Site icon صحيفة الوطن

سلتنا الأنثوية في حالة سبات فهل نشهد من ينقذها وينادي باسمها؟

تعيش سلتنا الأنثوية في أسوأ أيامها رغم أنها كشفت في الفترة الأخيرة عن خامات ومواهب كثيرة أثبت قدرتها على العطاء، غير أن الاتحاد الحالي لم يعر اللعبة أدنى درجات الاهتمام، لا بل شهدت في عهده الكثير من التراجع، ولم يستفد من تجارب الاتحادات السابقة التي عملت واجتهدت حسب الإمكانات المادية المتاحة لهم في الفترات السابقة.

وعلى الرغم من التطبيل والتزمير الذي يمارسه اتحاد كرة السلة للتباهي بإنجازاته التي يعتبرها خارقة وفريدة واستثنائية، فإنه من المؤكد أنه لم يطلع أو يجر نظرة شاملة على مستويات فرق السيدات منذ توليه لمهامه ليشاهد الانحدار التاريخي للسلة الأنثوية بعد أن ظهرت المباريات الطابقية في دورينا وباتت علامة مميزة، وإن كانت بعض أندية الشهباء تعتبر كقطرة المعقم الوحيدة للعبة، إلا أنها باتت أشبه بحالة استثنائية في الظرف العام التي تمر فيه السلة الأنثوية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل ازدادت المشكلة تعقيدا بعدما أهملت اللعبة في بعض الأندية وألغيت في أندية أخرى دون أن يحرك أحد ساكناً أو يهب لنجدتها ما جعل اللعبة تغرد خارج التغطية في بعض الأندية دون رجعة.

تراجع مخيف

يبدو أن تدهور اللعبة قد بدأ يتفاقم أكثر في أندية الشهباء ولدينا ذلك في الدوري الفائت، فسلة الجلاء أصبحت هذه الأيام في أضعف حالاتها، والفريق أصبح فريقاً وديعاً لا تحسب فرق الدوري له حساباً، وكذلك الحال في أندية الاتحاد واليرموك والعروبة والحرية التي شهدت تراجعا مخيفا وهجرة كبيرة للاعباتها فما أن تصعد لدوري الأضواء حتى تعود بأدراجها إلى الدرجة الثانية، وفي مدينة حمص السلة الأنثوية غائبة ومعدومة وكذلك الحال في مدينة حماة، أما في العاصمة فالوضع مختلف وهناك من يجتهد ويعمل وأندية بدأت تتطور وإن بدا تطورها على حساب ضعف باقي الأندية، إلا أن خطواتها الأولى كانت صحيحة ولا بد أن تصل لنهائيات مثمرة ومفيدة في حال استمرت على الطريق نفسه.

فسلة الوحدة ما زالت غير قادرة على العودة بقوة للصدارة، وباتت كالطفل الذي يحبو دون أن يستطيع المشي، فالفريق الذي اعتلى منصات التتويج لسنوات طويلة وكان بعبعا وحجر العثرة في وجه أقوى الفرق بات كالقط الأليف تستبيح سلته أضعف الفرق ويعتمد على لاعبات من خارج أسوار النادي.

أما سلة سيدات نادي بردى فحالها كحال نهرنا العظيم الذي جفت مياهه ونضبت ينابيعه، وفاحت رائحة مستنقعاته الآسنة، أما سلة سيدات نادي الجيش فحدث ولا حرج بعد أن نسيت إدارة النادي اللعبة من أساسها ووزعت لاعباتها على باقي الأندية منذ زمن بعيد دون أن تكون هناك نية لإعادتها.

و يبدو أن المخاض العسير الذي مرت به سلة سيدات قاسيون ونجاحها من الموت أثناء الولادة بأعجوبة تسبب بوضعها في الحاضنة تحت المراقبة نظراً لتذبذب أداء الفريق ومستواه رغم الإمكانات المادية المتاحة له واللاعبات المتميزات فيه إلا أن الفريق ما زال دون مستوى طموح القائمين عليه، ناهيك عن نادي الساحل الذي شهد تراجعا كبيراً ابتداء من الموسم الماضي وخسر أفضل لاعباته حتى أصبح البحث عن مدرب يقوده أشبه بضرب من ضروب المستحيل.

مكانك راوح

أما في دوري الدرجة الثانية فالسلة الأنثوية فيه أصبحت كزهرة من زهرات الخريف لا لون ولا رائحة لها، وتعتمد في جل عملها على الاجتهادات الخاصة من قبل محبي اللعبة دون أن نلمس أي أمل في تطور هذه الأندية منذ سنوات طويلة.

فإذا كانت أندية الدرجة الأولى عاجزة عن دعم فرقها السلوية، فكيف هو الحال في أندية تعيش على التبرعات والهبات وتفتقد كل مقومات الاستثمار والاحتراف.

خلاصة

أمام هذه المقدمات والمعطيات مازال اتحاد كرة السلة يعتبر نفسه متمماً لجميع واجباته والتزاماته دون أن يقف مع نفسه وقفة صادقة ويعترف بأدائه ويقّيم الواقع الحقيقي للعبة الناعمة ويحاول أن يضع تصورات جديدة لتطوير مفاصل اللعبة، كيف لا وجل أعضائه همهم المراقبات التي باتت محرزة وأذونات السفر وترؤس بعثات المنتخبات الوطنية والسياحة والسفر.

فهل ستشهد السلة الأنثوية تحركاً كبيراً واهتماماً من قبل الاتحاد أم ستبقى الشعارات الرنانة والوعود الواهية عناوين مهمة للمرحلة القادمة في مفاصل اللعبة.

Exit mobile version