Site icon صحيفة الوطن

دعا من غادر إلى خارج البلاد للعودة إلى الوطن والمساهمة في إعادة الإعمار … عرنوس: الحكومة حريصة على أن يكون الدعم المقدم شاملاً لجميع الفاعلين في الإنتاج الدرامي

بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس، اختتمت أمس فعاليات ورشة «الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية» التي أقامتها وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون في فندق الشام بدمشق على مدار يومين.

وحضر افتتاح اليوم الثاني كل من وزير الإعلام د. بطرس حلاق والمالية د. كنان ياغي والصناعة زياد الصباغ وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورئيس وأعضاء لجنة صناعة السينما والتلفزيون ورئيس وأعضاء نقابة الفنانين ومديرون عامون ومنتجون وفنانون وكتّاب ومخرجون وإعلاميون.

استعداد تام

وفي كلمة ألقاها أمام الحضور، أكد المهندس عرنوس أن الحكومة لن تألو جهداً في تقديم الدعم الممكن لهذا القطاع الحيوي، وهي على استعداد تام للبحث في جميع التسهيلات المالية الممكنة لخفض تكاليف الإنتاج وتعزيز تنافسية المنتج الدرامي، سواء من خلال الإعفاءات الجمركية والمالية أم من خلال تقديم تسهيلات ائتمانية ومصرفية مناسبة ومتابعة مخرجات الورشة، سواءٌ من خلال مراجعة الصكوك التشريعية الناظمة لقطاع صناعة الدراما والسعي لجعلها في خدمة تطوير القطاع، أم من خلال تشكيل فريق عمل من الجهات المعنية لإيجاد الصيغة المؤسساتية والإدارية المثلى لإدارة شؤون هذا القطاع.

وشدد المهندس عرنوس على استعداد الحكومة أيضاً لتقديم جميع التسهيلات الإدارية واللوجستية لتعزيز الاندماج المخطط والواعي للقطاع مع بيئته ومحيطه العربي من خلال المؤتمرات والمعارض والمهرجانات المشتركة برعاية حكومية واسعة، مشيراً إلى أهمية اللقاء مع المعنيين عن واحد من أهم قطاعات التنمية البشرية في البلد، وهو قطاع الإعلام، وعلى وجه التحديد قطاع صناعة الدراما لما له من دور حيوي، وأنه يحق لنا جميعاً أن نفخر بصمود المؤسسة الإعلامية، وتمسكها بهويتها وأصالتها وانتمائها الوطني والعروبي الحقيقي ونستذكر بمزيد من الإجلال والتقدير أمثلة هذا الوفاء من شهداء الإعلام الوطني الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن مبادئهم ورسالتهم الوطنية والأخلاقية.

مسؤولية مشتركة

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى قيام أعداء الوطن والأخلاق والقيم بضرب البنية التحتية للمؤسسة الإعلامية فخربوا وفجروا واستهدفوا بالقذائف أبنية المؤسسة الإعلامية، كما ساهم داعمو الإرهاب والإرهابيون في محاولة حصار الكلمة العربية السورية والتضييق على الفن السوري من خلال الحصار على الأقمار الصناعية، والعقوبات على توريد التجهيزات الخاصة بالقطاع الإعلامي، وغير ذلك من إجراءات قسرية ظالمة.

وقال: لا شك أن ثمة صعوبات تعتري العمل الإعلامي بشكل عام، وصناعة الدراما بشكل خاص، ونأمل أن تكون الورشة فرصة حقيقية لتحليل واقع هذه الصناعة، وتحديد أهم الصعوبات التي تعاني منها، ومقترحات تجاوزها بشكل موضوعي وعملي وفق خطة عمل واضحة وشفافة.

وأضاف: إن صناعة الدراما هي مسؤولية مشتركة بين القطاعين العام والخاص، ولا بد من التشاركية الحقيقية بين جميع الأطراف المعنية.

صناعة وثروة وطنية

وأضاف: إن الإنتاج الدرامي لا يجب أن يكون حكراً على المؤسسات الحكومية، كما أن الحكومة حريصة على أن يكون الدعم المقدم، حالياً ومستقبلاً، لهذه الصناعة شاملاً لجميع الفاعلين فيه من القطاعين العام والخاص. فهذه صناعة وثروة وطنية لا تملكها جهة معينة دون جهة أخرى، وإن تباينت الأدوار والمسؤوليات، فلا بد أن تكون متكاملة متناغمة، وإذا كان لكلِّ صناعة سوق وتجارة مرتبطة بها، وحسابات ربح وخسارة تحكمها، فإن لصناعة السينما حسابات دقيقة، وموازين حساسة، لا بد من مراعاتها عند إعداد حسابات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية من هذه الصناعة، فأقلُّ ما يقال عن صناعتكم هذه أن الرأي العام مسؤوليةٌ وطنية وأخلاقية، وأن سلامة المجتمع أمانة في عُنُقِها، وشرطً لازمٌ يتقدم على حسابات تكاليف الإنتاج المالية والترويجية.

حضن الوطن

وأضاف المهندس عرنوس: إن أبطال جيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة سيستكملون تحرير تراب وطننا، حتى آخر ذرة تراب لتعود إلى حضن الوطن الدافئ، مشيراً إلى أن جهود قطاع الإعلام الكبيرة، ممزوجة بوعي المواطن السوري، كانت كفيلة بطرد الفكر الدخيل على بلدنا، وتراجعه أمام انتصاراتكم الملحمية على خشبات المسرح، وفي استوديوهات التمثيل، وفي سيناريوهات مسلسلاتكم المبدعة.

ثروة وطنية كبيرة

وقال رئيس مجلس الوزراء: لقد اعتمدت المؤسسة السورية مفهوم صناعة الدراما، إدراكاً منها لأهمية هذا النشاط الفكري بأبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الوطنية. وإذا كانت الدراما صناعة، فإن لكلِّ صناعة مقومات نجاح ورواج، ولا بد من رعايتها وحمايتها وتقديم الدعم اللازم لها، ولعلَّ أهم عنصرٍ من عناصر ومدخلات هذه الصناعة هو رأس المال البشري الذي يمثل ثروةً وطنية كبيرة تحرص الحكومة على استثمارها وإطلاق طاقاتها القائمة والكامنة، ونعلم أن الطريق لا تزال طويلة وشاقة حتى نصل سوياً إلى مبتغانا على صعيد صناعة الدراما، ولكننا ونحن نتمثل شعار قائدنا المفدى، «الأمل بالعمل» تتعزز ثقتنا بهذا النجاح الموعود.

ميثاق وطني

وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن أمله في أن تكون ورشة العمل هذه فرصةً لوضع معالم ميثاقٍ وطني للإنتاج الدرامي يتمثل في الحرص على أن يكون الإنتاج الدرامي ملتزِماً ومسؤولاً تجاه قضايانا الوطنية، مع واقعية الطرح ووضوح الهدف والدَّور من المنتَج الدرامي. فإذا كانت صناعة الدراما صناعةً مسؤولة وملتزمة، فعليها أيضاً أن تكون واقعية وموضوعية وهادفةً بحيث تساير الواقع القائم، وتعكس همومه ومشاغله، وتؤدي وظيفةً محددة وتكون مرآة لهذا الواقع، إضافة إلى الحرص على الإبداع والتجدد في الطرح، وأن يكون المشهد الدرامي شاهد صدقٍ، وكتاب تاريخٍ للأجيال المقبلة، كذلك السير بخطوات عملية ومدروسة للنهوض بواقع صناعة الدراما، على جميع المستويات البشرية والمادية والمالية، في إطار زمني محدد قابل للتتبع والتنفيذ.

وشدد المهندس عرنوس على حرص الحكومة واستعدادها لتقديم كامل الدعم الممكن لهذا القطاع وللتعاون مع المعنيين فيه كشركاء وطنيين لما فيه خير وطننا بقيادة رمز عزتنا وراعي مؤسساتنا وملهم فكرنا وصانع النصر على جبهات السلاح والكلمة السيد الرئيس بشار الأسد، وتوجه بالرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار من مدنيين وعسكريين والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال الذي سطروا بتضحياتهم وعلى مختلف جبهات العطاء، درساً في الولاء والانتماء وإعلاء كلمة الحق والذود عن حياض الوطن ليبقى عزيزاً شامخاً.

الجلسة الحوارية

وخلال جلسة حوارية ضمن الورشة، أجاب رئيس مجلس الوزراء عن مداخلات الحضور مؤكداً أن الحكومة جاهزة لتقديم الدعم اللازم لتطوير واقع صناعة الدراما والسينما وفق الإمكانات المتوافرة، منوهاً بالدور المهم للأعمال الفنية الدرامية والسينمائية في إعطاء الصورة الحضارية الحقيقية عن أصالة الشعب السوري وتسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها المواطن إضافة إلى الدور التوعوي في ظل انتشار الأفكار المتطرفة البعيدة عن أخلاقيات الشعب السوري.

