Site icon صحيفة الوطن

الاحتلال التركي وإرهابيوه يصعدون بشكل غير مسبوق في معظم الجبهات.. وشهيدان مدنيان و23 جريحاً بقذائف حقدهم … الجيش يرد على تعديات الاحتلال التركي شمال حلب وعلى مرتزقته في «خفض التصعيد»

رد الجيش العربي السوري أمس على اعتداءات جيش الاحتلال التركي على مناطق ريف حلب الشمالي، ولقن مرتزقة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان درساً بالغاً خلال رده على خروقاتهم لوقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، التي شهدت تصعيداً كبيراً من الإرهابيين المتمركزين بسهل الغاب وريف إدلب، باعتدائهم على مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي وخان شيخون جنوب إدلب، ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة ثمانية آخرين، في حين استشهد مدني وأصيب ١٥ آخرين في القصف الهمجي للاحتلال التركي على تل تمر وأبو راسين وريفهما بريف الحسكة.

واللافت يوم أمس، التصعيد العسكري غير المسبوق لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، باتجاه ريف حلب الشمالي وريف الحسكة الشمالي، بغية إعادة أجواء الحرب إلى الريفين المهددين باجتياح بري أوقفته قمة رؤساء ضامني أستانا، روسيا وإيران وتركيا، الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانية طهران، ولو إلى حين.

شهود عيان في الريفين الشماليين لحلب والحسكة، أكدوا لـ«الوطن»، أن المناطق المأهولة في الريفين لم تشهد مثل هذا التصعيد من حيث شدة وتواتر القصف المدفعي والصاروخي لجيش الاحتلال التركي، منذ إعلان نظام أردوغان في ٢٣ أيار الفائت نيته غزو الشريط الحدودي السوري بعمق ٣٠ كيلو متراً لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة، الأمر الذي تسبب بوقوع إصابات بشرية في صفوف المدنيين.

في ريف حلب الشمالي الأوسط، ذكرت مصادر محلية لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري، المنتشرة بالقرب من خطوط التماس مع الجيش التركي و«الجيش الوطني»، ردت أمس على استهداف بعض نقاطها والقرى والبلدات المجاورة من جيش الاحتلال التركي، وأطلقت صواريخ نحو مواقع جيش الاحتلال في محيط كفر جنة من دون معرفة وقوع إصابات.

المصادر بينت أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أطلقوا عشرات القذائف المدفعية والصاروخية وبكثافة غير معهودة، من قاعدتي الاحتلال قرب مارع وفي مركز البحوث العلمية بقرية مدة في محيط إعزاز، صوب بلدات عقيبة وأبين والمالكية وشوارغة والزيارة وكفر انطون وتل عجار والشيخ هلال وتنب، التي يوجد فيها قاعدة عسكرية روسية، وصولاً إلى محيط بلدتي احرص ودير جمال ومدينة تل رفعت.

وأكدت مصادر طبية في تل رفعت ونبل لـ«الوطن»، وصول ٥ إصابات من المدنيين إلى مشافيها جراء القصف المستمر لجيش الاحتلال التركي على القرى والبلدات المأهولة، الأمر الذي زرع الخوف في صفوف الأهالي من عودة تهديدات النظام التركي لاحتلال المنطقة، التي توعد أردوغان بغزوها مع منبج بعد عيد الأضحى.

وتسبب القصف التركي بموجة نزوح جديدة كبيرة لسكان المناطق التي تعرضت للقصف وجهتها المناطق الآمنة باتجاه الجنوب، وخصوصاً إلى تل رفعت، وأعادت إلى الأذهان مخاوفهم من تجدد عزم النظام التركي توسيع رقعة احتلاله لتضم ريف حلب الشمالي حتى تل رفعت، على الرغم من الفيتو الروسي- الإيراني.

ولم يختلف الحال أمس في ريفي الحسكة الشمالي والشمالي الغربي عما هو عليه في ريف حلب الشمالي لجهة كثافة القصف المدفعي الصاروخي لجيش الاحتلال ومرتزقته، وهو ما ترك آثاراً وأضراراً وخيمة في ممتلكات السكان، عدا وقوع إصابات كثيرة في صفوفهم.

