Site icon صحيفة الوطن

شح الحليب في السويداء وشكاوى من غلاء أسعار الألبان وحرفيون يتوقفون عن العمل بعد أيام

التحليق المستمر للأسعار جعل تأمين المواد الغذائية من ألبان وأجبان وبيض التي تشكل الغذاء الرئيسي حلماً لدى الأغلبية الساحقة من الأسر في السويداء، وأشار الكثير من الأهالي في حديثهم لـ«الوطن» إلى عجزهم عن تأمين أبسط متطلبات أسرهم من الألبان والأجبان بعد أن تراوح سعر الكيلو منها بين 12 و16 ألفاً ليتجاوز سعر طبق البيض في بعض المحال 15 ألفاً.

وأكدوا أن الفارق الكبير بين الأسعار ومستوى الدخل أدى إلى تفشي حالة من سوء التغذية لدى أطفالهم الذي باتت واقعاً مفروضاً ينذر بحالة صحية كارثية حيث أشارت أم محمد إلى أن حاجة أسرتها من مادة اللبن وحدها تصل شهرياً لما يزيد على 60 ألف ليرة مع التنازل عن الأجبان والبيض متسائلة كيف لأسرة مؤلفة من خمسة أشخاص على أقل تقدير تأمين باقي متطلباتها الغذائية بدخل لا يتجاوز المئة ألف ليرة؟

كما أشار أبو علاء وهو رب أسرة مؤلفة من سبعة أفراد إلى أنه ولتأمين الغذاء لعائلته وبأبسط المكونات يحتاج إلى أكثر من 300 ألف ليرة شهرياً هذا في حال إقصاء اللحوم البيضاء منها والحمراء ليؤكد عدد من الأهالي ممن دخلوا في النقاش القائم أنهم باتوا عاجزين عن تأمين أبسط متطلبات أسرهم الغذائية من جراء الارتفاع المهول لأسعارها بدءاً من الخبز والخضار وصولاً إلى الألبان والأجبان.

أما أصحاب محال الألبان والأجبان فكانت شكواهم تتلخص بنقص الكميات من مادة الحليب لزوم استمرار عملهم إضافة إلى النقص بمادة الغاز الأمر الذي أدى إلى رفع الأسعار الخارج على إرادتهم، بينما أشار البعض إلى اقتراب موعد إغلاق محالهم التي تعتبر مورد رزقهم لعجزهم عن الاستمرار بالعمل ضمن الظروف الإنتاجية القاهرة على حد قولهم بعد أن باتوا عاجزين تماماً عن تأمين مستلزمات إنتاجهم وخاصة الحليب من المربين نتيجة غلاء أسعار الأعلاف لمواشيهم هذا فضلاً عن نفوق أعداد منها ليس بالقليل خلال الأشهر القليلة الماضية.

بدوره رئيس جمعية المعجنات والمواد الغذائية في اتحاد حرفيي السويداء رائد الحسنية أكد لـ«الوطن» أن شكاوى أصحاب محال الألبان والأجبان محقة من جراء صعوية تأمين أبسط متطلبات محالهم وأهمها مادة الحليب التي شهدت شحاً كبيراً في الأيام الأخيرة ما عدا حليب الأبقار الذي انخفضت كمياته الموردة من المربين ولكن مع بقاء الكميات أقل من حاجة السوق.

ولفت الحسنية إلى أن جميع الحرفيين أصحاب السجلات الحرفية يعانون من نقص مادة الغاز سواء كانت لتصنيع الحليب ومشتقاته أم صناعة المعجنات والخبز السياحي والسمون يضاف إليها ارتفاع أسعار الطحين والسكر والزيوت فضلاً عن فقدان مادة الخميرة ما أدى إلى توقف الكثيرين عن العمل لأيام وانعكس ذلك سلباً على واقعهم المعيشي سواء لأصحاب المنشآت الحرفية أم للعاملين ضمنها التي تؤمن مصدر رزق لمئات الأسر على ساحة المحافظة مع إشارته إلى وعود من إدارة فرع المخابز بتأمين المادة خلال أيام.

كما بيّن الحسنية أن إشكالية نقص مستلزمات العملية الإنتاجية لم تتوقف على أصحاب المحال والأفران الخاصة ومحال المعجنات بل انعكست سلباً كذلك على أصحاب المشاريع المتناهية الصغر بهدف البحث عن مصدر رزق لأسرهم قاموا بالتقديم على سجل حرفي لصناعة الخبز والألبان ضمن منازلهم واضطرار اتحاد الحرفيين لتخصيصهم بأسطوانات غاز لزوم عملهم الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد المنتسبين للجمعية إلى أكثر من 2700 حرفي ما أدى إلى التأخير بتأمين أسطوانات الغاز لجميع الحرفيين بواقع مرة كل 35 إلى 40 يوماً وهو ما انعكس سلباً على عمل الجميع في ظل شح المادة الموردة للمحافظة، علماً أن بعض الحرفيين الجدد لم يتم تخصيصهم بمادة الغاز منذ بداية العام الحالي إلا في الأيام القليلة الماضية على أن يتم تزويدهم بالمادة الشهر القادم.. ولفت إلى أن جميع الحرفيين على ساحة المحافظة أصحاب المشاريع الصغيرة منها والكبيرة، باتوا يعانون من أزمة معيشية خانقة من جراء نقص كل مواد الإنتاج فضلاً عن ارتفاع أسعارها الجنوني كما انعكس الواقع بالدرجة الأكبر على الأهالي، مشيراً إلى معاناة أخرى لأصحاب حرف المعجنات والأفران الخاصة وهو قرار الوزارة بعدم السماح بدخول السيارات الخاصة إلى مديرية المطاحن وإلزامهما بنقل الطحين عبر السيارات العامة رغم امتلاكهم سياراتهم الخاصة الأمر الذي زاد من أعبائهم من جراء أجور النقل المرتفعة التي ستضاف بالضرورة إلى تكاليف الإنتاج لتخفيض الخسارة بحدها الأدنى.

رئيس اتحاد حرفيي السويداء تيسير أبو ترابي أكد لـ«الوطن» أن الإشكالية الأساسية في عمل المنشآت الحرفية هو الشح بمادة الغاز الموردة للمحافظة الذي لا يتناسب مع عدد البطاقات الممنوحة للحرفيين، فضلاً عن النقص بالأسطوانات الحديدية الصناعية المخصصة لكل حرفي والتي من المفترض تأمينها لكل الحرف، لافتاً إلى أن معاناة حرفيي المعجنات إضافة إلى مادة الغاز من ارتفاع أسعار السكر والطحين والزيت والخميرة أدت بالنهاية إلى رفع الأسعار بالضرورة ليبقى المواطن الخاسر الأكبر.

Exit mobile version