وأكد أهمية وضع مقترحات عملية وواضحة بالتشاركية بين وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون ونقابة الفنانين لتطوير المنتج الفني والارتقاء بواقع صناعة الدراما والسينما باعتبارها تسهم في دعم الاقتصاد الوطني إضافة إلى تحسين واقع العاملين بقطاعي الدراما والسينما والفنانين.

ولفت إلى أن الحكومة لن تألو جهداً لتحسين واقع الخدمات وإيجاد الحلول لسد النقص في توريدات المشتقات النفطية، وبيّن أن الإرهاب ركز في اعتداءاته على مناطق الثروات الوطنية النفطية والزراعية، مشيراً إلى أن العام الحالي سيشهد تحسناً في واقع الطاقة الكهربائية المولدة من خلال عدة مشروعات ستدخل الخدمة قبل نهاية العام ما سينعكس إيجاباً على واقع الكهرباء بشكل عام.

ودعا رئيس مجلس الوزراء من غادر إلى خارج البلاد ومنهم عدد من الفنانين للعودة إلى الوطن والمساهمة في إعادة الإعمار في ظل صدور مرسوم العفو رقم /7/ لعام 2022 وأكد بناء على المداخلات أنه سيتم التدقيق بتنفيذ المرسوم رقم 33 لعام 2011 المتعلق بالمبالغ التي تتقاضاها الجهات العامة لقاء أعمال التصوير التلفزيوني والسينمائي.

الحرب على الدراما

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الإعلامي والناقد سعد القاسم: إننا لا نستطيع فصل الدراما عن الحدث السوري العام، والحرب على الدراما سبقت الحرب على سورية وبدأت بأشكال مختلفة مثل الامتناع عن شراء المسلسلات وتشويه سمعة الفنانين السوريين، ودخول المال الخارجي بمواضيع محددة تشوه صورة المجتمع السوري بكامله، وللأسف فالكثير من العاملين في الدراما لم يكونوا واعين لهذا الموضوع وأنجروا لمعارك ليست لهم وخسروا فيها مجتمعين».

وأعرب عن أمنياته بأن يكون هناك تفكير عام جماعي وجدي من دون استعراض للخروج بما يشبه ميثاق الشرف بين كل العاملين في الدراما يحدد كيفية تكوين آليات للعمل واحترام حقوق الكتّاب وأجور الفنانين والفنيين وشكل التسويق وغيرها الكثير من الأمور التي تحتاج إلى نقاش.

سلاح رديف

أما الموسيقار طاهر مامللي فأشار إلى أن الفنانين لم يتوقفوا عن العمل رغم كل الصعوبات، مبيناً أن المشكلة عند الحكومة وأصحاب القرار المعنيين الذين عليهم إدراك أهمية الثقافة ودورها كسلاح رديف لحماية الفكر والروح. وفي حديثه عن غياب الأغنية الوطنية تساءل: «هل من المعقول طوال كل تلك السنوات أننا لم نتمكن من إصدار أغنية تعبّر عن ألم الشارع؟، مضيفاً إن الأغنية اليوم قد تكون مؤثرة أكثر من نشرات الأخبار لكنها غير موجودة وأبسط كلمة أستطيع قولها إنه ليس هناك مؤسسة وطنية أو غير وطنية لإنتاج الغناء والموسيقى».

أمر مبشر

بدورها بيّنت الممثلة ريم عبد العزيز أن حضور رئيس الحكومة والوزراء في هذه الورشة أمر مبشر للانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل، ففي السابق أقيمت العديد من الورشات لكنها لم تخرج بأي نتيجة.

وأضافت: «أتمنى أن ترفع لجنة صناعة السينما والتلفزيون كل الطلبات والمقترحات إلى رئاسة الحكومة إضافة إلى زيادة التعرفة الإذاعية لأن الأجور متدنية جداً، ومشكلة أجور الفنانين بشكل عام كبيرة ونحن نعاني منها».

اليوم الثاني

وكان اليوم الثاني من الورشة قد تضمن عدة جلسات حوارية وأوراق عمل شارك فيها كل من المدير العام للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني أحمد الخضر بعنوان «دور القطاع العام في صناعة الدراما الوطنية»، ود. نهلة عيسى بعنوان «المشروطية الاجتماعية للدراما التلفزيونية السورية، ود. عماد فوزي شعيبي بعنوان «العلاقة بين المتغيرات السياسية والاجتماعية وبين التأثيرات المحتملة للدراما على الهوية الثقافة ومصلحة الدولة العليا».

ومن المقرر أن ينتج عن الورشة مجموعة من التوصيات ستصدرها وزارة الإعلام أواخر الأسبوع الجاري.

Exit mobile version