Site icon صحيفة الوطن

شدَّد على أن المهمة الرئيسية تكمن في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية … لافروف: موسكو مازالت ترفض أي خطط لتقسيم سورية والانتخابات تقرر بشأن الرئيس الأسد

| وكالات 

قبل أيام من وصول نظيره الأميركي جون كيري إلى العاصمة الروسية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحديث لا يدور عن انضمام بلاده إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشطن ضد تنظيم داعش الإرهابي، بل عن «تنسيق متكافئ» مع هذا التحالف، وطالب جميع الدول بالتخلي عن «اللعبة المزدوجة» في مواجهة الإرهابيين الساعين إلى نشر خلافتهم من باكستان إلى «البرتغال». ودعا إلى حل مسألة مستقبل الرئيس بشار الأسد عن طريق الانتخابات. وإذ أشار إلى أن الدستور السوري يجب أن يعطي ضمانات للأقليات، أكد رفض موسكو أي خطط لتقسيم سورية إلى كيانات تحمل طابعا إثنياً أو طائفياً.
وخلال مؤتمر «حورات المتوسط» في العاصمة الإيطالية روما، طالب لافروف، مساء أول أمس، بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في سورية. وقال، وفق وكالة «الشرق الأوسط» المصرية للأنباء: «لا يجوز أن نغمض عيوننا عندما تعمل أطراف ما، كصديق حميم لتنظيم (داعش) وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين». وأضاف حسب موقع «روسيا اليوم»: «نطالب بوضع حد لكل ذلك، كما أن ذلك يؤكد ضرورة إغلاق الحدود التركية السورية فوراً».
واعتبر أن إنجاح مهمة مكافحة الإرهاب يتطلب من جميع الدول التخلي عن «اللعبة المزدوجة» ودعم المتطرفين والتستر عن الإرهابيين، ورأى أن إسقاط تركيا للقاذفة الروسية الشهر الماضي، «مثال على مثل هذه اللعبة المزدوجة». وحذر بعض الأطراف من خطر الوقوع في الخطأ عندما تحاول استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام الحاكم في دمشق. وأوضح أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية تستخدم بمكر انعدام الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها، وتحاول نشر «خلافتها» لتمتد من البرتغال إلى باكستان.
وبشأن احتمال انضمام روسيا إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن، قال الوزير الروسي إن الحديث لا يدور حول الانضمام، بل عن التنسيق بين الطرفين على أساس متكافئ.
وجدد لافروف دعوة روسيا إلى حل مسألة مصير الرئيس الأسد عن طريق الانتخابات، وتوجه إلى الداعين لرحيل الرئيس الأسد بذريعة أن الأكثرية في الشعب السوري لم تعد تريده: «عليكم إجراء انتخابات مبكرة والتغلب عليه إذا خاض تلك الانتخابات». وشدد على أن المهمة الرئيسية في سورية تكمن في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.
ولم يستبعد أن تجتمع «مجموعة الدعم الدولية حول سورية» مجدداً في العاصمة النمساوية فيينا الأسبوع المقبل في حال نجاح الأطراف المشاركة في المفاوضات في تنسيق قوائم التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة الوطنية التي تحارب في سورية. وخالف لافروف بذلك مساعي نظيره الأميركي الذي يعمل من أجل عقد الاجتماع في نيويورك. وعقد كيري العزم على لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بعد غد الثلاثاء من أجل تحريك الموقف الروسي الرافض لعقد الاجتماع في نيويورك.
وتابع رئيس الدبلوماسية الروسية أنه بعد تنسيق قوائم المعارضة والإرهابيين، يمكن التعويل على إطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة. وأكد أن موسكو ما زالت ترفض أي خطط لتقسيم سورية إلى كيانات تحمل طابعا إثنياً أو طائفياً، لكنه أقر بأن الدستور السوري يجب أن يضم بنوداً تعطي ضمانات أكثر متانة للأقليات داخل المجتمع السوري. وتابع قائلاً: «لا يجوز أن تكون هناك أي خطط ترمي إلى تقسيم البلاد. وكانت مجموعة فيينا ومجموعة دعم سورية قد دعتا إلى الحفاظ على وحدة أراضي سورية».
من جهة أخرى، دعا لافروف إلى مواجهة خطر النزاعات الطائفية في الشرق الأوسط والتعاون من أجل تحويل المنافسة بين الشيعة والسنة إلى مصالحة وتعاون مثمر، مؤكداً في هذا السياق أهمية بناء جسور بين إيران والسعودية وتعزيز الثقة والأمن في منطقة الخليج.
وفي وقت سابق، أكد لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي باولو جينتيليوني، أن موسكو تنظر إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن كـ «شريك فعال محتمل»، وأردف قائلاً: «لكي يصبح هذا التحالف فعالاً في حقيقة الأمر، من المهم أن يعتمد على قاعدة القانون الدولي المتينة وقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي».
وأضاف: إنه من غير الواضح لماذا لم ترغب واشنطن بعد نيلها موافقة بغداد على الغارات الغربية ضد داعش في الأراضي العراقية، في أن تطلب من دمشق موافقة مماثلة، ولم تتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتوفير قاعدة قانونية لعمل التحالف.
وأكد الوزير الروسي استعداد موسكو لتوحيد الجهود مع الدول المنضوية تحت لواء التحالف الغربي من أجل زيادة فعاليات عملية مكافحة الإرهاب في سورية بجميع جوانبها. وأعاد إلى الأذهان أن الجانب الروسي اقترح على الأميركيين منذ بداية العملية العسكرية بسورية، إقامة تنسيق وثيق، لكن واشنطن لم تقبل إلا اتفاقاً محدوداً حول الإجراءات الضرورية لتجنب الحوادث غير المرغوب فيها في أجواء سورية.
وتابع أن العسكريين الروس ما زالوا مهتمين بالتنسيق الوثيق فيما يخص الأهداف الإرهابية في سورية وتبادل المعلومات حول مواقع فصائل المعارضة السورية المسلحة التي ترفض أيديولوجية الإرهابيين وممارساتهم والذين يمكن الاعتماد عليهم باعتبارهم شركاء في محاربة الإرهاب.

Exit mobile version