Site icon صحيفة الوطن

على خلفية إدخاله «النصرة» لاعباً جديداً في ريف حلب الشمالي على حساب مرتزقته … رسائل نار روسية إلى نظام أردوغان في عفرين وإعزاز

ردت روسيا على تواطؤ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في السماح لما يسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له باجتياح منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، بقصف مواقع لمرتزقته في ريفي إعزاز وعفرين.

فبعد 3 أيام من سيطرة تنظيم «النصرة» على عفرين وفرضه أول من أمس اتفاق هدنة على مرتزقة أردوغان فيها، شن الطيران الحربي الروسي أمس 6 غارات على مواقع المرتزقة في أطراف مدينتي إعزاز وعفرين، في استهداف لا يخلو من دلالات استياء موسكو من نظام أردوغان لفرض «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» لاعباً جديداً في ريف حلب الشمالي إلى جانب إدلب ومناطق مجاورة لها.

وبذلك، ستتجه الأنظار في الأيام المقبلة إلى نيات وتحركات تنظيم «النصرة» على الأرض، إن لجهة تقليص نفوذه عسكرياً في عفرين، وفق ما أظهر استعراضه بسحب رتل من إرهابييه منها إلى إدلب، أو لجهة توسيع نفوذه باتجاه إعزاز مركز الثقل الأهم لنظام أردوغان ومرتزقته الإرهابيين الذين يسميهم «الجيش الوطني».

وأفادت مصادر محلية لـ«الوطن»، بأن سلاح الجو الروسي شن أمس 6 غارات استهدفت محيط بلدة كفر جنة والمنطقة الواقعة بين بلدتي قطمة وبافليون، حيث تقع قاعدة لجيش الاحتلال التركي، المحاذية لمدينة إعزاز من جهة الغرب وتفصلها عن مدينة عفرين.

وذكرت المصادر، أن استهداف المقاتلات الروسية دمر قرب كفر جنة معسكر تدريب لميليشيا «صقور الشمال»، المنضوية في صفوف ما يسمى «هيئة ثائرون» التابعة لـ«الجيش الوطني»، التي انحازت لميليشيا «الجبهة الشامية» التي تشكل نواة ما يسمى «الفيلق الثالث» الذي طرد ميليشيا «فرقة الحمزة» من مدينة الباب وريفها في ريف حلب الشمالي الشرقي يوم الجمعة ما قبل الفائت قبل أن يدخل في صراع مع تنظيم «النصرة» الذي انحاز هو الآخر إلى «فرقة الحمزة» وطرد «الفيلق الثالث» من عفرين واستولى عليها.

وبينت أن القصف الروسي، الذي تزامن مع تحليق للطائرات المسيّرة الروسية، أدى إلى مقتل 6 إرهابيين وجرح أكثر من 10 آخرين من مسلحي «صقور الشمال»، إضافة إلى جرح إرهابيين آخرين لم يعرف عددهم لدى استهداف محيط قطمة.

وأعقب تنفيذ الغارات التي شُنت بين الساعة الثامنة والثامنة والنصف من صباح أمس، استنفار أمني كبير في صفوف مرتزقة النظام التركي الذين سارعوا إلى إخلاء عدد من معسكراتهم التدريبية في منطقتي عفرين وإعزاز، تحسباً لأي هجمات أخرى.

مراقبون للوضع في ريف حلب الشمالي، أكدوا في تصريحات لـ«الوطن» أن دخول الطيران الحربي الروسي على خط ريف حلب الشمالي الذي يشكل أهم مناطق هيمنة النظام التركي، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، يراد منه توجيه رسالة من نار لتحذير النظام التركي من مغبة الدور الذي يلعبه بتوسيع رقعة نفوذ تنظيم «النصرة» الفرع السوري لـ «القاعدة» كي يضع ورقته على طاولة أي مفاوضات مقبلة مع روسيا لترتيب أوراق المنطقة، على خلفية الدور الذي تلعبه موسكو باستدارة النظام التركي تجاه دمشق.

ويرى المراقبون، أن إدخال نظام أردوغان تنظيم «النصرة» إلى عفرين كمنطقة تجاذبات جديدة في الشمال السوري، قد يكون تخطى «التفاهمات» مع روسيا بخصوص المنطقة، بعدما وضع التنظيم الإرهابي في مواجهة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وعلى خطوط تماسها شمال حلب، وربما لاحقاً في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، بعد إخفاق مخططات نظام أردوغان بلاحتلال المنطقة إثر تهديداته التي أطلقها نهاية أيلول الماضي واصطدمت بفيتو روسي- إيراني- أميركي.

ووفق مصادر إعلامية معارضة، فقد وثق «فريق منسقو استجابة سورية» حصيلة الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين بسبب الاقتتال الذي شهده ريف حلب الشمالي والشرقي بين إرهابيي النظام التركي، مشيراً إلى أنه تم استهداف 11 مخيماً في المنطقة، نتيجة الاشتباكات والاستهدافات العشوائية، التي تسببت بتضرر أكثر من 58 خيمة بين أضرار جزئية وأضرار كاملة.

وذكر أنه قتل 5 مدنيين وأصيب 38 آخرون معظمهم من النسـاء والأطفال، فيما شـهدت المنطقـة نــزوح 1600 عائلة من المخيمات وأكـثر من 1200 عائلة أخرى داخل المدن والبلدات نتيجة الاشتباكات.

Exit mobile version