Site icon صحيفة الوطن

التهاب الكبد الوبائي يضرب مجدداً بريف مصياف.. وتقاذف مسؤوليات … رئيس المنطقة الصحية: الجائحة بذروتها وتنخفض تدريجياً! مدير مياه حماة: آبار خاصة يجب منعها أو تعقيمها

كما في العام الماضي وبالتوقيت ذاته تقريباً، تشهد قرية البياضية في ريف مصياف الغربي، جائحة التهاب الكبد الوبائي، والمتهم الوحيد هو مياه الشرب!.

وبيَّنَ العديد من المواطنين لـ«الوطن»، أن الإصابات بالتهاب الكبد لم تقتصر على تلاميذ المدارس وطلابها، بل سجلت إصابات بين الكادر التدريسي أيضاً. وذكر آخرون أن هناك إصابات تفشت بين الأهالي أيضاً وعددها تجاوز الـ 100، وعزوا ذلك إلى تلوث المياه التي يشربونها نتيجة اختلاطها بالصرف الصحي!

وأوضحوا أن اهتمام الجهات المسؤولة بالجائحة التي حلت بقريتهم ليس بالمستوى المأمول، وأن تلك الجهات تتقاذف الاتهامات فيما بينها، وترمي المسؤولية بمرمى أصحاب الآبار الخاصة والصهاريج الذين يبيعون مياه الشرب.

ورداً على أسئلة «الوطن»، كشف رئيس المنطقة الصحية بمصياف الدكتور معد الشوباصي، أن الجائحة اليوم في ذروتها وتنخفض تدريجياً، وقد تم كسر حلقة العدوى بالتهاب الكبد الوبائي في البياضية، باتخاذ عدة إجراءات منها عزل المواطنين المصابين، ومعالجة الحالات المصابة بسرعة، وزيادة كلورة المياه، والتنبيه على المطاعم بعدم تقديم النباتات الورقية، والكشف اليومي على الآبار العامة والخاصة وقطف عينات منها وتحليلها.

وبيَّنَ أن الإصابات مابين 40 و50 ومعظمها تماثل للشفاء، موضحاً أن التحاليل المخبرية لعينات المياه أثبتت تلوث مياه الآبار الخاصة، فيما مياه الشبكة العامة للشرب قبل وبعد الجائحة سليمة ونظيفة تماماً.

وذكر أن لجنة من المنطقة الصحية والمياه والموارد المائية والصرف الصحي، أجرت عدة جولات للتقصي، تم خلالها الكشف على آبار مياه الشرب في السويدة وقرية البياضية، كالبئر الشمالية جانب الخزان الثاني وفي البئر الجنوبية القديمة، وقياس نسبة الكلور فيهما وفي محطات الضخ، وكانت ضمن المواصفات الطبيعية.

كما تم قطف عينات لتحليلها مخبرياً قبل وبعد عملية التعقيم، وأجهزة التعقيم تعمل بشكل نظامي، ومخزون الكلور موجود في المجموعات بكميات كافية.

كما تم الكشف على مجرى نهر الساروت موقع غرب البلدة، وتبين وجود نواتج صرف صحي تشكل مستنقعات متفرقة، نتيجة انسداد في خط الصرف الإقليمي الذي تم تسليكه منذ فترة قريبة، وتم قطف عينات من قبل الموارد المائية، علماً أنه يوجد عدد كبير من الآبار الخاصة بالمنازل المجاورة لمجرى النهر تم قطف عينات منها لتحليلها أيضاً.

ولفت الدكتور شوباصي إلى أن اللجنة تقترح الاستمرار بمراقبة مياه الشرب من قبل مديرية الصحة ووحدة المياه بالمنطقة. وزيادة التوعية الصحية والمراقبة للمدارس والروضات وتكثيف الزيارات المنزلية. والاستمرار بمراقبة مجرى نهر الساروت من قبل الموارد المائية والتنسيق مع الصرف الصحي. وعدم السماح بتعبئة المياه وبيعها للمواطنين من مصادر المياه غير المخصصة للشرب.

ومن جانبه بيَّن المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة مطيع عبشي لـ«الوطن»، أن واقع الطاقة الكهربائية، ومدى انعكاسه على واقع مياه الشرب في القطر بشكل عام معروف للجميع. وأوضح أن كميات المازوت اللازمة لمحطات ضخ المياه، محدودة ومرتبطة بواقع التوريدات إلى القطر، والكمية التي يتم تأمينها توزع على المشاريع، وتؤمن ساعات تشغيل قليلة وغير كافية.

ولفت إلى أن القضية ليست قضية تقصير من المؤسسة، فمشاريعها مزودة بأجهزة ومواد تعقيم ولكن ساعات الضخ محدودة.

وفيما يخص هذه المنطقة ذكر عبشي أنه في مثل هذه الفترة من العام، ومع تأخر الهطل المطري تظهر هذه الحالات، لوجود مجرى نهر يحتوي صرفاً صحياً، وقد تكون هناك آبار خاصة قريبة منه أو قيام بعض المواطنين بزراعة خضروات تروى منه.

وقال عبشي: إن المؤسسة ومنذ البداية تراقب مصادر مياهها، وتنسق مع مديرية الصحة والبلدية لضرورة تحديد الصهاريج والمصادر الخاصة ومراقبتها. ولكن هذا العمل يتطلب جهود الجميع، فمراقبة الصهاريج والمصادر الخاصة عمل يجب أن يتم من الجميع وهذا ما نعمل عليه.

علماً أن الفرق المختصة بالمؤسسة ومنذ شهر شباط الماضي نفذت جولات مشتركة مع الصحة، للكشف على سلامة مصادر المياه. وأضاف: وهناك آبار خاصة يعتمد عليها المواطنون بشربهم، يجب منعها أو تعقيمها، وعلى البلدية مراقبة ذلك ونحن على استعداد لتقديم مواد التعقيم.

Exit mobile version