Site icon صحيفة الوطن

شددت على أن أي حوار أو تواصل رسمي مع أميركا لن يكون إلا علنياً … سورية تنفي اتهامات بايدن باختطاف أو إخفاء مواطنين أميركيين وتصفها بـ«الباطلة»

نفت سورية أمس، أن تكون اختطفت أو أخفت أي مواطن أميركي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية، ووصفت تصريحات الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن التي تضمنت اتهامات للحكومة السورية باختطاف أو اعتقال مواطنين أميركيين من بينهم أوستن تايس بأنها «باطلة وبعيدة عن المنطق»، مشددة على أن أي حوار أو تواصل رسمي مع الجانب الحكومي الأميركي لن يكون إلا علنياً ومؤسساً على قاعدة احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين: «صدرت في الأسبوع الماضي تصريحات مضللة وبعيدة عن المنطق عن الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس الأميركي ووزير خارجيته تضمنت اتهامات باطلة للحكومة السورية باختطاف أو اعتقال مواطنين أميركيين من بينهم أوستن تايس العسكري في الجيش الأميركي والذي اعترفت الحكومة الأميركية منذ سنوات مضت بأنه دخل وغيره من الأميركيين إلى أراضي الجمهورية العربية السورية بشكل غير شرعي».
وأوضحت الوزارة في البيان الذي نقلته وكالة «سانا»، أن هؤلاء المواطنين الأميركيين الذين تتحدث عنهم إدارة واشنطن، كانوا يتواصلون مع مجموعات إرهابية مسلحة كانت تسيطر على بعض المناطق في سورية والتي لا يزال بعضها موجوداً وينشط ويمارس الإرهاب ويحمل السلاح تحت غطاء وحماية القوات الأميركية التي في سورية بشكل غير شرعي أو القوات التركية المحتلة سواء في الشمال الشرقي أو في الشمال الغربي من سورية.
وشددت الوزارة على أن «الحكومة السورية تنفي أن تكون قد اختطفت أو أخفت أي مواطن أميركي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية وهي ملتزمة بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية».
وأضافت: «سورية تلفت انتباه الرأي العام الأميركي والمسؤولين الأميركيين إلى أن حكومة بلادهم هي من خرقت أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية حين غضت الطرف بل شجعت العشرات من المواطنين الأميركيين على السفر إلى سورية والدخول إلى أراضيها دون إذن من حكومتها وبشكل غير شرعي عبر معابر حدودية غير نظامية أو بالتسلل إلى مناطق تسيطر عليها جماعات إرهابية مسلحة».
وأكدت الوزارة، «أن أي حوار أو تواصل رسمي مع الجانب الحكومي الأميركي لن يكون إلا علنياً ومؤسساً على قاعدة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
ودعت الوزارة الجانب الأميركي بشكل فوري وغير مشروط، سحب قواته العسكرية التي على أراضي سورية بشكل غير شرعي والامتناع عن سرقة وتهريب النفط والقمح السوري ورفع الغطاء والحماية عن الجماعات الانفصالية المسلحة وعن الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتواجد في قاعدة «التنف» العسكرية الأميركية غير الشرعية ووضع حد نهائي وغير مشروط للإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة من الإدارات الأميركية المتعاقبة على الشعب السوري.
وختمت الخارجية بيانها بالقول: «إن ربع الحقيقة ليس بحقيقة بل هو تشويه متعمد لها وعلى الإدارة الأميركية أن تعترف أمام أهالي المواطنين الأميركيين بأنها هي من شجعتهم على السفر إلى سورية والتعامل مع الجماعات الإرهابية المسلحة تحت ذرائع مختلفة دون أن تقيم أي وزن لأمنهم وسلامتهم وحياتهم»
ويوم الإثنين، ذكر المتحدث باسم وزارة ‏الخارجية الأميركية نيد برايس، أن واشنطن تواصلت بـ«شكل مباشر مع مسؤولين سوريين» للإفراج عن الصحفي الأميركي أوستن تايس المحتجز في سورية منذ 10 سنوات!، رافضاً التعليق على تفاصيل المحادثات الأميركية – السورية، بما في ذلك المستويات التي بذلت فيها الجهود، وذلك حسب وكالة «الأناضول» التركية.
وأضاف: «سنسعى وراء كل فرصة للتواصل معهم حال شعرنا أن ذلك يسهم بعودة أوستن إلى الوطن».
وصادف يوم الـ14 من الشهر الجاري، الذكرى السنوية العاشرة لاختفاء تايس، حيث أصدر بايدن، الأربعاء الماضي، بياناً زعم فيه أن السلطات السورية هي من اختطفته، وأضاف: «لقد طلبنا مراراً من الحكومة السورية العمل معنا حتى نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن»، داعيا سورية إلى ما سماه «وضع نهاية لذلك ومساعدتنا في إعادته إلى الوطن». وقال «لا أولوية أعلى في إدارتي من إعادة الأميركيين المحتجزين الرهائن أو المحتجزين ظلماً في الخارج» إلى الديار، وأضاف: «هذا تعهد قطعته للشعب الأميركي ولوالدَي أوستن، وأنا مصمم على الوفاء به».
وبنفس اليوم، طالب بلينكن في بيان المسؤولين السوريين بما سماه «الوفاء بالتزاماتهم» بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية بـ«الاعتراف باحتجاز» تايس وكل مواطن أميركي آخر محتجز في سورية!.
وتبع ذلك، نقل شبكة CNN الجمعة عن مصدرين مطلع ومسؤول رفيع في إدارة بايدن أن الإدارة الأميركية أجرت اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية لمعرفة مصير تايس.
وقال المصدر المطلع: إنه «كان هناك عدد من التفاعلات المباشرة – لم يحدث أي منها في دمشق – لكنها لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم»، في حين زعم المصدر المسؤول أنه جرى تواصل مباشر مع الحكومة السورية، وإن ذلك كان أحد السبل المتعددة التي تتبعها الإدارة في محاولة لـ«تحرير تايس».
وتؤكد المعلومات في دمشق، أن تايس ليس صحفياً وإنما عميل متعاقد مع الاستخبارات الأميركية دخل الأراضي السورية بطريقة التهريب عام 2012 وزار مناطق عديدة كانت قد خرجت حينها عن سيطرة الجيش العربي السوري، ووصل إلى الغوطة الشرقية مكلّفاً مهمة تجهيز وإعداد «جهاديين» لمحاربة القوات السورية، لكنه اختفى هناك بظروف غامضة ولم يُعرف مصيره حتى الآن، وترجح المعلومات أن يكون اختفاؤه ناجماً عن صراع جماعات متطرفة نشأت حديثاً في الغوطة الشرقية.

Exit mobile version