Site icon صحيفة الوطن

بالتعاون مع سيريتل تكريم 63 مخترعاً سورياً في حفل اختتام معرض الباسل والمسابقة الوطنية التخصصية « إعمار بإبداع»

| ديمة عيد

اختتمت فعاليات معرض الباسل والمسابقة الوطنية التخصصية الثانية للإبداع والاختراع التي نظمتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتعاون مع شركة سيريتل وجمعية المخترعين السوريين والمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية وذلك في حفل أقيم بمكتبة الأسد الوطنية في دمشق يوم الخميس تم خلاله توزيع جوائز المعرض والمسابقة بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي.
المسابقة شملت ثلاثة محاور (الأطراف الصناعية، الطاقات المتجددة والبديلة، إعادة استخدام وتدوير المخلفات الناتجة عن الحرب) وهدفت لحثّ الشباب السوري على الإبداع واختراع ما يلبي حاجات المجتمع السوري التي فرضتها الأزمة والظروف في بلدنا. وتنوّعت المشاركات في المسابقة من مختلف المنظمات والجامعات من مختلف المناطق والمحافظات السورية فدلّت بذلك على الإقبال الواسع من جيل الشباب واندفاعه للمشاركة وترك بصمة إبداعية فريدة ترسم ملامح طريق الإبداع لتستمر به الأجيال القادمة.
وحضر حفل الاختتام أيضاً وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السيد جمال شاهين وعدد من الوزراء إضافة لمدير إدارة نظم المعلوماتية في شركة سيريتل السيد مريد أتاسي، حيث ابتُدئ الحفل بلمحةٍ عن معرض الباسل للإبداع والاختراع بدورته السابعة عشرة والمسابقة الوطنية التخصصية الثانية عُرضت فيها مشاركات المتسابقين.
وفي تصريح صحفي عقب التكريم أكد الدكتور وائل الحلقي قائلاً: “تقدّم الدولة اليوم كل ما يمكن أن يرتقي بهؤلاء الشباب في مرحلة التعليم الابتدائي أو الثانوي وحتى في الجامعة لاحتضانهم، وهو دعم لا محدود يتم تقديمه لهذه الشريحة من المجتمع خاصةً أن الاختراعات المتنوعة التي تمّ رصدها اليوم والتي حازت على الجوائز ترتبط باحتياجات المجتمع ولا سيما في ظل الظروف التي تعيشها البلاد. وإنّ دعم الحكومة يأتي لربط الأفكار المبدعة واحتضانها، والدور الكبير ليس فقط للإمكانات الذكية للمبدع وإنما لدور الأسرة والمدرسة والجامعة في دعمه وتنمية إبداعاته ومن ثم دور الحكومة والوزارة المختصة بالدعم الكبير الذي يُقدّم في إطار مثل هذه المعارض لما لها أيضاً من بُعدٍ إقليمي من خلال مشاركاتٍ على مستوى دولٍ شقيقة من العراق ومصر. فبذلك تكون هذه الانطلاقة الواعدة من أجل توطين هذه الاختراعات والاستفادة منها في التنمية الشاملة وهي العنوان العريض للحكومة لهذه المرحلة ولكل مرحلة. و بذلك وجّه المعرض رسالةً لكل العالم ولكل من حاول النيل من سورية بأنها تمضي للأمام من خلال صمود جيشها وشعبها بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وهي تتحدى اليوم كل من يقف في طريق عملية البناء والتنمية فلطالما صدّرت سورية الكثير من العلماء والمخترعين لما يملكون الكثير من أفكار خلّاقة وعقول مبدعة.”
من جهته عبّر أيضاً مدير إدارة نظم المعلوماتية في شركة سيريتل السيد مريد أتاسي عن اعتزاز سيريتل بدعمها لمثل هذه الفعالية فقال: “إنّ دور سيريتل في أي فعاليةٍ أو حدث يأتي من إيمانها العميق بالوطن والإنسان السوري، فهي تهدف دائماً إلى دعم الإبداع السوري في شتّى المجالات وفي كل الظروف ليعلو اسم سورية عالياً، حيث أنّ معرض الباسل هو ثمرة التقاء القيم والرؤى بين سيريتل وجميع الأطراف المشاركة. نحن في سيريتل ملتزمون بدعم المواهب والكفاءات السورية.. سورية جميلة قوية وصامدة.. وستبقى كذلك.”
كما تخلل الحفل كلمةً للسيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور جمال شاهين وقال فيها: “ستبقى سورية الحضن الدافئ للعلم والعلماء ولكل عملٍ مبدعٍ يساهم في نهضتها وتطورها، وعلّه من مظاهر الإبداع التي يجب الوقوف عنده أيضاً كيف واصلت دورة الحياة في سورية عملها بكل أشكاله ومظاهره رغم الحصار والمقاطعة السياسية والاقتصادية الجائرين، وأن تقام الندوات والملتقيات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وتكمن الأهمية في كون الإبداع ضرورةً من ضرورات الحياة وهنا استذكر ما قاله سيد الوطن الرئيس بشار الأسد خلال خطاب القسم حيث قال: “الفكر المتجدد وأعني به الفكر المبدع، الذي لا يتوقف عند حدٍّ معين ولا يحصر نفسه في قالبٍ واحدٍ جامدٍ، وكم نحن بحاجةٍ إليه اليوم لدفع عملية التطوير وقدماً إلى الأمام.”
