Site icon صحيفة الوطن

فوق التقنين كثرة أعطال … مدير الكهرباء لـ«الوطن»: شكاوى محقة وتحسن الواقع مرتبط بتحسن كميات الطاقة الواردة

تتوالى شكاوى المواطنين في حمص وريفها بشكل يومي تقريباً لـ«الوطن» حول سوء الواقع الكهربائي من كثرة الأعطال وتكرارها والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وفق برنامج التقنين الذي يزيد في بعض الأحيان على 5 ساعات متتالية، علاوة على عدم تطبيق برنامج التقنين الكهربائي في المحافظة بشكل جيد أو عادل فهناك خطوط تعفى من التقنين لعدة ساعات على حساب خطوط أخرى.

وأشار عدد من المشتكين إلى معاناتهم من عدم إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية وصيانتها في العديد من الشوارع والأحياء والمناطق التي عادوا إليها بعد أن هجروا منها بفعل العصابات الإرهابية المسلحة منذ سنوات عدة.

من جهته أكد مدير عام شركة كهرباء حمص بسام الرفاعي لـ«الوطن» أن الشبكة الكهربائية في المحافظة تعاني عدم استقرار وكثرة الأعطال جراء قلة التوريدات من كميات الكهرباء للمحافظة التي تتراوح بين 100 و120 ميغا واط وسطياً نتيجة لانخفاض الكميات المولدة على الشبكة الكهربائية عموماً، إضافة إلى الحمولات الزائدة على طاقة تحمل الشبكة مع طول ساعات التقنين على المواطنين وفق البرنامج المعتمد حالياً في المحافظة بساعة وصل و5 ساعات فصل، علاوة على عدم توفر مواد الصيانة بشكل يلبي الاحتياجات نتيجة للحصار الجائر على القطر.

وبيّن الرفاعي أنه لا بد من تحسين كميات الطاقة الواردة إلى المحافظة حتى يتم تحسين الواقع الكهربائي عموماً، منوهاً إلى أن كمية ساعة كهرباء غير كافية للاستثمار المثالي ولتلبية كل مستلزمات المواطنين في مختلف الاحتياجات المنزلية، الأمر الذي يخلق حالة فنية ليست جيدة على الشبكة الكهربائية من خلال ارتفاع نسبة الحمولات وتضاعفها نتيجة للاستجرار الكبير للتيار الكهربائي بمختلف الاستخدامات المنزلية، ما يؤدي فنياً إلى ضعف في الشبكة الكهربائية وبالتالي كثرة الأعطال التي تطرأ عليها وزيادتها.

وأشار الرفاعي إلى وجود قلة بعدد العدادات الكهربائية والأمراس والكابلات ومراكز التحويل والأعمدة بشكل عام، وأن حاجة المحافظة أكبر من المتوفر بكثير، مع العلم أن محافظة حمص تستجر مواد أكثر من باقي المحافظات الأخرى نتيجة لاتساع مساحتها ووجود مناطق كثيرة بالمدينة والريف بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة، إضافة إلى تعرض الشبكة الكهربائية في الكثير من الأحياء والقرى للاعتداء والسرقة حيث تعتبر حمص من أكثر المحافظات التي تتعرض لعمليات اعتداء وسرقة.

ولفت الرفاعي إلى أنه حتى يكون الواقع الكهربائي بالمحافظة جيداً ومثالياً ومن دون أعطال مع إعادة تأهيل كل المواقع المخربة وتأمين التيار الكهربائي للمدينة والريف بشكل كامل، تحتاج المحافظة إلى نحو ألف مركز تحويل بمختلف الاستطاعات وألف عمود توتر منخفض وأكثر من 100 طن من الأمراس بمختلف الاستطاعات والمقاطع على صعيد التوتر المنخفض، وعلى صعيد التوتر المتوسط فالمحافظة بحاجة إلى كابلات وأبراج توتر متوسط وتكبير محطات التحويل الموجودة لأن هناك اختناقات في بعض المناطق من جراء زيادة الاستهلاك نتيجة لوجود تجمعات سكانية.

