الوصول إلى مرتبة المليونير ليس مستحيلاً، فهو لا يحتاج إلا إلى قليل من الذكاء والتخطيط السليم والتقيد بأغنية سيد درويش التي تقول: عشان ما نعلا ونعلا ونعلا لازم نطاطي نطاطي نطاطي.
وصفة سيد درويش بدورها يجب أن تبدأ بالبحث عن وظيفة «مرتبة» تدر على صاحبها شلالاً من النقود، ولا تظنوا أنني أقصد الرشاوى -لا سمح الله- بل الإكراميات والهدايا «المتواضعة» تحت شعار: النبي قبل الهدية، ولا مانع عند بعض خلق اللـه استخدام اسم النبي لنصب الفخ للناس وجعلهم يقدمون الهدايا و«الإكراميات»!.
المهم: اتفقنا على النقطتين الأولى والثانية، أما الخطوة الثالثة فهي أن تكون قادراً على إقناع الآخرين بأن ما تقوم به عمل صعب ومعقد، وأن هناك من يطلب الهدية لقاء توقيع المعاملة، أو الموافقة على هذا الطلب أو تلك الخدمة!.
وهكذا وفي غضون وقت قصير ستكون ثروتك «الصغيرة» التي من خلالها ستنطلق نحو مرتبة المليونير بثقة وقوة.
سألت شخصاً يحرس مطعماً كبيراً قيد الإنجاز عن صاحب هذا المطعم فقال لي: إنه لا يعرف عنه شيئاً، وحتى لا يعرف اسم المطعم الذي كلف صاحبه الملايين، فسألته مرة أخرى: من أين لصاحب المطعم المال، فأجابني من دون تردد: إنها عمليات النهب المنظم والسرقة!
باعتبار أنني حديث العهد بمثل هذه القضايا فلم أفهم ما هو المقصود، وهنا يبرز وجود بعض المطاعم والمؤسسات والشركات والمشاريع وغيرها.
وبهذه الطريقة تصبح مليونيراً، إضافة إلى طرق أخرى قد تكون أسهل أو أصعب، كأن تقوم بالتهريب من داخل البلاد إلى خارجها، أو العكس، أي تهريب (أوتوستراد) على خطين، ولا يهم بعدها ما المواد التي ستهربها أكانت مشتقات نفطية أو زراعية أم صناعية وصولاً إلى الأسلحة والمخدرات، ومن يقم بهذه العمليات لم يسمع بشيء اسمه الضمير أو مصلحة الوطن العليا ومصالح وصحة الناس أبناء بلده.
هناك طريقة أخرى صارت رائجة في ظل الحرب التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من عشر سنوات وهي تختصر بكلمتين «أثرياء الحرب» وهذه الطريقة تقوم على عدة أسس من بينها أسلوب الطريقة السابقة، أي التهريب، لكنها تتطلب الجرأة أكثر قليلاً، فأنت كي تنال مبتغاك عليك أن تسرق وتنهب «وتعفّش» لا تأخذك في ذلك رحمة ولا شفقة بالناس، فكما قال مكيافيللي: الغاية تبرر الوسيلة، وغايتك أن تنقذ نفسك وأسرتك من الفقر والجوع، والله يكون في عونك!
من النصب والاحتيال إلى التعفيش والتدفيش، الناس تريد أن تعيش، وقديماً قالوا: ما عاش إلا الجسورا، وحتى تصبح مليونيراً عليك أن تكون جسوراً، لكن الدخول في طريق الملايين محفوف بالمخاطر، فقد تقع الفأس في الرأس وتسقط في شر أعمالك مبكراً، مع أنني لم أشعر يوماً أن أحد الزاحفين نحو نادي الملايين قد وقع في شر أعماله!
سألوا المليونير اليوناني الشهير أوناسيس: كيف جمعت ثروتك فقال: لا تسألوني عن المليون الأول، واسألوا بعد ذلك ما شئتم! المهم المليون الأول!.