه أولاً، ولكرة السلة ثانياً، والقوة تمثلت في التقارب الكبير بالمستوى بين فرق الفاينال الأربعة، ودليل ذلك النتائج الرقمية وفوارقها البسيطة، ومجريات المباريات المثيرة، ولا شك أن وجود اللاعبين الأجانب مع الفرق ساهم في تحقيق التوازن الفني وتقارب المستوى بين الفرق.

وبالطبع فإن وجود الجمهور واللاعبين الأجانب ليس بالشيء الجديد على سلتنا العريقة، وذات الأجواء الجميلة في الماضي والحاضر، وحتى خلال سنوات الأزمة، صالة الفيحاء كانت تمتلئ بالجمهور في عدة قمم سلوية، وكذلك الحال بالنسبة لصالة حمص. أما جمهور حلب فتعداده كبير من يومه، حيث كان يملأ صالة الأسد في كل المباريات المهمة. ونصفه كان يبقى خارج الصالة لصعوبة الاستيعاب، ولكن عندما جاءت صالة الحمدانية الكبيرة والقادرة على الاستيعاب تمكن الجمهور بأكمله من الدخول.

أما بالنسبة للاعبين الأجانب فالقصة ليست جديدة ولا تشكل إنجازاً، وحتى لو اعتبرناه كذلك، فالإنجاز يسجل للأندية أولاً لموافقتها على فكرة استقدام اللاعبين الأجانب، وتحمل تكاليفهم الباهظة وسط هذه الظروف الصعبة، من دون أن تجد المساعدة من اتحاد اللعبة الذي سارع لتسويق الدوري إعلامياً وإعلانياً، ثم قام بعدها بالتسويق الإعلاني للفاينال، واعتبر الشركة الراعية له (شريكاً) لاتحاد السلة، على حين كانت الأندية تتوقع حصولها على حصة من الرعاية والشراكة، على الأقل لمساعدتها لاستقدام أجانبها، والحقيقة أنه لولا دعم المحبين لأنديتهم لما شاهدنا الأجانب في فرقنا، علماً أن فكرة الأجانب سبق وتم طرحها منذ سنوات من اتحاد اللعبة آنذاك، ولكنه اصطدم باعتراض بعض الأندية التي اشتكت من صعوبة تأمين القطع الأجنبي للتعاقد مع أجانب، واليوم وعندما تمكنت الأندية من تأمين مصادر التمويل وافقت على وجود الأجانب في الفاينال واكتملت الفكرة.

لوحة الفاينال الجميلة كانت منقوصة النهاية حينما شاهدنا المباراة الختامية بلا جمهور، وهذه غصة بحق سلتنا التي تفرح بهذه الجمالية في نهائياتها، لكنها ستفرح وتسعد أكثر فيما لو عاشت مسابقات الفئات العمرية الاهتمام والدعم نفسيهما، فهي أمل السلة ومستقبلها الجميل.

Exit mobile version