عربي ودولي

«غازبروم» استثمرت 40 مليار دولار في إيران.. و«النقد الدولي» حذّر من آثار خفض إمدادات الغاز الروسي … موسكو: التعاون مع إيران خط سياسي ممتد وليس مساراً مؤقتاً

| وكالات

أكد الكرملين أمس الثلاثاء أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين بإندونيسيا دعوة قائمة حيث ستشارك روسيا في جميع فعالياتها، مشيراً إلى أن التعاون مع إيران هو خط سياسي ممتد وليس مساراً مؤقتاً، في حين أكدت الخارجية الروسية أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية كانت غير مجدية.
يأتي ذلك في حين استثمرت شركة «غازبروم» الروسية في قطاع النفط الإيراني بقيمة 40 مليار دولار، فيما يعد أكبر اتفاقية استثمار أجنبي في تاريخ القطاع النفطي الإيراني، في حين حذر صندوق النقد الدولي من آثار خفض إمدادات الغاز الروسي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن لدى بوتين، في قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا دعوة قائمة، حيث ستشارك روسيا في جميع فعاليات القمة.
وحسب وكالة «تاس» أضاف بيسكوف: إن الكرملين ينطلق من حقيقة الدعوة القائمة، إلا أن شكل المشاركة سيتم تحديده مع اقتراب موعد الاجتماع، مضيفاً: لقد أوضحنا الموقف مراراً وتكراراً، لدينا دعوة صالحة، روسيا ستشارك في جميع صيغ مجموعة العشرين، ومع اقتراب موعد القمة، سنقرر فعلياً ما هو المناسب بالنسبة لنا، وبأي شكل نشارك.
ومن المقرر أن تعقد قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي بإندونيسيا في الفترة من 15-16 تشرين الثاني المقبل، حيث أشار بيسكوف، في وقت سابق، إلى أن بوتين قد يذهب إلى هذه القمة شخصياً، أو بإمكانه تفويض شخص ما، حيث ستتخذ موسكو القرار الذي يناسب مصالحها.
من جانب آخر صرح بيسكوف للقناة الأولى الروسية بأن التعاون مع إيران هو سياسة طويلة الأمد، وليس طارئاً عرضياً، حيث يرتكز على مستقبل ممتد ويستند إلى ماض راسخ.
وأضاف بيسكوف: إن موسكو دائماً تحرص على علاقات تجارية واقتصادية مع طهران، ولديهما بالفعل قاعدة صلبة طويلة الأمد، مشيراً إلى أن هذا التعاون موجه نحو المستقبل، كما أن له «ماض راسخ» و«حاضر صلب»، ويمكن أن يكون ذلك فقط «على أساس المنفعة المتبادلة».
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا وإيران بصدد توقيع اتفاق تعاون شامل اليوم، أجاب بيسكوف بالنفي، إلا أنه أضاف إن ذلك سوف يحدث في الأشهر المقبلة.
على خط مواز وقعت شركة النفط الإيرانية وشركة «غازبروم» الروسية مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، تشمل استثمار موسكو 40 مليار دولار في تطوير حقلي كيش وفارس الشمالي، وزيادة إنتاج حقل بارس الجنوبي، وتطوير 6 حقول نفطية إيرانية.
وذكرت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية، أمس الثلاثاء، أن شركة النفط والغاز الروسية «غازبروم» وقعت أكبر اتفاقية استثمار أجنبي في تاريخ القطاع النفطي الإيراني.
ويستثمر الروس حالياً 4 مليارات دولار في صناعة النفط الإيرانية، ومن المقرر أن تزيد هذه الاستثمارات 10 أضعاف.
وأول من أمس الإثنين، كشف دميتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا سلّمت إيران مشروع اتفاقية حول «التعاون الإستراتيجي الشامل» بين البلدين.
وتسير الشراكة بين إيران وروسيا إلى الأمام بخطا ثابتة بعد زيارات متبادلة بين الرؤساء وتحالفات في العديد من الملفات.
وكان الرئيس الروسي قد التقى نظيره الإيراني في موسكو في كانون الثاني الفائت، وشكّل اللقاء نقطة تحوّل في علاقات الطرفين، حسب رئيسي، وترك تأثيراً في ضمان أمن المنطقة وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الإقليمية.
في غضون ذلك قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف: إن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى السعودية كانت «غير مجدية»، مضيفاً: إن الجانب الأميركي لم ينجح في تحقيق أي نتائج.
وحسب وكالة «نوفوستي» قال بوغدانوف الذي يشغل أيضاً منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا: بالطبع هذا هو تقدير العرب. وبشكل عام يمكن وصف هذه الزيارة، بأنها غير مجدية. لم ينجح الأميركيون في تحقيق أي نتائج خاصة كانوا يأملون بها.
وفي سياق متصل أشار صندوق النقد الدولي إلى أن وقف إمداد الغاز الروسي سيؤدي إلى مواجهة بعض الدول الأوروبية نقصاً في استهلاك الغاز يصل إلى 40 بالمئة.
وأعلن صندوق النقد الدولي أن وقف إمداد الغاز الروسي قد يؤدي إلى مواجهة بعض دول وسط أوروبا وشرقها نقصاً في استهلاك الغاز يصل إلى 40 بالمئة.
ولفت صندوق النقد إلى أن بعض دول وسط أوروبا وشرقها قد تشهد انخفاضاً بنسبة 6 بالمئة في الناتج الاقتصادي، إذا خفضت روسيا إمدادات الغاز.
وحذّر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أول من أمس الإثنين، من أن الجهود التي تبذلها أوروبا لتنويع مصادر إمداداتها لن تكون كافية لتخطي فصل الشتاء من دون الغاز الروسي، وحضّ على السعي فوراً لـ«تقليص الطلب».
وتترقّب أوروبا انتهاء أعمال صيانة «نورد ستريم 1» لمعرفة إن كانت روسيا ستستأنف ضخّ الغاز عبره.
وتسعى أوروبا لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، واعتماد المادة بديلاً عن الغاز الروسي، لكنها تملك عدداً محدوداً من المحطات القادرة على تسلم حمولات الناقلات النفطية والإمدادات.
وفي حين لم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الغاز الطبيعي الروسي، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعى التكتل لتقليص وارداته منه لخفض اعتماده على موسكو.
وسبق أن أعلنت روسيا أسباباً متعددة تقتضي خفض إمداداتها النفطية للغرب، بينما تطالب الدول الأوروبية موسكو حالياً باستئناف ضخ الغاز عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1»، بدءاً من يوم غد، بعد انتهاء أعمال صيانة التوربين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن