Site icon صحيفة الوطن

مستقبل مجهول لطلاب «الجامعات» في مناطق سيطرة الميليشيات بسبب عدم الاعتراف بها … أهالٍ في ريف القامشلي يتظاهرون ضد استهتار «قسد» بأرواح أبنائهم

في الوقت الذي وجد فيه الطلاب الذين أنهوا الدراسة الثانوية في مناطق سيطرتها أنفسهم أمام معضلة كبيرة لعدم وجود اعتراف دولي بجامعاتها، خرج أهالي قريتين في منطقة القامشلي أمس، بمظاهرة تنديداً بممارسات مسلحي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بحقهم واحتجاجاً على استقوائها بالاحتلال الأميركي واستهتارها بأرواح المدنيين في مناطق سيطرتها، وذلك عقب وفاة طفل إثر دهسه بسيارة تابعة لها.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصادر محلية: إن أهالي قرية تنورية الغمر تجمعوا بمشاركة أهالي من قرية مجاورة على الطريق العام في مظاهرة احتجاجية ضد ممارسات ميليشيات «قسد» واستهتارها بأرواح المدنيين في مناطق انتشارها بعدما أقدمت سيارة عسكرية تابعة للميليشيات أول من أمس على دهس طفل ما أدى إلى وفاته.
وأوضحت المصادر، أن المتظاهرين الغاضبين قطعوا الطريق العام بالإطارات المشتعلة ورشقوا سيارات «قسد» بالحجارة وسط دعوات لطردها من مناطقهم وإنهاء وجودها ومنعها من الدخول إلى قرى وبلدات المنطقة.
وتكررت حالات الدهس في المنطقة من مسلحي الميليشيات وهذه الحالة هي الثالثة في القرية خلال العام الجاري، حيث سبقتها حادثة دهس لطفلة وسيدة جراء السرعة الزائدة والرعونة وعدم الاكتراث بأرواح المدنيين.
ومنذ مطلع العام الجاري، شهدت الكثير من القرى والبلدات المنتشرة في مناطق سيطرة «قسد» وخاصة في ريف دير الزور الشرقي، احتجاجات عدة طالبت بطرد الاحتلال الأميركي و«قسد» التي أمعنت في التنكيل بالأهالي وسرقة ممتلكاتهم وحصار عدد من القرى والبلدات واعتقال عشرات الشبان واستهداف وجهاء وشيوخ العشائر وسرقة ثروات منطقة الجزيرة.
جاء ذلك، في حين وجد طلاب الثانوية في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» في شمال وشمال شرق البلاد أنفسهم، أمام معضلة كبيرة بعد انتهائهم من الدراسة الثانوية والانتقال للمرحلة الجامعية، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة في تقرير نشرته أمس.
وحسب المصادر، فإن المعضلة تكمن في عدم القدرة على الدراسة في جامعات خارج المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى عدم وجود اعتراف بالجامعات التابعة لما تسمى «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها «قسد»، ما يجعل مصير مستقبلهم الدراسي مجهولاً حيث تسبب ذلك بتراجع الرغبة لدى فئة الشباب بالدراسة بسبب هذه المشكلة التي تواجههم.
وأشارت المصادر، إلى أن ما تسمى جامعات «الإدارة الذاتية» المنتشرة في مناطق سيطرة «قسد» لا تحظى باعتراف لدى الحكومة السورية أو مناطق الشمال السوري التي يسيطر عليها الإرهابيون الموالون للاحتلال التركي أو الجامعات الدولية، لذلك فإن الخيار الوحيد أمام آلاف الطلاب الذين ينهون مراحلهم الدراسية الثانوية هي القبول بالواقع المفروض عليهم ومتابعة الدراسة مع علمهم بأن احتمالية الاعتراف بهذه الجامعات مستقبلاً ضعيفة ما يجعلهم يخضعون للأمر الواقع بتقبل فكرة عملهم بتخصصاتهم بعد التخرج من الجامعة ضمن مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» في شمال شرق سورية فقط، في حين يطالبون تلك «الإدارة» بتحسين واقع القطاع التعليم وإتاحة المزيد من الفرص أمامهم.
ووفق المصادر، تشهد مدينة الرقة التي تسيطر عليها «قسد» تراجعاً في أعداد الطلاب المتقدمين للشهادة الثانوية بسبب توجه الكثير منهم للدراسة في مناطق سيطرة الدولة السورية، على حين تحاول «الإدارة الذاتية» من خلال ما تسمى «هيئة التربية والتعليم» في منطقة الجزيرة وضع تسهيلات أمام الطلاب الذين ينتهون من دراسة المرحلة الثانوية، حيث تم افتتاح نحو 15 مدرسة مهنية إضافة للعديد من الجامعات التي تضم أقساماً علمية وأدبية، كما تم إنشاء العديد من المعاهد ومعهدين لإعداد المدرسين لتكون جاهزة لاستقبال الطلاب المنتهين من دراسة المرحلة الثانوية.
وأكد أحد الشبان المقيمين في مدينة الطبقة بريف الرقة، أن الهاجس الذي يعيشه طلاب المدارس الثانوية والجامعات نابع عن حاجتهم للعمل بعد الانتهاء من الدراسة في ظل عدم وجود اعتراف دولي أو محلي بالجامعات حتى على مستوى الحكومة السورية، ومن ناحية أخرى، فإن سنوات الدراسة تكلف الطالب الكثير من المصاريف المالية والجهد فلا بد من وجود تخوف لديه من عدم وجود اعتراف بشهادته الجامعية وهذا شيء طبيعي.
وأشار إلى أنه من جهة ثانية، هناك صعوبات عديدة تواجه سير العملية التعليمية من ضعف الدعم الموجه للقطاع التعليمي وعدم وجود مدارس وجامعات كافية وغيرها من الصعوبات التي تؤثر في الطلاب الذين انقطع الكثير منهم عن التعليم فترة طويلة في بداية الأزمة في سورية وما شهدته المنطقة من معارك ونزوح داخلي متكرر.
واعتبر أن المطالب الآن تكمن بضرورة وجود اعتراف بالشهادات الجامعية الصادرة عما تسمى جامعات «الإدارة الذاتية»، إضافة لتوجيه الدعم اللازم للقطاع التعليمي والارتقاء به للمستوى المطلوب، وتوفير فرص عمل للخريجين بما يتناسب مع اختصاصاتهم لعدم جرهم لمغادرة سورية بحثاً عن فرص عمل جيدة.
وفرضت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية منذ عام 2015، مناهج باللغة الكردية في مدارس التعليم الأساسي والثانوية العامة، وأجبرت الأهالي على إرسال أولادهم إليها، على الرغم من عدم وجود اعتراف دولي بما تمنحه من شهادات، وذلك وسط رفض كبير من أهالي وسكان تلك المناطق، والذين يفضلون مناهج الدولة السورية المعترف بها عالمياً.

Exit mobile version