Site icon صحيفة الوطن

بين الرواية والمعرض الخاص تفاصيل تحكي عن الحب ولغة الإشارة … دعاء بطيخ لـ«الوطن»: جاء مع ولادة الرواية الأولى

أطلقت الكاتبة والفنانة التشكيلية دعاء بطيخ روايتها الأولى بعنوان «رقصة حواء والمطر»، إضافة إلى معرضها التشكيلي الفردي الأول باسم «بصمات» وذلك في غاليري زوايا في دمشق.

فنانة حالمة تسرد قصتها بأسلوب الخطف خلفاً، تروي الأحداث بأسلوب مبتكر وشائق يلمس الروح هو أقرب ما يكون للصوفية، تبتكر قصة الحب بين بطلي الرواية وتنقل الإحساس بصدق وعفوية، كما عملت الكاتبة على تصميم غلاف روايتها وهي خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الغرافيك والاتصالات البصرية.

ومن خلال 12 لوحة استعرضت حكايات الأيدي كلغة متقنة توجب علينا فهماً لها، فهي ليست حكرا على فئة معينة وفي تصريح خاص لـ«الوطن» تبين دعاء أن «بصمات معرض يتحدث عن اليدين اللتين تشكلان لغة بحد ذاتها وتعبران عن الحب والغضب، وإذا تعممت لغة الصم والبكم على جميع أنحاء العالم فسنصبح قادرين على التواصل مع أي أحد من دون أن نتعلم لغته، لذلك استخدمتها بلوحاتي بطريقة تخدم اللوحة وتحكي كل واحدة منها عن مضمون معين».

مخاض طويل

وأضافت دعاء إنني «شاركت بمعارض فردية عديدة لكن جاء المعرض الفردي الأول مع ولادة الرواية الأولى فكانت ولادتين في آن معاً، وفرحتي واحدة لكل منهما، حيث بدأت بالرواية منذ زمن وعاشت بمخاض طويل.

وتتحدث «رقصة حواء والمطر» عن الأنثى بشكل عام بأسلوب الخطف خلفاً وهي شاملة لكل ما يمكن أن نتخيله في الحياة، لذلك رسالتي هي المحبة والسلام للجميع».

وكشفت دعاء: «بحكم أنني خريجة كلية الفنون قسم الاتصالات البصرية فقد حالفني الحظ لأصمم الغلاف، وموضوعي الأساسي هو النبل والعطاء والصبر والانتظار والتضحية ونظافة القلب والرحمة وكثير من الرسائل والمشاعر التي فقدناها تلمس كل شخص بزاوية معينة، ممكن أن تمسنا من ناحية الأمومة أو من ناحية الصداقة أو الأبوة الشاملة، وأضاءت على التفاصيل التي لم نعد نلتفت لها بزحمة الحياة».

ذكريات وأحلام

وبين الدكتور عبد الله شاهر في قراءته التحليلية للرواية أنها: «رواية ذاتية عاطفية تحمل سمة العشق بين بطلي الرواية جلنار ومطر حيث أعادت من خلالهما فن الرسائل بين المحبين، الذي تحدث عنه الأدب العربي والأدب العالمي مبيناً أنها اعتمدت تقنية النهاية أولاً والتي شكلت عامل جذب مهماً في ذهن المتلقي، وهي تنتمي إلى الأدب اللاواقعي من خلال مجموعة ذكريات وأحلام وبوح استطاعت تحويلها إلى كلمات وجمل وأفكار وفرضت الذاكرة نفسها خارج حدود الزمان والمكان».

يتحصنون بالأمل

وعن المعرض وتوقيع الكتاب أوضحت نور سلمان مديرة غاليري زوايا: «أكون سعيدة عندما أرى مثل هؤلاء الأشخاص الذين مازالوا موجودين في البلد رغم كل الظروف الصعبة ويتحصنون بالأمل والكتابة والفن، هي مواهب سورية نفخر بها وواجب علينا أن ندعمها».

وتقول في فقراتها

اللاوعي واللاشيء واللامنطق.. واللامألوف والغريب المعجون بالجنون والغضب والخوف والضحك في دوامة.. اللاحب هو أكثر عقلانية من العقل يا ترى، أصبحت لا ترى وإن أبصرت تجاعيد ارتسمت على الأسنان حتى شاخت الابتسامة، إدراك شيء يضاهي قيمة إدراك ملايين الأشياء وفقدان يعظم أجر اللقاء، شرفة تطل على الموت كأنها تطل على فضاء لامع واسع وصدر رحب مرحب به مع توصية خاصة بمغادرة مسبقة، تائهون عالقون ناجون رغم الغرق، استحالة الحال المحال تبدو جميلة رغم قباحة الشرخ الكبير، الجانب المظلم له ضوء نراه في العتمة الحالكة تلك هي المحاولة فحاول حتى تفنى؛ فالفناء تبدده المحاولة والمحاولة اغتيلت منذ قرن، نبحث عن الموت الذي أجدناه وأتقناه، نحيي الحياة لنميتها، فإن ماتت عاشت مثلنا، قصصنا الأجنحة لنحيا مشقة السير ونعد الخطوات، حبنا للرياضات معضلة، لا نفقه من هذا الحب سوى العضال الذي أصابنا، أدمناه فأصبح منّا ومَن منّا يتوه عنا، هذه محن مفرد في الأصل جمع.. لكنه يهوى أن يبقى فرداً.

Exit mobile version