وقالت مصادر أهلية في بلدتي أبو راسين وتل تمر شمال الحسكة لـ«الوطن»: إن عشرات القذائف المدفعية والصاروخية مصدرها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، انهالت على رؤوس السكان في البلدتين وريفيهما، كما في عبوش ومركدة في الأولى وتل شنان والدردارة في الأخيرة، إضافة إلى قرى تل جمعة والطويلة وتل الطويل وقصر توما والدشيشة وسكر الأحيمر في الريف الغربي لهما.

وأحصت المصادر قضاء مدني نحبه في قرية مجيبرة التابعة لناحية تل تمر وإصابة ١٥ مدنياً، بينهم طفلان، في القصف الهمجي لجيش الاحتلال التركي على تل تمر وأبو راسين وريفيهما، نقل معظمهم إلى مشفى الدرباسية.

إلى ذلك، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن استخبارات النظام التركي تمكنت عبر عملية خاصة من قتل شاهين تكين طانغاتش وهو مسؤول منطقة عين العرب في ميليشيات «قسد»، بالتزامن مع إعلان وزارة دفاع هذا النظام في بيان، مقتل 5 مسلحين من الميليشيات قالت إنهم كانوا يتجهزون لتنفيذ هجوم في المناطق التي تحتلها القوات التركية في شمال شرق سورية التي تطلق عليها منطقة عملية «نبع السلام».

أما في «خفض التصعيد»، وحسب قول مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، رد الجيش العربي السوري على مصادر النيران في محيط بلدات بينين وسفوهن وفليفل والفطيرة التي يتمركز فيها إرهابيو ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة ممولة من النظام التركي، بعد استهداف نقاط تمركزه جنوب إدلب ولاسيما في خان شيخون، ما أدى إلى مصرع وجرح عدد من الإرهابيين.

كما دمرت وحدات الجيش مرابض مدفعية وتحصينات للإرهابيين غرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي إثر استهدافهم نقاطها في المدينة، وقتلت وجرحت عدداً من منهم ودمرت أسلحة ثقيلة كانت بحوزتهم.

على خطٍّ موازٍ، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن» أن المجموعات الإرهابية التي تأتمر بأوامر مشغلها رئيس النظام التركي أردوغان، اعتدت أمس بمسيّرة انتحارية على تجمع حاشد لأهالي السقيلبية بريف حماة أثناء احتفالهم بافتتاح كنيسة آيا صوفيا وتمثال للجندي العربي السوري لتكريسه كحارس للأرض، ما أدى لاستشهاد الشاب هشام إلياس وإصابة 8 آخرين بشظايا المسيرة إصابات متفاوتة أسعفوا إثرها إلى مشفى السقيلبية الوطني.

وأوضح المصدر، أن الإرهابيين صعدوا منذ بداية هذا الأسبوع اعتداءاتهم على القرى بسهل الغاب الغربي، حيث اعتدوا بالصواريخ على عدة قرى ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين وإصابة 5 آخرين وتضرر العديد من المنازل في نبل الخطيب وجورين وناعور جورين والبركة.

وذكر، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، رد على الاعتداءات بغارات مكثفة على خطوط الإمداد ومواقع تخزين الأسلحة التي تستخدمها المجموعات الإرهابية في اعتداءاتها المتكررة على المواطنين في قراهم ومدنهم.

ولفت المصدر إلى أن المجموعات الإرهابية خرقت غير مرة في هذا الأسبوع، اتفاق وقف إطلاق النار بقطاعي ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي بمنطقة «خفض التصعيد».

وأما في البادية الشرقية، فقد أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تصدت أمس باشتباكات ضارية لهجمات مباغتة لخلايا من تنظيم داعش الإرهابي في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وفي بادية الرقة.

وأكد المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش وتدمير دراجاتهم النارية وعربات بيك آب دبل كبين كانوا يستخدمونها في هجماتهم، لافتاً إلى أن عمليات الجيش البرية متواصلة في تمشيط قطاعات البادية من خلايا التنظيم الإرهابي.

Exit mobile version