Site icon صحيفة الوطن

بانتظار تسعيرة التموين … تخوف مزارعي التفاح من عجز الحكومة عن تسويق إنتاجهم يدفعهم لتضمين محاصيلهم

اقترب موسم قطاف التفاح للعام الحالي لتعود معه مخاوف المزارعين على ساحة المحافظة من عدم إمكانية تصريف إنتاجهم وخاصة أن تقديرات إنتاجه لهذا العام وحسب مديرية زراعة السويداء تتجاوز 59 ألفاً.

مزارعون أكدوا لـ«الوطن» أن تجربتهم خلال السنوات السابقة مع كل الجهات المعنية أكدت مقدار العجز عن وضع خطط تسويقية لإنتاجهم حينما كان لا يتجاوز الـ40 ألف طن.

وبين مزارعو بلدة عرمان ومياماس وسهوة الخضر ومنطقة ظهر الجبل في السويداء وغيرها من المناطق في حديثهم لـ«الوطن» عدم تفاؤلهم بقدرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على وضع التسعيرة المطلوبة حسب التكلفة في وقتها المناسب وخاصة أنهم خسروا في العام الماضي نصف مواسمهم من التفاح جراء الرياح والعواصف التي ضربت أشجارهم وأدت إلى تساقط الثمار، بينما ينتظرون تسعيرة وزارة التجارة التي أتت متأخرة جداً وحالت دون قدرتهم على القطاف والتسويق في الوقت المحدد، كما أنها أدت إلى إحجام التجار والضمانة من شراء محاصيلهم إلا وفق الأسعار التي قاموا بتحديدها بأنفسهم مع اضطرار البعض لبيع منتجهم بالخسارة لإنقاذ ما تبقى منه.

كما أشار الكثير من مصدري التفاح إلى أن عجز الوزارة المعنية عن إيجاد مخبر لفحص الأثر المتبقي للمبيدات حتى تاريخه سيجعلهم أمام خسائر كبيرة متوقعة في حال عزمهم على شراء الإنتاج من المزارعين، مشيرين إلى خسائرهم الكبيرة التي لحقت بهم جراء إعادة التفاح المصدر العام الماضي من مصر أو إتلافه في أرضه بعد تحليله وعدم السماح له بدخول الأسواق المصرية، وما أشار إليه المصدرون أكده المزارعون خاصة من قام منهم في العام الماضي بإرسال منتجه من التفاح إلى مخابر فحص الأثر المتبقي في الأردن والذي أدى إلى دفعهم مبالغ طائلة لقاء عمليات التحليل تلك متسائلين أين وعود الجهات المعنية بإحداث المخبر المختص محلياً؟

بينما لفت عدد غير قليل من المزارعين إلى أنهم قاموا ببيع منتج حقولهم للتجار والسماسرة بأسعار شبه مقبولة لثقتهم المطلقة بعجز كل الجهات والوزارات عن استقبال وتسويق منتجهم وخاصة السورية للتجارة التي وضعت شروطاً شبه تعجيزية لاستقبال منتجهم من التفاح هذا فضلاً عن عدم قدرتها على استجرار سوى جزء يسير من آلاف الأطنان المنتجة بالتزامن مع عدم قدرة الأسواق المحلية على استيعاب كامل الإنتاج.

بدوره رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس رأى أن تخوف المزارعين من عدم قدرتهم على تصريف منتجهم من التفاح واقع حقيقي جراء معاناتهم السنة الماضية وهم ينتظرون التسعيرة الرسمية من وزارة التجارة الداخلية واضطرارهم لبيع تفاحهم حسب تسعيرة التجار هذا فضلاً عن خسارة الكثيرين لنصف محاصيلهم أو أكثر بسبب الرياح التي أتت على معظم الموسم وأدت إلى تساقط الثمار بأرضها وهم ينتظرون إجراءات الجهات المعنية التي أتى بعضها متأخراً بينما لم يأت بعضها نهائياً.

ولفت إلى أن المزارعين على ساحة المحافظة بدؤوا فعلياً بتضمين محاصيلهم من دون انتظار، مشيراً إلى أن صعوبات كثيرة اعترضت المزارعين لهذه السنة من ارتفاع تكاليف ومستلزمات الإنتاج وخاصة أسعار المبيدات وأجور العمالة وأجور الآليات وارتفاع أسعار القطع التبديلية والمحروقات فضلاً عن انخفاض الإنتاجية في وحدة المساحة جراء انخفاض معدل الهطل وتقلبات الطقس وخاصة الصقيع الأمر الذي سينعكس بالضرورة على ارتفاع التكاليف ناهيك عما ستواجهه عمليات التصدير من صعوبات بسبب ارتفاع أسعار المواد كالعبوات وأجور الأيدي العاملة وأجور النقل.

ولفت أبو راس إلى أنه تم تقديم العديد من المقترحات لاتحاد الغرف الزراعية بما يضمن دعم عملية تسويق الإنتاج من التفاح على ساحة المحافظة وأهمها التأكيد على عملية تصنيع المنتج من خلال دعم شركات الصناعات الزراعية بالكهرباء والمحروقات ومستلزمات العمل مثل شركة عصير الجبل التي عجزت العام الماضي عن استقبال كميات كبيرة من التفاح لعدم توفر المازوت والكهرباء لزوم تشغيل خطوط إنتاجها، مشيراً إلى ضرورة تخصيص وحدات التخزين والتبريد على ساحة المحافظة بكميات من المازوت لتشغيل مجموعات التوليد بهدف الحفاظ على المخزون من التلف مع السعي إلى تأمين مخبر لتحليل الأثر المتبقي بالمعايير العملية لتفادي رفض المنتج من البلد المستهدف بالتصدير إضافة إلى تسهيل انسياب وخروج الصادرات مع دعم المصدرين.

وأشار رئيس الغرفة إلى وضع مقترح بالعمل مع الجانب الأردني لفتح معبر من جهة محافظة السويداء الأمر الذي يسهل خروج الصادرات والتوفير في التكلفة التصديرية، لافتاً إلى أن كمية الصادرات المتوقعة من المنتج حوالي 25 بالمئة تستهدف أسواق مصر والسودان ودول الخليج.

Exit mobile version