Site icon صحيفة الوطن

في افتتاح معرضه «انطباع ثانٍ» … أحمد الوعري لـ«الوطن»: الاختلافات التي شهدتها غيرت بداخلي الكثير وجعلتني أفهم الحياة والإنسان بشكل جديد

افتتح الفنان أحمد الوعري معرضه «انطباع ثان» في غاليري الآرت هاوس بدمشق.

وبإبداعه الخاص وتقنياته المميزة بالرسم والتصوير الزيتي استطاع أن يقدم أعمالاً تعج بالواقعية والتفاصيل الدقيقة، وأن يخلق من كل لوحة حالة خاصة تعكس واقع شبابنا المعاصر الذي بات يحكمه الزيف والمظاهر الخادعة في كل شيء، كما نجح في أن يخلق من كل لوحة حالة خاصة تهيم فيها الروح والمشاعر الإنسانية فبدت وكأنها تبوح بخباياها.

قناع كبير

وبتصريح خاص لـ«الوطن» أوضح الفنان أحمد الوعري: أن «هذا المعرض تتمة لمعرض أقيم في دبي تحت عنوان «انطباع أول» وجزء من اللوحات مشغول في سورية والجزء الآخر في دبي، فالاختلافات في الأمكنة والأزمنة والثقافات التي شهدتها غيرت بداخلي الكثير وجعلتني أفهم الحياة والإنسان بشكل جديد ولهذا أطلقت على معرضي اليوم اسم «انطباع ثان» وكأنه صورة مصححة بشكل أكبر عن الانطباع الأول».

وقال: «من جهة ثانية «انطباع أول» و«انطباع ثان» هما دلالة لتشاهد الحياة والعلاقات البشرية، وأنا برأيي أن علاقاتنا اليوم فيها خلل بسبب أسلوب حياتنا العصري والرقمي، ووظيفة الفنان تسليط الضوء على النقاط السوداء في كافة الجوانب».

وعن سبب تواجد القناع في معظم أعماله بين أن: «هذا القناع دخل على لوحاتي منذ بداية أزمة كورونا وخلال فترة الحجر بدأت برسمه حيث شكل لي إلهاماً كبيراً وأحسست أنه يشبه بصمته حالة الهدوء التي عاشتها كل الكرة الأرضية، وشيئاً فشيئاً بدأت الفكرة تكبر وتتوسع وأصبحت أفهم هذا القناع ووجدت أن البشرية كلها تعيش داخل قناع كبير».

وأضاف: «وأن هذا المشروع قدمته في دبي حيث اعتبرت «الماسك» أيقونة الإنسان المعاصر الذي يملك كل وسائل التكنولوجيا والحضارة والتقدم لكن بداخله شخص بارد خال من المشاعر، فاليوم أصبحنا نتواصل مع الأشخاص الذين نحبهم ونعبر لهم عن مشاعرنا بطريقة إلكترونية ولهذا أرى أن القناع موضوع مهم».

ورأى أن المشاعر الإنسانية تظهر في الأعمال من تلقاء نفسها مهما كان موضوعها لأنها هي إلهام الفنان الذي يمتص الواقع ليظهره بطريقته الخاصة.

وحول المبادرة الجديدة التي أطلقها في معرضه، قال: «أنا لا أحبذ الفكرة التي تقول إن الفن نخبوي بل أرى أنه يجب إيصال الفن إلى جميع الناس وهو ليس حكراً على طبقة الأثرياء الذين بإمكانهم شراء لوحات مهما كان ثمنها، لذلك أقيم في كل سنة وأثناء فعالية «أيام الفن التشكيلي السورية» قرعة عبر صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي لأهدي أحد الأشخاص لوحة من أعمالي».

تجربة عريقة

كما بينت معاونة وزيرة الثقافة ثناء الشوا أن هذا المعرض هو امتداد لتجربة واسعة لفنان سوري متميز يحمل بداخله الكثير من الأفكار والأحاسيس والفن، وأننا نشاهد اليوم تجسيداً للوحات يعبر من خلالها الفنان عن تجربة عريقة وكبيرة في مجال الرسم والتصوير الزيتي توجت بمجموعة كبيرة بقيمتها الفنية من اللوحات.

وأكدت على أن لوحات وأعمال الفنان أحمد دائماً ما تصوّر أفكاراً مختلفة وأن الجديد في فنه هو الكم الكبير والزائد من المشاعر والأحاسيس التي يوقع فيها لوحاته.

أما مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد فكشف أنه: «عندما شاهدت الأعمال اليوم أحسست أن أحمد فنان سوري بكل معنى الكلمة يعبر عن حال كل الشباب السوريين وقضاياهم وآلامهم بأفكاره وأسلوبه الخاص وتكنيكه المميز والقوي».

وأضاف: «فبالرغم من أنه لم يلتحق بكلية الفنون الجميلة إلا أن أعماله تصل إلى داخل كل شخص منا وهو ينقل آراء الشباب بشكل عفوي وجميل وتقني، ولذلك أحببت هذا المعرض بكل ما قدم فيه من لوحات».

بروفايل

أحمد الوعري رسام سوري ولد في مدينة حمص عام 1990 حصل على أعلى الدرجات في امتحان كلية الفنون الجميلة لكنه اختار أن يكمل دراسته في المجال العلمي وتخرج في كلية الهندسة الزراعية، إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة حلمه وموهبته فواصل الرسم وشارك في عدة معارض أقامتها نقابة الفنانين التشكيليين، كما له العديد من المعارض الفردية والمشاركات في سورية والإمارات وأميركا وكندا.

Exit mobile version