Site icon صحيفة الوطن

لماذا تزور بيلوسي تايوان؟

يبدو أن الحزب الديمقراطي الأميركي يعمل على إثارة توترات جديدة في العالم، بعد أن تسبب الديمقراطيون ورئيسهم جو بايدن بإشعال حرب في أوروبا لا أحد يعرف متى وكيف ستنتهي.

بعد ذلك اتجهت الأنظار إلى جنوب شرق آسيا وتحديداً الصين، حيث تعمل الولايات المتحدة على زيادة التوتر مع هذا البلد الآسيوي الكبير، وهو ما بدا جلياً مع إصرار رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي على زيارة جزيرة تايوان رغم اعتراض الصين.

تعتبر السيدة بيلوسي أعلى مسؤول أميركي زار تايوان منذ زيارة نيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب عام 1997.

تايوان الجزيرة التي تبعد نحو 129 كيلو متراً عن الصين كانت دائماً سبباً للتوتر بين الولايات المتحدة والصين، إذ تتمتع واشنطن بعلاقة دبلوماسية غريبة مع العاصمة الصينية بكين بدأت عندما اعترفت أميركا بالحكم الشيوعي فيها عام 1979، وتعترف الولايات المتحدة بوحدة الأراضي الصينية، لكن لماذا هذه الزيارة الآن؟

يرى الكثير من المتابعين أن الهدف الأساسي للزيارة هي إحراج الرئيس الصيني شي جين بيغ قبيل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم وإمكانية فوز الرئيس بولاية رئاسية ثالثة، ذلك لأن الصينيين أجروا تعديلاً على الدستور عام 2018 يقضي بعدم تحديد عدد الولايات للرئيس الواحد، والرئيس جين بيغ تعهد مراراً أنه سيعمل على توحيد الجزيرة مع البلد الأم حتى ولو بالقوة.

يرى البعض الآخر أنه ليس من مصلحة أميركا الآن الدخول في أي نزاع مسلح مع الصين، وقد تعمل هذه الزيارة على زيادة التوتر والدخول في نزاع عسكري، وخاصة أن الرئيس بايدن صرح أن أميركا ستستخدم القوة لمساعدة تايوان.

من ناحية أخرى يرى بعض المراقبين أن السيدة بيلوسي بزيارتها لتايوان أحرجت الرئيس بايدن الذي لا يريد أن يمنعها من الزيارة لكنه في الوقت نفسه أوحى بأن الرحلة غير حكيمة إذ قال: «أعتقد أن الجيش يرى أن الفكرة ليست فكرة جيدة الآن».

أما رئيسة مجلس النواب وفريقها فيرون أن من حق بيلوسي كممثلة للسلطة التشريعية الذهاب إلى المكان الذي تراه مناسباً، كما أنها تعتقد أن زيارتها هذه تأتي في إطار تعهدات الكونغرس لتايوان منذ سنوات.

نانسي بيلوسي التي زارت الصين عام 1991 بعد سنتين من حادثة ساحة تيانمين والتي وضعت فيها لافتة تقول: «إلى من ماتوا من أجل الديمقراطية في الصين»، تعود اليوم إلى المنطقة في زيارة مثيرة للجدل قد تتجلى تبعياتها في الأيام القليلة القادمة.

يبدو أن الأمر يتعلق باتجاهين، الأول صراع داخل الإستابلشمنت الأميركي، وإن كان بايدن وبيلوسي من حزب واحد، الاتجاه الثاني هو أن النتيجة ستكون دفع الصين نحو علاقة أوثق من روسيا، وفي الحالتين أميركا هي المتضرر.

Exit mobile version