Site icon صحيفة الوطن

روسيا: الالتزام بوقف إطلاق النار.. إيران: المنطقة لا تتحمل حرباً أخرى.. فرنسا سنعرضها على مجلس الأمن الدولي … أرمينيا أعلنت مقتل 49 من جنودها نتيجة القصف الأذري.. ودعوات إلى التهدئة

استدعت التطورات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، وسقوط 49 قتيلاً من الجانب الأرميني ردود فعل دولية، حيث بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان التصعيد على الحدود بين يريفان وباكو، فيما دعت موسكو الجانبان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وذلك بالتزامن مع تشديد طهران على أن المنطقة لا تتحمل حرباً أخرى بتاتاً، على حين أكدت فرنسا أنها ستعرض المواجهات بين البلدين على مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الحكومة الأرمينية قولها في بيان أمس الثلاثاء: إن باشينيان نقل للرئيس الروسي تفاصيل الأعمال الاستفزازية والعدوانية التي قامت بها القوات المسلحة الأذرية تجاه أراضي أرمينيا السيادية والتي بدأت عند منتصف الليل أول من أمس ورافقها إطلاق نيران من المدفعية والأسلحة الثقيلة، معتبراً تصرفات الجانب الأذربيجاني «غير مقبولة» ومشدداً على أهمية الرد المناسب من المجتمع الدولي.
وحسب بيان الحكومة الأرمينية فإن الطرفين اتفقا على أن يبقيا على اتصال وثيق ومعرفة آخر التطورات أول بأول.
كما بحث وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والأرميني سورين بابيكيان الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية في أعقاب اندلاع أعمال قتالية ومواجهات بين الجانبين.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية قولها في بيان: إن بابيكيان عرض خلال المباحثات الوضع الناجم عن العدوان الأذربيجاني واسع النطاق على الأراضي السيادية لجمهورية أرمينيا، مشيرة إلى أن الوزيرين اتفقا على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق الاستقرار على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
وفي وقت سابق أمس أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ من التدهور الحاد للوضع في بعض المناطق الحدودية الأرمينية الأذربيجانية.
ودعت الوزارة في بيان لها أمس نقله موقع «روسيا اليوم» الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من تصعيد الموقف والتحلي بضبط النفس والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار وفقاً للبيانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا التي تم التوصل إليها العام الماضي، لافتة إلى أن روسيا ستبقى على اتصال مستمر ووثيق مع العاصمتين باكو ويريفان.
وأشار البيان إلى أن الجانب الروسي تلقى نداء من القيادة الأرمينية لطلب المساعدة في حل الوضع الناشئ منذ أول من أمس وفقاً للاتفاقيات الثنائية القائمة ومن خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي، معرباً عن الأمل بأن يتم بشكل كامل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه نتيجة للوساطة الروسية لوقف إطلاق النار.
وقالت الخارجية الروسية في البيان: إننا ننطلق من أن جميع النزاعات بين أرمينيا وأذربيجان يجب حلها حصراً بالوسائل السياسية والدبلوماسية أما بخصوص الحدود فيجب أن تحل الخلافات في إطار عمل اللجنة الثنائية لترسيم الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال مكالمة مع باشينيان عن قلقه لاستمرار التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، مشدداً على أن المنطقة لا تتحمل حرباً أخرى بتاتاً.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «أرنا» عن رئيسي قوله خلال المكالمة: تمر منطقة‌ القوقاز بظروف خاصة ومن المؤسف لم تعد الطمأنينة والهدوء‌ إلى المنطقة بعد.
ودعا الرئيس الإيراني إلى ضرورة أن يلتزم الموقعون على بيان الهدنة بفحوي هذا البيان ويتجنبوا أي توتر في المنطقة، وأشار كذلك إلى أن بلاده ترصد الأوضاع والمستجدات في القوقاز بشكل متواصل.
وبشأن العلاقات الثنائية، قال رئيسي: الحدود التاريخية‌ لإيران وأرمينيا أرضية مناسبة للرفاهية والتضامن والوفاق والأمن الإقليمي وطهران عازمة‌ علي مواصلة‌ الشراكة في كل‌ المجالات لصالح الأمن وتوفير الرغد في المنطقة.
وفي السياق ذاته، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أذربيجان وأرمينيا إلى ضبط النفس وتسوية خلافاتهما بالطرق السلمية وعلى أساس القانون الدولي، معرباً عن قلقه من تصاعد التوترات والنزاعات الحدودية بين البلدين.
كما جدد كنعاني التأكيد على أن بلاده ترفض حدوث أي تغيير في حدود أذربيجان وأرمينيا، مشيراً إلى أن إيران تراقب عن كثب التطورات المتعلقة بهذه القضية، وشدد كذلك على ضرورة احترام وحدة أراضي البلدين، وأعلن استعداد بلادنا لتقديم أي مساعدة لحل الخلافات بين البلدين الجارين.
من جانبه أعلن الإليزيه، أمس الثلاثاء، أن فرنسا ستعرض المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان على مجلس الأمن الدولي.
وحسب وكالة «فرنس برس» قال الإليزيه بعد محادثة هاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وباشينيان: ستعرض فرنسا الوضع على مجلس الأمن الدولي الذي تتولى رئاسته حالياً.
ومن جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إن بلاده قلقة بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ولاسيما بعد ورود تقارير عن قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية في أرمينيا.
وأضاف: كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع. نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً.
كما أعلن المكتب الصحفي لمجلس الوزراء الأرمني أن باشينيان بحث أمس الوضع على الحدود الأرمنية الأذربيجانية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
وكشف باشينيان أن خسائر أرمينيا نتيجة القصف على الحدود مع أذربيجان بلغت 49 قتيلاً، مضيفاً إن الحصيلة مرشحة للارتفاع، وقال باشينيان في كلمة أمام البرلمان الأرمني إن القوات الأذربيجانية شنت هجمات على الحدود الأرمنية على سبعة محاور الليلة الماضية (الإثنين)، وأضاف: إن حدة الاشتباكات تراجعت في الساعات الأخيرة لكن الاعتداءات الأذربيجانية لا تزال مستمرة، وأكد باشينيان أن أرمينيا لن توافق على إنشاء ممر على أراضيها، لكنها مستعدة لفتح خطوط المواصلات لجميع الجيران، بما فيها أذربيجان.
وصرح باشينيان بأن اجتماعاً للمجلس الدائم لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي يجري حالياً بناء على طلب من يريفان بشأن تفاقم الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
واندلعت اشتباكات ليل الإثنين على الحدود الأرمينية الأذربيجانية حيث اتهم الطرفان بعضهما بعضاً ببدء التصعيد فيما ذكرت العاصمة يريفان أن الجيش الأذربيجاني قصف أراضيها بالمدفعية والطائرات المسيرة في مناطق غيغاركونيكسكايا وفايوتسدزورسكايا وسيونيكسكايا، أما العاصمة باكو فقالت إن الجيش الأرميني أطلق النار على مواقع قواتها على الحدود في محاولة لتعطيل عملية السلام وأبلغ كلا الجانبين عن سقوط ضحايا في صفوف قواتهما.
وكانت أرمينيا وأذربيجان توصلتا في التاسع من تشرين الثاني 2020 وبرعاية روسيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى نزاعاً بين باكو ويريفان في إقليم ناغورني قره باغ استمر نحو شهر ونصف الشهر.

Exit mobile version