Site icon صحيفة الوطن

عصب الإنجاز الرياضي..!

بوضوح وبكثير من المباشرة، المال عصب الرياضة في كل مكان، والإنجاز الرياضي يحتاج إلى مقومات عديدة، لا يمكن الاستغناء عنها، لتحقيق ما يصبو إليه القائمون على رياضتنا، ولكن الواقع يؤكد ضعف القدرة على توفير تلك المقومات بالشكل المناسب في ظل فقدان الموارد المالية الكفيلة بتحقيق تلك الشروط، وبالتالي المناخ الذي يمكن فيه للعمل الرياضي أن يتوج بتحقيق الإنجاز المطلوب.

وهذا الكلام يعرفه الجميع، ولا نأتي بجديد حين نقوله، إنما لا بد من التذكير به باستمرار فواقع الحال مع رياضتنا التي تئن تحت وطأة هذه المشكلة المزمنة لا يسر أحداً.

ها هو ناد عريق كنادي الثورة يعلن حل فريق كرة السلة للرجال في ظل هذه المعاناة، وجميعنا يعرف أهمية هذه اللعبة بالنسبة للنادي، وإدارة النادي، لكن الظروف المالية والشح الشديد دفع النادي للخضوع إلى قسوة الواقع والإقدام على هذه الخطوة في محاولة للتخفيف من الأعباء المالية المتزايدة في ظل عجز واضح عن تأمين الاحتياجات، الأمر الذي انعكس بصورة سوداوية على اللعبة ليكون الفريق ضحية واقع مؤلم ومخيب لكل من يحب الرياضة ويعشق اللعبة، وقبل ذلك لأبناء النادي وإدارته التي تحملت الكثير في الفترة الماضية من أجل الحفاظ على اللعبة ضمن أنشطة النادي.

ومهما كانت الطريقة التي تدور بها أقلامنا، في مناقشة الواقع الرياضي، فلا بد من العودة إلى النقطة الأكثر تأثيراً في عملنا الرياضي، ونعني بالتأكيد المال، وهذه الجدلية يتواصل الحديث فيها باستمرار ومنذ سنوات طويلة، فالأندية تئن وتشكو من وضع صناديقها شبه الفارغة، ومن ضعف قدرتها أحيانا في الوفاء بالتزاماتها. ولذلك، على سبيل المثال، أشرنا إلى أن خطوة اتحاد الكرة، بالسماح بالتعاقد مع لاعبين أجانب، ينقصها الكثير من الواقعية في ظروفنا الحالية، فليس بالإمكان إبرام تعاقدات مع لاعبين بمستوى يحقق لتلك الأندية ما تطمح إليه، وسيكون من الصعب تحقيق القيمة الفنية المضافة والمرجوة في هذا الإطار.

اليوم يطالب اتحاد الكرة أنديته بتسديد ما عليها من التزامات مالية لصندوق الاتحاد ضمن مهلة محددة، مع التحذير من آثار عدم التسديد رغم معرفة الجميع بالواقع المادي الضعيف لأغلب الأندية، مع أنه قد يكون مطلب حق.

ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الأندية لديها استثمارات لو تم توظيفها بالشكل الأنسب لاختلف الكثير من حساباتها، لكن الطريقة التي أبرمت بها العقود السابقة، والمصالح الضيقة أضاعت عليها الكثير، والمؤلم أن بعض ذيول هذه المشكلة ما زالت ترخي بظلالها الثقيلة على تلك الأندية، فإلى متى؟

Exit mobile version