وكشف أن المحافظة تحتاج إلى الكثير من الوقت والمواد حتى تتم إعادة تأهيلها وصيانتها سواء صيانة وقائية وصيانة حقيقية ولتعود الشبكة الكهربائية فيها كما كانت في السابق نظراً لأن الشبكة الكهربائية بالمحافظة مترامية وكبيرة وفيها الكثير من الأحياء التي باتت مكتظة سكانياً وتغيرت ديموغرافياً، موضحاً أن الشركة تحتاج لنحو 2 إلى 3 سنوات من العمل المتواصل لإعادة إصلاح ما تم تخريبه على مدى 11 عاماً في حال توفرت المواد.

وبين الرفاعي أن الورش الفنية وورش الطوارئ في الشركة لم تتوقف عن صيانة الشبكة وتحسين وتبديل مراكز التحويل باستطاعات أكبر منذ بداية فصل الصيف للحد قدر الإمكان من الأعطال ولاسيما خلال فصل الشتاء، حيث يتم العمل على تأهيل 50 مركز تحويل بالمحافظة وتم الانتهاء من تأهيل 15 مركزاً بشكل جيد ويبقى 35 مركزاً يتم العمل على تأهيلها، كما تم تأهيل وإنشاء أكثر من 60 كم بخطوط التوتر المتوسط ويتم العمل حالياً على تأهيل وإنشاء نحو 70 كيلومتراً إضافية في محاور مختلفة بالمحافظة، كما تم تأهيل وإنشاء نحو 8 كم من خطوط التوتر المنخفض بالمدينة والريف ويتم العمل على تأهيل ما بين 7 إلى 8 كم أخرى، إضافة إلى الصيانات الوقائية الأخرى التي يتم العمل عليها، مؤكداً أن البطء والسرعة في الأعمال يتعلقان بتوفر المواد، إلا أنه من المتوقع الانتهاء من كامل تلك الأعمال قبل نهاية العام الجاري.

ورداً على شكاوى بعض المواطنين حول التأخر بتركيب العدادات الكهربائية، قال الرفاعي: إن محافظة حمص تحتاج إلى نحو 30 ألف عداد تم تسديد ثمنها من المواطنين لكن لم تتمكن الشركة من التركيب لعدم توفرها، مشيراً إلى أنه ستتوفر كمية من العدادات خلال الفترة القليلة القادمة، مضيفاً: إن إجمالي عدد المشتركين بالكهرباء على مستوى المحافظة (مدينة وريفاً) يبلغ نحو 614 ألف مشترك حتى تاريخه.

وأكد الرفاعي أن شكاوى المواطنين فيما يتعلق بالواقع الكهربائي محقة، مبيناً أن هناك بعض التقصير في إصلاح الأعطال خلال فصل الشتاء المنصرم لأن حجم أعمال الصيانة للشبكة الكهربائية كان كبيراً خلاله نتيجة للاستهلاك الزائد، أما خلال فصل الصيف فلم يكن هناك أي تأخير بالإصلاح والأعطال بشكل عام مسيطر عليها وتنجز خلال فترة قصيرة، ما عدا الأعطال التي تنجم عن السرقات فهي تتأخر لعدم توفر المواد بشكل كافٍ، مشيراً إلى أن الشتاء القادم سيكون أفضل من الماضي نظراً للقيام بأعمال صيانة وتأهيل خلال فترة الصيف.

وحول الشكاوى عن وجود خطوط معفاة بالمحافظة، أشار الرفاعي إلى أن الكميات التي تصل المحافظة من الكهرباء تقوم الشركة بتوزيعها بين مختلف أنحاء المحافظة وفق برنامج التقنين المطبق بعدالة، مؤكداً أنه لا يوجد أي خط معفى من التقنين بشكل كامل في كل أنحاء المحافظة (مدينة وريفاً)، إلا أن هناك بعض الحالات والظروف الاستثنائية والإنسانية قد تستدعي وتستوجب أن يعفى أحد الخطوط لفترات محددة وقصيرة بحيث يتم تأمين التغذية الكهربائية لها لعدة ساعات لا أكثر وذلك لأمور مهمة تتعلق بالمياه والمشافي والأفران.

Exit mobile version