وفي لقائنا معه عقب الاحتفال حدّثنا أيضاً عن أهمية تضافر كل الأطراف في دعم هذه الفعالية الوطنية من قطاعٍ عام وخاص وشركاتٍ خاصة كسيريتل ولاسيما في هذا الوقت تحديداً فقال: “يدلّ ذلك على حيويّة المجتمع السوري حيث تضافرت جهود كل فعالياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمنظمات الشعبية والحكومية والخاصة لخلق ودعم هذه الحالة الإبداعية. ولأنّ سورية صمدت بجيشها وشعبها انعكس هذا المكوّن على الدعم الجماعي، فهذه الحالة الإبداعية اليوم ليست ناتجة عن دعم الحكومة فقط بل عن دعم المجتمع بكل قطاعاته معاً.”
وأُعلنت أسماء الفائزين ليتمّ توزيع جوائز المعرض والمسابقة بحضور السيد وائل الحلقي، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي السيد خلف المفتاح، ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ووزير الأشغال العامة المهندس حسين عرنوس، ووزير الصناعة الدكتور كمال الدين طعمة، ويُذكر أنّ شركة سيريتل قدّمت جوائز عينية للفائزين بالإضافة إلى منح العديد من الجوائز القيّمة من ميدالياتٍ ومبالغ نقديّة لهم من قبل الأطراف المشاركة في دعم الفعالية.
التقينا بالعديد من المشاركين الفائزين عبّروا لنا عن سعادتهم بالمشاركة بالمسابقة وبالفرصة التي قُدّمت لهم، كانت منهم المهندسة هبة قشعور والتي فازت لمشروعها عن تصميم أطراف صناعية ذكية، تقول هبة: “تعمل الأطراف الصناعية الذكية هذه بتقنية شبكات الحساسات اللاسلكية وتعتمد بتغذيتها على المواد البيزوكهربائية أو الكهروضغطية، والهدف منها هو إيجاد حلّ للحاجة الكبيرة في ظل الازمة لتوفير الأطراف الصناعية دون أن تكون أطرافاً تقليدية ولا سيما أنها تمسّ الشباب المصابين في مقتبل العمر. فاستخدمتُ أحدث تقنيات الاتصالات “شبكات الحساسات اللاسلكية” علماً أن الاطراف الصناعية تكمن مشكلتها في مصدر الطاقة المغذية لها والتي قد تنفذ، فاعتمدنا لتفادي ذلك على الطرف الصناعي بحدّ ذاته ليولد الطاقة الكهربائية لتغذية عقد الحساسات وهذه كانت الفكرة الأهمّ بحسب تقييم لجنة التحكيم حيث أصبح الطرف الصناعي بنفسه مصنوعاً من مواد بيزو كهربائية أو كهرو ضغطية تتميز بأنها تؤمن الطاقة الكهربائية عند الضغط أو الحركة أو حتى الحرارة، فعند تحريك الطرف الصناعي أو الضغط عليه ستتولد طاقة كهربائية معينة تغذي عقد الحساسات اللاسلكية والتي تستطيع نقل الشعور بالإحساس الطبيعي وترسل إشارتها لمشغّلات مرتبطة بالنهايات العصبية لتولد تياراً كهربائياً يتوافق تماماً مع السيالة العصبية من حيث الشدة والشكل، بمحاولةً للوصول لأطراف صناعية تحاكي الأطراف الطبيعية قدر الإمكان. نشكر إقامة مثل هذه الفعاليات والتي أشارك فيها للمرة الثانية، فبغض النظر عن الجوائز المقدمة، والتي تعتبر مسؤولية سنستخدمها في تنفيذ المشروع ليصبح واقعاً، إلا أن الفعالية تعتبر مؤتمراً علمياً تسمح لجميع الأشخاص ممن يملكون الأفكار والإبداع للاجتماع من كامل محافظات القطر ليتشاركوا الأفكار الخلاقة. وأشكر أيضاً الجهات المشاركة بالدعم وخاصة سيريتل لأننا نعلم أن فعاليات بمثل هذه الضخامة تحتاج لدعم كبير من حيث الجهد والتنظيم ومن الناحية المادية أيضاً. فلا زال الأفراد والشركات يملكون الحماسة والشغف ليشاركوا في الدعم بمثل هذه الظروف لنتحدى جميعاً كل الصعوبات.”
وبذلك تمّ المعرض بنجاح محققاً الغاية المرجوة منه في الإضاءة على اختراعات وإبداعات السوريين متحدياً كل الصعوبات ومثبتاً جدارة وكفاءة الشباب السوري التي أكّدت مجدداً صمود الشعب السوري وقدرته على الإبداع في ظل أصعب الظروف.
لنستمر جنباً إلى جنب في النهج الوطني من خلال دور وجهد كل فرد من المجتمع السوري الشامخ.

Exit mobile version